رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهاب يهدد العالم بأكمله

لا شك أن الإرهاب يكاد يصبح أداة مرعبة في كل أركان عالمنا لا يستثني منه الدول العظمي والدول المحدودة،  فقد اجريت دراسة ترسم استراتيجية أوروبيا لمكافحة الإرهاب والتطرف مع دراسات حديثة أجرتها مراكز بحثية في أوروبا كشفت عن التعزيزات والإجراءات التي تعتزم القارة الاوربية تنفيذها خلال العام المقبل والذي بدأ بعد منذ ايام قليلة مضت.
وذلك في إطار مواجهة شاملة مع مختلف الاتجاهات المتطرفة القريبة والبعيدة والتي تحمل شعارات مختلفة منها ما يتستر تحت عباءة الدين والمتدينين ومقابل هذه الاخطار المزعجة للعالم فقد تأهب لمواجهة التهديد الذي يتزايد مستمرا دون توقف.
فبدأ الاتحاد الاوربي الاستعداد لمواجهة التطرف بداية بمعالجة فكرية عميقة تتعلق بنزع أيديولوجية التطرف من المقاتلين الأجانب العائدين من دول سوريا والعراق باعتبار أن أكثر العائدين من القتال مازالوا يحملون ذات الافكار وبنسب كبيرة منهم.
كما اوضحت الدراسات أنه لا بد من المعالجة الفكرية العميقة لمحاربة التطرف الذي يحمله الشباب العائد من اوروبا في ظروف صعبة وكذلك العائدون من سوريا والعراق ويحملون في نفسهم وعقولهم كل كره لهذه الدول وحقد عليها بدرجة عالية أيضا.
اضافة لما سبق، فقد ظهرت اصوات تطالب بضرورة الحذف الإلزامي للمحتوي الارهابي علي الإنترنت والذي يأتي ضمن العناصر الرئيسية المطلوبة في استراتيجية مواجهة الإرهاب.
كما اعربت الدراسة المشار اليها عن الاسف من انه لم تتبن سوي عدد قليل من الدول الأوربية حتي الان لوائح قانونية جديدة للحذف السريع للمحتوي المتطرف والتحريض علي الإنترنت، كما نبهت الدراسات عن أسفها عن أنه لا تزال المحاولات مستمرة للوصول إلي تفاهم مشترك حول حدود حرية التعبير والمسؤوليات القانونية لمنصات الانترنت ومقدمي الخدمات.
كما اقترحت الدراسة العمل ايضا علي استباق حدوث الإرهاب من خلال المواجهة الراديكالية والايديولوجية وكل ما يمثله وهو ليس امرا اختياريا لا سيما في الظروف المناخية الصعبة المتواجدة الان والذي عبرت عنه الامم المتحدة في البيان الصادر منها منذ نحو ست سنوات وتحت عنوان " ماذا لو فشلنا في التصدي للتغير المناخي".
ومن شأن ذلك ان يخالف الوعد الذي قطعه قادة العالم علي انفسهم خلال مؤتمر باريس للمناخ عام ٢٠١٥ بالحد من الاحترار (الاحتباس الحراري) الي واحد ونصف درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة مع محاولة لإنقاذ كوكب الارض من ظواهر الطقس المتطرفة غير المسبوقة مثل موجات الحرارة والاعاصير.
ويلاحظ ان اعداد النازحين بسبب المناخ اكثر من الذين نزحوا بسبب الحروب حتي قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الامم المتحدة للبيئة إنه من أجل إيجاد فرصة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلي واحد ونصف درجة مئوية لدينا ثماني سنوات لوضع الخطط ووضع السياسات موضع التنفيذ وتنفيذ التخفيضات في نهاية المطاف. إن الساعة تدق بصوت عال.
وهنا يأتي السؤال: كيف يمكن الحد من الاحترار العالمي ? أي كيف يمكن سد فوهة الانبعاثات وانقاذ الأرض؟ والي المقال القادم بمشيئة الله •