رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس والتنمية وحقوق الإنسان

من المؤكد أن ما يقوم به السيد الرئيس حاليًا من جهود جبارة للنهوض بالحياة والارتقاء بها داخل جميع محافظات الصعيد له علاقة وثيقة بين ما يتحقق على أرض الواقع وبين تحقيق أعلى مستوى من حقوق الإنسان والتنمية فى جنوب الوادى، فكلما نجحت الدولة فى توفير حياة كريمة للمواطن على كافة الأصعدة المعيشية كانت هناك نتائج مبهرة فى التأثير الإيجابى على شعورهم بالأمان والانتماء لهذا الوطن بعد سنوات من العزلة والتهميش كان يعانى منها أهلنا هناك.
لقد أكدت زيارات السيد الرئيس أنه لا تفرقة بين أبناء الوطن الواحد سواء فى التنمية والحقوق، ولعله من الأمانة والحقيقة يجب أن نشير ونؤكد أن جهود السيد الرئيس فى مجال الاهتمام بالمواطن المصرى لم تكن مقتصرة إطلاقًا على تلك الزيارات وهذه الانجازات،  بل أنها قد بدأت منذ عام 2014 حيث تولى سيادته المسئولية وبدأ فى تنفيذ خطط طموحة تهدف فى المقام الأول لرفعة شأن الإنسان المصرى حيث كان من ضمن أولوياته القضاء على العشوائيات والأحياء والمناطق الأكثر خطورة من حيث المعيشة والأكثر احتياجًا للتطوير والرقى.
ثم جاءت المبادرات تلو الأخرى لتشمل جميع مناحى الحياة خاصة فيما يتعلق بمنظومة الصحة التى حققت نجاحات كبيرة فى القضاء على العديد من الأمراض التى كان يعانى منها أهلنا فى الوجه البحرى بصفة خاصة مثل فيروس سى، ويومًا بعد يوم تحقق جهود السيد الرئيس فى مجال حقوق الإنسان إنجازات تتحدث عن نفسها حيث لم تعد مقتصرة على إنشاء مدن جديدة أو علاج غير القادرين أو توفير فرص عمل للشباب بل تعدت ذلك بكثير حيث تبنى سيادته العديد من المؤتمرات والمبادرات التى أصبح العالم يتحدث عنها حاليًا بل ويسعى للمشاركة فيها.
ولعل من أبرزها استضافة مصر فاعليات الدورة التاسعة لمؤتمر الأمم المتحدة للدول الأطراف فى اتفاقية مكافحة الفساد وهنا يجب أن نشير إلى أن مكافحة الفساد له علاقة وثيقة بملفات حقوق الإنسان حيث إن جهود الدولة المصرية فى هذا المجال ترتبط بشكل مباشر مع جهود تحقيق التنمية ومبدأ تكافؤ الفرص والعدالة وهو ما يمثل حلقة مهمة من حلقات حقوق الإنسان فى مصر والتى ترتبت عليها بالفعل انعكاسات دولية إيجابية على إعادة النظر فى رؤية المجتمع الدولى لمعالجة مصر لهذا الملف الذى كان يمثل سيفًا مسلطًاً على الدولة المصرية منذ عقود طويلة.
وعلى التوازى من ذلك كانت التوجيهات الرئاسية لإعادة النظر فى أسلوب أداء المؤسسات العقابية بحيث لا تكون مجرد أماكن لاحتجاز المجرمين أو المحكوم عليهم فى قضايا مختلفة بل تكون أماكن إصلاح وإعادة تأهيل لهم لخروجهم إلى حياة كريمة دون أن يكونوا ناقمين على الدولة بل يكونوا قيمة مضافة للمجتمع بعد أن تمت إعادة تأهيلهم ثقافيًا ومهنيًا واجتماعيًا، وها نحن نرى ذلك يتحقق حيث قامت وزارة الداخلية فى تطبيق ذلك على سجن وادى النطرون كتجربة أثبتت نجاحًا كبيرًا وأصبح بالفعل هذا المكان يمثل كيانًا اجتماعيًا قبل أن يكون عقابيًا وهو ما أكدته الزيارات المتعاقبة للعديد من سفراء الدول الأجنبية ووسائل الإعلام التى نقلت صورة جديدة لما يحدث هناك من تفاعلات إيجابية بين النزلاء من خلال توفير أكبر قدر من التهيئة النفسية والإجتماعية وأيضًا تدريبهم على الحرف والصناعات المختلفة بل ومشاركتهم فى عرض منتجاتهم للبيع من خلال منافذ ثم تخصيصها لذلك.
وفى هذا الإطار فإن وزارة الداخلية بدأت بالفعل فى تفعيل ما حدث فى وادى النطرون على باقى السجون الأخرى وهو ما شاهدناه الأسبوع الماضى فى مدينة بدر حيث تم تحديث مركز بدر للإصلاح والتأهيل ليكون الثانى بعد وادى النطرون وجار تطبيق ذلك على العديد من المراكز الأخرى.
لقد جاء إعلان السيد الرئيس عن مبادرة "حياة كريمة" لتعلن بالفعل عن وضع حجر الأساس البشرى والإنسانى الجديد للجمهورية الجديدة التى يسعى السيد الرئيس للإعلان عنها حيث جاءت تلك المبادرة التى أشاد العالم بها لتعيد وجه التاريخ المشرق لمصرنا الغالية حيث بدأت الدولة بكل مؤسساتها وهيئاتها بالإضافة إلى المجتمع المدنى والقطاع العام والخاص العمل بكل عزم وإخلاص على تجديد شباب الوطن من خلال إعادة إعمار البنية الأساسية له وتحديث كل ما يتعلق بمناحى الحياة التى توفر وتحقق للإنسان المصرى جميع الحقوق التى طالما كان يطالب بها من سكن ملائم إلى مياه شرب صالحة للاستخدام الأولى إلى أساليب حديثة للرى وأيضًا للصرف الصحى وتوفير فرص عمل للشباب وتحديث المدارس ومعاهد التدريب والتعليم وكل ما يتعلق بحياة الإنسان من حقوق وأيضًا من حريات.
هذه هى مصرنا الجديدة التى نراها كل يوم تزداد اشراقًا وعمرانًا ونورًا.
إننى أربأ بهؤلاء الذين يحاولون التأثير على شبابنا الواعد الصاعد بأن يبتعدوا عن وطننا ويهتموا بشئون بلادهم ويحاولوا أن يتعلموا من التجربة المصرية كيف تعيد بناء الإنسان وتعيد إليه الشعور بالأمن والطمأنينة والإنسانية والرقى فى التعامل وجهود الإصلاح والتنمية على كافة الأصعدة وفى كافة المجالات.. وكل عام ومصرنا الغالية بخير وسلام.. وتحيا مصر.