رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا ثيؤدوروس: رسل المسيح قسموا العالم الى 5 بطريركات وكراسي

بابا الروم الارثوذكس
بابا الروم الارثوذكس

قال البابا ثيودوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس: "ابتهجوا بالرب دائمًا وابتهجوا من جديد...بهذه الرسالة أريد أن أتواصل معكم جميعًا وأن أشارككم كأب روحي لكم، الذي أتيتم إليه جميعكم واقتربوا بإرادتكم لأنه من خلال شفتي، شفتي أسلافي المباركين، بطاركة الإسكندرية، ومن على لسان الأساقفة والقساوسة الأكثر إحترامًا والأكثر محبة، سمعت كلمات المسيح: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ".

واضاف على اثر انعقاد المجمع المقدس: "هذه الكلمات، يا أبنائي وإخوتي وأخواتي الأعزاء، جذبتكم جميعًا معًا إلى الإيمان الإنجيلي و المعمودية المقدسة والقربان المقدس، شكلنا الحياة وعالم الحياة والخلاص بأسره في أماكن كثيرة "جسد المسيح، هو كنيستنا المقدسة".

وتابع: "لكن يا أبنائي الأعزاء، للأسف، في الآونة الأخيرة لاحظت وأجد أن البعض الآخر "زائف"، "ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ".  دون مباركة أو إذن من البابا البطريرك، اقترب منك بعض الحظائر الروحية لأفريقيا وزرع بذور الانقسام. التي رَوُوها بالاتهامات ضد بطريركيتنا وبأموال قذرة والأعشاب التي نموها و حصدوها والتي هددت بإغراق العمل الإنجيلي المتواضع الذي تقوم به بطريركية بطريركيتنا الرسولية المستمر منذ سنوات عديدة.

واكمل: "ما سبب كل هذا الاضطراب؟ أومن أنكم تعلمون جيدًا أن الكنيسة نظمها رسل الرب القديسون وتلاميذهم، الذين عوضًا عنهم رساموا أساقفة ونظموا الكنائس المحلية ووضعوا حدودًا جغرافية واضحة، والتي أكدتها المجامع المسكونية المقدسة والعديد من المجامع المحلية مع العديد من الكنائس الأرثوذكسية المحلية الأخرى. 

وواصل: "في الأول نظم للعالم المسيحي في خمس بطريركيات ، تسمى الرئاسات الخمس، وهي بحسب ترتيبها:

1- بطريركية روما.

2-  بطريركية القسطنطينية.

3- بطريركية الإسكندرية ومنطقتها الجغرافية وسلطتها على كل أفريقيا وجزرها.

4- بطريركية أنطاكية.

5- بطريركية أورشليم.

وكذلك الكنيسة المستقلة في قبرص.

وأردف: "في المسيحية الغربية، تحتفظ بطريركية روما بالأولوية (المركز الأول)، بينما في الكنيسة الشرقية، ستتمتع بطريركية القسطنطينية (روما الجديدة) بمكانة متساوية وستتمتع بالأولوية بين الإمارات الأخرى. سيؤدي انشقاق 1054 إلى إبعاد الكنيسة الغربية (الكنيسة الكاثوليكية الرومانية) ، وفي الشرق الأرثوذكسي ستظل البطريركية المسكونية تتمتع بالأولوية وتتمتع بامتيازات خاصة في الكنيسة.

واستطرد: "هذا المكانة الخاصة والفريدة من نوعها للبطريركية المسكونية تؤمنها الشرائع المقدسة وتقليد الكنيسة وممارستها. لقد اهتمت البطريركية المسكونية دائمًا بحل المثل والإعلان بالتعاون مع البطريركيات القديمة الأخرى (الإسكندرية وأنطاكية والقدس).

واضاف: "كان هذا هو الوضع في الأيام الخوالي (الإمبراطوريات البيزنطية والعثمانية). أي أن الحركة المسكونية الأرثوذكسية كانت مقسمة إلى هؤلاء البطريركيات الأربعة (وكنيسة قبرص) واعتبرت حدودهم الجغرافية منفصلة وواضحة ولا لبس فيها. إذا ظهرت مشاكل في أي وقت، فقد تم حلها من خلال السينودس التي عقدها البطريرك المسكوني وحضرها البطاركة الثلاثة الآخرون.

وتابع: "في الأزمنة الحديثة، أرادت بعض الشعوب التي حصلت على دولها أن تحصل على كنائسها المستقلة، وبالفعل قطعت البطريركية المسكونية الأراضي التي تنتمي إليها وأنشأت كنائس مستقلة جديدة. إحداها هي الكنيسة الروسية (بطريركية موسكو) التي أصبحت مستقلة فقط عام 1589. 

واردف: "وهكذا بدأت الكنيسة الروسية، التي أرادت زيادة قوتها ومكانتها في العالم الأرثوذكسي، باستخدام قوتها العلمانية وعنفها في بعض الأحيان، في الدوس و"استعباد" المسيحيين الأرثوذكس وغير الأرثوذكس المجاورين. في بلد أوكرانيا، أبرشية لطالما كانت تابعة للبطريركية المسكونية.

واستطرد: "مع تفكك الاتحاد السوفيتي، الذي تنتمي إليه كل من روسيا وأوكرانيا في عام 1991، أراد الأوكرانيون، وهم شعب مختلف عن الروس، الحصول على استقلالهم وهو الشيء الذي اختلفت معه الكنيسة الروسية جذريًا. بعد مغامرات عديدة، سأل إخواننا الأوكرانيون الأرثوذكس البطريركية المسكونية، وهي الوحيدة المسؤولة، وفي عام 2019 حصلوا على كنيستهم المستقلة، أي الكنيسة الذاتية (Autocephaly).

واكمل: "كما وافقت بطريركيتنا على هذا العمل الذي قامت به البطريركية المسكونية، لأنه يتوافق مع القواعد المقدسة وتقاليد كنيستنا. لسوء الحظ، رداً على ذلك انتهكت كنيسة روسيا تقليد المجامع المسكونية، التي احترمها جميع بطاركة روسيا حتى اليوم، وسارعت إلى تأسيس الكنيسة (إكسارخية)، وتعمل على "سرقة" الكهنة والمسيحيين من بطريركتنا بطرق غير مقبولة. إن هذا العمل معادٍ تمامًا لبطريركيتنا لأنه يتعارض مع العديد من القوانين الأخرى التي تمنع كنيسة من انتهاك حدود أخرى.

واختتم: "بطريرككم وأبيكم، أبنائي الأحباء، أمام الله والكنيسة أحثكم على أن تظلوا أوفياء لبطريركتنا التي تحدثت إليكم عن إنجيل المسيح وأعطاكم المعمودية المقدسة. لتغلقوا أذنيككم ولتغمضوا عينيكم عن الوعود والمبادلات القذرة- (في "الثلاثين قطعة فضية من يهوذا")- لأناس لم يعرفوا وجودهم حتى الأمس لأن الخطر الروحي كبير علينا. كما يقول الرب: "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ، أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ"