رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الخير الجاري».. تبطين الترع مكافأة الفلاحين على سنوات الفقر

تبطين الترع
تبطين الترع

الإهمال طال مجرى النيل لعقود، مما لوث أزرعه المتمثلة في القنوات والترع وكثير منها  سُد لسنوات ولم تعد المياه تصل من خلاله، وكانت المياه التي تصل خلال الترع لري الاراضي ما شحيحة أو ملوثة فتضر المزروعات أو تقتلها عطشًا، وخلال خطة الدولة عمليات التنمية الشاملة والمستدامة، راعت وزارة الموارد المائية والري إصلاح الترع لتعظيم موارد المياه وتحسين استغلالها لا سيما مع خطط مصر  للحفاظ عليها.

من هنا تبنت الوزارة مشروع تبطين الترع، تأهيل الترع والاستغلال الأمثل للخزانات الجوفية والأمطار والسيول، فضلاً عن تطوير منظومة الرى وتحديثها فى النشاط الزراعى لزيادة الناتج القومى الزراعى، بما ينعكس على الاقتصاد المصري وتحقيق الأمن الغذائي.

ويعتبر مشروع تبطين الترع من أهم المشروعات التى تنفذها الحكومة تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتبطين كافة الترع المتعبة فى محافظات الجمهورية، وبدأ المشروع يؤتي ثماره، فعلى حسب  ما ذكر وزير الري، الدكتور محمد عُبد العاطي، فانه يستهدف تحقيق العدالة بين الفلاحين، فكانت البحر مستبحرة، وفيها حشائش ومخلفات ولم تكن المياه تصل إلى النهايات قائلًا: «الفلاحين في نهايات الترع كانوا بييجوا الوزارة يعملوا مظاهرات عام 2016، وخاصة فلاحي الفيوم، وبعد التبطين المياه أصبحت تستغرق ساعتين بدلا من 3 أيام».

المهندس محمود السعدي رئيس مصلحة الري،  ذكر أن الهدف الرئيسي من المشروع ليس ما يُشاع أنه لمواجهة نقص حصة مصر من مياه النيل، فهي كما هي منذ عام 1959 والمقدرة بنحو 55 مليار كيلو متر مربع، ولم تقل حتى الآن، لكن هو لمجابهة شكاوى المنتفعين من عدم وصول المياه لهم، في نهاية دور العمالة، وتهدف عملية تبطين الترع أن جميع الترع تنجح في قضاء مهمته خلال أدوار عمالة والمقصود بها وجود مياه وأدوار بطالة وهو الوقت الذى لا يكون فيه مياه داخل الترعة 5 أيام مياه و10 أيام توقف، فالري تعمل فى فترة الـ10 أيام توقف وبعدها يتم إطلاق المياه 5 أيام للرى ثم يتم التوقف، واستكمال العمل فى ترعة أخرى وهكذا وذلك لضمان استمرارية العمل، موضحاً أن أعماق الترع تكون من 2-3 متر، وهو ما لم يكن يتم خلال الفترات الماضية بسبب عدم صلاحية الترع .

 قطاع الترع عانى لسنوات

وذكر رئيس مصلحة الري أن الزيادة السكانية التي تقدر بنحو 2 ونصف مليون مواطن سنويًا قادرة على التهام كميات المياه المتاحة لمصر لأغراض الشرب والري، ومع عقم الترع في أداء وظيفتها بدأ المواطن يعاني، بسبب ندرة المياه التي أفسدت مزروعاته، ومن هنا هُجرت مهنة الفلاحة وتصحرت الأراضي، وتعمل الدولة لإعادة المنظومة لمسارها الصحيح للحفاظ على رصيد مصر الزراعي.

وأشار إلى أن قطاع الترع عانى لسنوات من وجود الحشائش والمخلفات التي أعاقت من وصول المياه إلى الأراضي الزراعية لذا بدأ المشروع بالترع المتعبة وكانت نقطة الانطلاق من محافظة بني سويف التي لطالما عانت معظم قرها من ندرة المياه على الرغم انها من المحافظات الهامة للغاية في الزراعة المصرية، مضيفا أنه باستعادة القطاع التصميمي للترع والحفاظ عليه يسمح بمرور المياه ووصولها إلى المزارعين، وقدم تم انجاز نحو 2700 ترعة حتى منتصف أغسطس الجاري و يتابع عمليته الرئيس ومجلس الوزراء لضمان تنفيذه في أحسن صورة.

يذكر السعدي أن لتبطين الترع فوائد إصلاحية كبيرة أهمها توصيل المياه لنهايات الترع ومنها تحقيق العدالة، فمعظم المزارعين اشتكوا من عدم وصول المياه وقصرها على المستفيدين الأوائل، وفي النهاية يتساووا عند بيع المحصول رغم تكبدهم لخسائر أكبر، ومن الناحية العملية يساهم  المشروع رغم تكلفته الآنية إلا انه يوفر على مصر ملايين الجنيهات التي كانت تنفق ثلاث مرات سنويًا لتنظيف الترع من من الأشجار والحشائش وكذلك النفايات المتراكمة داخلها والتي كانت تُعيق المياه .

لذا على الفلاح إدراك قيمة المشروع والالمام بكافة مراحله حتى يقدر أهميته ولا يهمل الترع مسبقًا فيصل لذات النتيجة مرة أخرى، وفي حالة التجاوز ستلجأ وزارة الري والتنمية المحلية لإعمال قانون الري الذي يقضي بـ "توقيع عقوبة إلقاء القمامة في الترع المبطنة التي تصل فيها الغرامة إلى 10 آلاف جنيه والإحالة للنيابة العامة".

 عمدة إحدى القرى المستفيدة: استفدنا من المشروع قبل نهايته 

ومن ناحية أخرى يذكر مُحَمَّدْ ناصر عمدة احد قرى المنوفية المستفيدة من مشروع التبطين أن الاهالي والمزارعين بدأوا يلمسوا نتيجته وفوائده الكثيرة جداً، انها توفر على المزارع فترات طويلة حيث كان ينتظر المياه 4 أو 5 أيام وتصل بصعوبة، فبعد التبطين تصل المياه خلال ساعة إلى الترعة بالكامل وهو ما لمسناه في القرى والمراكز التي انتهى فيها الاصلاح و ستستفيد منه عشرين محافظة  باكتماله، ومن فوائده الغير مباشرة أيضًا توظيف ألاف العمالة المصرية واستهلاك كثير من مواد البناء فأقل عملية يخصص لها نحو  150لا من الايادي العاملة وهو ما انعش الاقتصاد خلال فترة الجائحة وجميعهم من أبناء القرية الذين خسروا وظائفهم العامين الماضيين.