رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أم محمد» 40 سنة أمام شواية لحم: «طول ما فيا صحة هفضل أشتغل» (فيديو)

أم محمد أمام شواية
أم محمد أمام شواية الحوم بالإسكندرية

أمام شواية صغيرة، تقف مبتسمة بوجهها البشوش، تبدأ في وضع اللحوم بجانب بعضها، تراقب الفحم المشتعل أمامها، لا تكل رغم وقوفها الذي يستمر لـ12ساعة على عربة السندوتشات التي أسستها مع زوجها، واستمرت في العمل عليها بمفردها بعد وفاته.

received_601872687580541

في أحد شوارع منطقة فيكتوريا شرق الإسكندرية، تعمل الحاجة «أم محمد» في شواء وبيع سندوتشات الكبدة والكفتة واللحم والسجق، وأجرت «الدستور» بثًا مباشرًا معها للتعرف على قصة كفاحها على عربة المشويات الصغيرة.

received_254842103454589

تقول الحاجة صباح محمد، أو «أم محمد» 58 عامًا، إنها تعمل على عربة المشويات منذ أكثر من 40 عامًا، حيث كانت تتقاسم العمل مع زوجها- رحمه الله، وبعد وفاته أكملت بمفردها لمدة 5 أعوام حتى الآن.

received_618477002789754

وأضافت لـ«الدستور»، أنها تحب العمل وأن توفر مصروفات حياتها من عمل يديها؛ قائلة «طول ما فيا صحة هشتغل، مينفعش ولادي يصرفوا عليا، أنا اللي أديهم وأقف جنبهم حسب مقدرتي»، متابعة أن تلك العربة والشواية الصغيرة هي قصة عمل وكفاح أعوام طويلة مع زوجها لتربية أبنائها وتوفير متطلبات المنزل.

received_493543932419379

وأوضحت أنها تزوجت في سن الـ16، وعملت مع زوجها في إحدى شركات الغزل والنسيج، ثم بدءوا بعد ذلك بالتفكير في مشروع صغير يساعدهم على الحياة، حيث نفذا عدة مشروعات بينها عربة فول، وثلاجة أيس كريم، ثم استقرا على شواية اللحوم وعمل السندوتشات المختلفة، وهو المشروع الذي أكملاه.

received_620972495834726

وتابعت أنها كانت تقف مع زوجها جنبًا إلى جنب في العمل، وبعد وفاته أكملت العمل بمفردها، لافتة إلى أن الجميع في المنطقة يعرفونها، ويعرفون زوجها، وحتى الزبائن الذين كانوا أطفالًا وأصبحوا أطباء ومهندسين وما زالوا يمرون عليها ويأكلون من عربتها البسيطة.

received_998305074374843

وأضافت أن يومها يبدأ من الثانية ظهرًا، حيث تبدأ بالخروج من منزلها إلى العربة للسعي على رزقها وتستمر في العمل حتى الثانية صباحًا، ثم تبدأ في تجهيز مستلزمات اليوم الثاني حتى الفجر، قائلة: «بجهز كل حاجة من بليل وبعدين أنام وأبدأ تاني يوم الشغل»، متابعة أنها تحضر الكفتة والكبدة والسجق واللحمة والتتبيلة المخصصة لكل منها لتكون جميعها جاهزة على الشواء، حيث تقدم جميع الأصناف مشوية على الفحم.

received_403872481540968

ولفتت إلى أنها بعد وفاة زوجها، عرض عليها أبناؤها أن تستريح من العمل، لكنها رفضت هذا العرض: «مش عاوزة ربنا يحوجني لحد حتى ولادي طول ما فيا نفس»، مشيرة إلى أنها تفتخر باستكمال مسيرة زوجها التي زينت عربة المأكولات بصورته واسمه، وجملة قراءة الفاتحة له لكي يكون رحمة له من كل من يتردد على المكان.

«أم محمد» أكدت أنه رغم حمدها الله على مكان عملها الذي كافحت به سنوات طويلة، ولكنها تتمنى أن يكون لها محل صغير تستطيع أن تغلقه على الأدوات والعدد التي تستخدمها، حيث تعرضت عدة مرات للسرقة، لذلك تتمنى أن تصبح العربة محلًا صغيرًا وتستمر في عملها وكفاحها.