«بتسى نعوم كبابه».. سيرة مجهولة لأول امرأة أدارت مؤسسة صحفية فى مصر

لعبت بتسي نعوم كبابه (1869 - 1924 م)، زوجة بشارة تقلا أحد مؤسسي جريدة الأهرام، دوراً هاماً فى الحياة الصحفية المصرية، ويكفى أن نشير إلى كونها أول امرأة أدارت جريدة آلت ملكيتها إلى الدولة المصرية فيما بعد مثل جريدة الأهرام.

“بتسى كبابه” لم تقف متفرجة على أحد الصروح التي بناها زوجها بشارة تقلا بعد وفاته عام 1901؛ مقررة تولي إدارة الجريدة لمدة أحد عشر عاما؛ حيث قامت بنقل الصحيفة من الإسكندرية إلى القاهرة فى عام 1899 بعد أن بنت لها "دار الأهرام" المعروفة وأصدرتها بالفرنسية إلى جانب العربية.

بحسب كتاب "الرواد اللبنانيون فى مصر.. فى الصحافة والفكر والأدب والفن" للكاتب كريم مروة، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2015 ، يكشف "مروة" عن بعض من أدوار هذه السيدة؛ منها كيف استطاعت "بتسى" إدارة الجريدة وتوجيه سياستها فى وقت كان يشهد شدة الصراع الأولى بين سياستي الأهرام (الفرنسية النزعة) والمقطم (البريطانية المنهج)، وحتي تخليها عن إدارة الجريدة سنة 1912 إلى ابنها (جبرائيل).

ورغم أن بتسى نالت العديد من الأوسمة منها أوسمة مصرية وأخرى أوروبية، وشاركت فى النهضة المصرية فى القاهرة والإسكندرية عندما دعت على صفحات الأهرام إلى تحرير الفتاة العربية وإطلاق حرية المرأة وحقها فى العلم والعمل، كما دعت إلى التأخى المذهبي ونبذ الأحقاد والصراعات الطائفية؛ إلا أن سيرتها ظلت طي النسيان فى ذاكرة تاريخنا الصحفي بعد أن دفنت فى فيينا ونقلت فيما بعد لتدفن بالقاهرة.

كريم مروة مؤلف هذا الكتاب أيضاً، ذكر أن العدد الأول صدر من الأهرام فى آخر ديسمبر 1875 فى الإسكندرية، وصدرت "صدى الأهرام"فى 9 ديسمبر 1876 أيضاً، وأشرف سليم تقلا على إصدار جريدة "حديقة الأخبار" وجريدة المنارة عام 1876.

أما المؤرخ اللبناني مسعود ضاهر أشار أيضاً فى كتابه "هجرة الشوام إلى مصر" إلى سليم وبشارة تقلا عبر فصل كامل؛ وذلك عندما قال" تمتع سليم وبشارة تقلا رسميا بالحياة الفرنسية. وأقامت بشارة تقلا علاقة وثيقة بكبار الساسة الأوروبيين، خاصة الفرنسيين منهم والإنجليز، وبحكومة روسيا القيصرية وبالسلطنة العثمانية وشاه إيران". 

ولدت بتسى نعوم كبابه في بيروت من أسرة حلبية ورحلت مع أهلها إلى لندن، وقرأت العربية والفرنسية والانكليزية، وتزوجها تقلا (في مرسيليا) سنة 1889.