رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة.. خطر يواجه الأطفال المصابين بكورونا

متلازمة الالتهاب
متلازمة الالتهاب المتعددة

اعتقد كثيرون أن فيروس كورونا المستجد ليس من ضحاياه الأوائل الأطفال، وأنه حال إصابتهم به يُشفون سريعًا عن غيرهم دون مضاعفات، وربما كان هذا الاعتقاد صحيحًا بعض الشيء إلا أن دراسة جديدة ظهرت لتقلب الموازين رأسًا على عقب بتأكيدها أنه في حال أصيب الاطفال بفيروس «كوفيد19» فإنه مهدد بالإصابة بأعراض عصبية خطيرة.

الدراسة ظهرت بعد إصابة طفلة إنجليزية من أصول آسيوية تبلغ من العمر 16 عامًا، وحُجزت بغرفة الرعاية المركزة بمستشفى «جريت أورموند ستريت» لجراحات قلب الأطفال بالمملكة المتحدة، المتخصص في التعامل مع الأمراض النادرة والمعقدة للأطفال بعد أن ثبت إصابتها بعدوى كورونا المستجد، وبعد يومين من العلاج واستقرار حالتها خرجت إلى غرفة عادية.

وانقلب الوضع عندما أصيبت الطفلة بصدمة إنتانية Septic shock، وهي حالة خطيرة قد ينتج عنها تلفٌ شامل في جميع الأعضاء.

نقلها الأطباء على الفور مرةً أخرى إلى العناية المركزة، ووضعوها على جهاز التنفس الاصطناعي 7 أيام متصلة؛ وعلى الرغم من أنها لم تكن تعاني من أعراض تنفسية، إلا أنها كانت تُعاني انخفاضًا حادًّا في ضغط الدم واختلالًا في الوظائف الحيوية.

ما أصيبت به الطفلة هي متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة والتي تبين أنها مرتبطة بإصابة الأطفال بمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إذ أثبت البحث الذي أُجري على 27 طفلًا يُعانون من الإصابة بفيروس "كورونا" أن أربعة أطفال منهم -أي بما يعادل 14.8٪- طوروا أعراضًا عصبية خطيرة، تضمنت الاعتلال الدماغي والصداع وضعف العضلات وانخفاض ردود الفعل، كما طالت جذع الدماغ والمخيخ.

وفي السياق، أكد الدكتور حسن البنا خضر استشاري صدر الأطفال بجامعة الزقازيق في حديثه لـ«الدستور» أنه على الرغم من تفوق مناعة أغلب الأطفال على نظيرتها في الكبار إلا أنه في حال مهاجمة فيروس كورونا المستجد لهم فقد يُلحق بهم أضرارًا ومضاعفات غير محددة تتمثل في هذه المتلازمة "التهاب الأجهزة المتعددة" التي قد تصيب أي منطقة بالجسم بمضاعفات خطيرة.

وتابع: «تتسبب المتلازمة في حدوث صداع وارتفاع درجة حرارة الطفل وقيء وإسهال، كما قد يصل الأمر إلى إصابته بما يشبه الغيبوبة».

 

وأضاف «البنا» أنه في حال تسببت تلك المتلازمة الناتجة عن الفيروس في إصابة الطفل بما يشبه الغيبوبة فإن ذلك يؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث تشنجات عصبية تظل مرافقة له طول فترة المرض، وقد تؤثر على خلايا المخ مسببة لها التهابات تؤدي إلى غيبوبة كاملة ومن ثم الوفاة.

ووفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» أودى فيروس كورونا بحياة 2200 طفل تحت سن الـ5 أعوام في البرازيل، منذ بدء الجائحة، وهو رقم ضخم مقارنة ببقية العالم.

وحسب تصريحات «البنا» فقد تُحدث الإصابة بفيروس كورونا للطفل الصغير شلل في الأقدام يتصاعد في الجسم حتى يصل إلى العضلات، وهو ما يسمى علميًا «جوليان داريه» وهو حالة شلل قد تُصاحب الإصابة بمعظم الفيروسات، وفي حال وصل هذا الشلل إلى الرئتين فهو لا شك يتسبب على الفور في الوفاة.

وأوصى بضرورة تلقي الأطفال للقاحات كورونا التي وفرتها وزارة الصحة لهم من عمر 12 عامًا حتى 18 عامًا، مشيرًا إلى أنه كما تظهر أعراض خطيرة على الأطفال جراء الإصابة بالفيروس خاصة في حال التأخر في اكتشافه، فهناك منهم ما لا يظهر عليه الأعراض على الإطلاق أو تظهر بصورة طفيفة ولكنها تمثل خطرًا عليه وعلى من حوله من الكبار بصورة أكبر، مضيفا أن اللقاحات آمنة تمامًا على الأطفال.