رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طعام لكل فم.. الجائحة تزيد جياع العالم

اختلال صحي بيئي، أحاطنا بأزمات اقتصادية واجتماعية وتربوية. 
جائحة لا تبقي ولا تذر، رفعت خلال أقل من 24 شهرا، معدلات( الجوع في آسيا والمحيط الهادئ) بأكثر من 50 مليون إنسان منذ ظهور و تفشي جائحة فيروس كورونا، كوفيد-19 .
   
.. المؤسف ان تقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة اليونيسف الإقليمي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لعام 2021، حول الأمن الغذائي والتغذية، نبه إلى أنه مع [زيادة الجوع تأثرت فرص الحصول على أطعمة مغذية]. 
.. هنا، تحذير خطير، من أنه لم تعد هناك قدرة على توفر الطعام، ولا من يتبرع لتوفير، يدعم هذا الأمر أزمات وحروب ونزاعات سياسية قاتلة.

.. تبدو هذه المنظمات الأممية، التي تتبع لمظلة الأمم المتحدة،  بشكل عام،(عاجزة) عن المواجهة(...)، ففي ظروف انتشار وتفشي الكورونا، غابت الحلول المنطقة السيادية، وبسبب من التراجع والحظر، واجه أكثر من 375 مليون شخص الجوع في المنطقة خلال عام 2020، وهو ارتفاع من حوالي 321 مليونا في عام 2019. 
إن المستويات المرتفعة من الفقر، في هذه المناطق الواسعة من العالم، لا تزال تجعل النظم الغذائية الصحية، بعيدة عن متناول 1.8 مليار انسان ، في حين أن أكثر من مليار انسان  لم يتمكنوا من الحصول على الغذاء الكافي في عام 2020، بزيادة  خطيرة، قاتلة، قدرها 150[ مليارا تقريبا في 12 شهرا فقط].

إلى أين نصل بهذا الجوع؟

جاءت الاختلافات في نظم الزراعة والتصنيع الغذائي، وأعمال المزارع والقطاف في الموعد، ومكافحة الاوبئة، لتلقي بظلالها، نتيجة انتشار ثقافة وقف الأعمال والحظر والتباعد الاجتماعي، ما دم. الإنتاج الزراعي، أو اتلف، أو لم ينقل في الوقت المناسب، وبالتالي، تغيرت كل الأسباب والمسببات، وتاهت الحلول التي تحمي البشرية من الجوع، أو الجوع الكافر. 
تنتبه تقارير  منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة اليونيسف الإقليمي، إلى أنه :(كانت مستويات الجوع وسوء التغذية في آسيا والمحيط الهادئ في عام 2019 مقلقة بالفعل، لكن الجائحة زادت الأمر سوءا بشكل كبير) ، وشددت الوكالتان على أنه (حتى البلدان التي أبلغت في البداية عن عدد محدود من حالات كوفيد-19، لكنها عانت أيضا من الآثار السلبية لتدابير الاحتواء) . 
.. وصحيا، لفت التقرير إلى أنه في السنوات الأخيرة، توقف التقدم في الحد من عدد من يعانون من نقص التغذية، كما شوهد في صفوف الأطفال دون سن الخامسة – الذين يعاني عدد أكبر منهم من التقزّم.

.. والنتيجة:[أدت أزمة فيروس كورونا إلى تفاقم هذا الاتجاه السلبي] .

" جونغ-جين كيم" مساعد المدير العام والممثل الإقليمي للفاو، والمدير الإقليمي بالإنابة لليونيسف لشرق آسيا والمحيط الهادئ، "ماركولويجي كورسي".. كتبا في تقديم "التقرير-الحالة" انه:في حين أنه ليس من الممكن حتى الآن تحديد تأثير جائحة كوفيد-19 بالكامل في عام 2020، فمن الواضح أنه كان له تأثير خطير في جميع أنحاء المنطقة.".. وجاء التركيز على انتباه تقول:"حتى البلدان التي أبلغت في البداية عن عدد محدود من حالات كوفيد-19، عانت من الآثار لسلبية لتدابير الاحتواء، إلى جانب المخاوف الصحية للأشخاص، مما أدى إلى انكماش كبير في النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم."

… والذي، حدث:
منذ ذلك الحين، ساء الوضع حيث زاد الاضطراب في سلاسل الإمداد الغذائي من المشاكل.


بقدر ما هو سيئ، كان من الممكن أن يكون الوضع أسوأ لولا تدابير الحماية الاجتماعية التي اتخذتها الحكومات أثناء الأزمة. 
.. عمليا:"في إعادة البناء بشكل أفضل، سيتعيّن على أنظمة الأغذية الزراعية المستقبلية توفير إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وسبل عيش أفضل."

.. ليس ظاهرا، أو غير مؤثر القول ان الفاو واليونيسف، شددتا، وهما من أهم وكالات الأمم المتحدة، على ضرورة تلبية احتياجات المزارعين والسكان الأصليين في المنطقة، وإعطاء النظم الغذائية الأولوية للاحتياجات الغذائية للفئات الضعيفة، بما في ذلك صغار الأطفال والنساء؛ ذلك انه يبدو هناك فرص، هذا العام لبدء العمل الجاد من أجل تعزيز الأمن الغذائي والتغذية من خلال تحويل أنظمة الأغذية الزراعية.

في الكوارث والأزمات وتفشي الاوبئة، تحاول المنظمات الدولية، حرف البوصلة، وهذا ينتج تلك الحلول التقليدية، إذ، أوضحت منظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية كيف يمكن للبلدان أن تعزز أغذية مدرسية مغذية ومرغوبة وملائمة للسياق ويتم إنتاجها على نحو مستدام، لتحقيق الهدف الثاني من أهـداف التنمية المستدامة، والقضاء على انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
.. ارتباط الجوع ونقص التغذية السليمة، مع تفشي جائحة كوفيد-19، يعزز الانتشار السريع للفيروس والأشكال المتحورات التي أفرزتها تأخر النظم الصحية في حماية الكون.
*.. لو كان الجوع….، بل هو أسوأ من الجوع، فمن سنقاتل، أو لمن نتصدى؟. 
**قبل ما 58 عاما :
وضع الكاتب المصري توفيق الحكيم، مسرحية مهمة بعنوان (مسرحية الطعام لكل فم) ، تمَّ تأليفها في عام 1963،.. وفيها دعا "الحكيم"  إلى حل [مشكلة الجوع في العالم عن طريق التفكير في مشروعات علمية خيالية لتوفير الطعام للجميع] ، .. السرد، في اللامعقول، أحرج العالم الذي، كان ينظر هذه القضية  الخطيرة، وبكل بساطة المفكر المصري، ابن الريف والزراعة، طالب بعزل قضية الجوع عن القضايا السياسية. 
.. هل ينتظر عالمنا الأممي، ان تأتيه الحلول من الخيال والمسر وأدب اللامعقول، ام من الشركات عابرة القارات التي بدأت تهيمن على سوق الغذاء.