رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فوضى طبية

فوضى طبية.. ضحايا الختان بالليزر يتحدثون لـ«الدستور»

 ضحايا الختان بالليزر
ضحايا الختان بالليزر

رزق «عباس» 50 عامًا، بمولوده الأول "أحمد"، بحث له عن مكان يُجري فيه عملية ختان (طهارة)، فإذا بأحد جيرانه يخبره بتقنية جديدة للختان بدون ألم، تجريها إحدى عيادات الجراحة والتجميل الشهيرة بالمرج ذهب الأب مسرعًا.

"أحمد" كان ضحية تقنية جديدة ظهرت مؤخرًا، فى عيادات ومراكز الجراحة والتجميل، تستخدم "الليزر" لاتمام الختان، لكن سرعان ما أصبح لها ضحايا من الأطفال، لاسيما الذكور، بعدما يصاب الطفل عقب إجراء العملية بإعياء يصل إلى حد بتر عضوه الذكري.

دفع الأب 500 جنيه وقتها، نظير استخدام تلك التقنية، حتى لا يشعر ابنه بأي آلام، لاسيما بعدما علم أن الطفل يعاني من فقر في الدم منذ ولادته، وبالفعل تمت العملية بدون بنج كُلي، جزئي فقط، وتم الختان من خلال جهاز يمرّره الطبيب على الجزء المراد بتره فيخرج منه ضوء يؤثر على ذلك الجزء فيقتطع ثم الكي الحراري -بحسب وصف الأب-.

ويتابع الأب:"العملية مخدتش عشر دقايق"، وخدته وروحنا البيت، لكنه كان بيصرخ جامد، وجسمه كله أحمر وظهرت حبوب على وشه، لكن الدكتور قالي إنها آثار جانبية طبيعية للعملية، وإداني مرهم وأدوية شرب مسكنة".

ويستطرد: مرت 3 أيام، ولازال الإحمرار كما هو، وتورم عضوه الذكري، كما أن عملية الإخراج لم تتم بشكلها الطبيعي حتى انتفخت مثانته: "الوضع كان يسوء، فخدته ورحت للدكتور لكنه قالي إن دي آثار طبيعية، وعمله تفريغ للمثانة ".

لم يتغير الوضع بعد مرور 4 أيام أخرى بل إزداد سوءًا، بحسب ما يصف عباس الذي أكد أن طفله أصيب بغرغرينا في عضوه الذكري، وبدأ ينزل منه صديد، وانتشرت الحبوب في تلك المنطقة، ما اضطره إلى إجراء عملية بتر كلي لعضو الطفل، حتى لا تنتشر الغرغرينا في باقي أعضاءه.

عبر إعلانات تناثرت على صفحات مواقع التواصل "فيسبوك" استجابت رضوى لإغراء الختان باللّيرز، لم تدرك أنها ستجني على طفلها الوحيد بقية حياته.

تقطن "رضوى" في إمبابة، وفور ولادتها لطفلها "أمجد" قامت له بعملية ختان عبر الليرز بإحدى عيادات التجميل رأت إعلانها على "فيسبوك": "الدكتور كان تخصصه جراحة وتجميل مسالك بولية، وعملها من غير جراحة وحطله بنج كلي، وخلصها في ربع ساعة".

بعد أن عادت إلى منزلها، لاحظت تغييرات تطرأ على عضو طفلها كالإحمرار وظهور ألوان تشبه الصديد إلى جانب ارتفاع درجة حرارته: "مكنش بيبطل عياط طول اليوم، أخوه الكبير محصلوش كدة، لأن ختانه كان عادي بمشرط".

زارت الأم 3 أطباء آخرين تستجديهم لإنقاذ طفلها، لكن الغريب أن الأطباء لم يكونوا يعرفون تلك التقنية من الختان بالليزر: "قالوا إنهم أول مرة يسمعوا عنها، والكل كان بيكتب أدوية، لكن الولد متحسنش".

تختتم: "اضطرينا لعملية قطع العضو الذكري بعد تساقط أجزاء منه، وحبس البول مدة طويلة في مثانة ابني، وخد علاجات عشان ينمو تاني وعمليات تجميل، لكن لحد دلوقتي شكله مش طبيعي".

وعلمنا أسعار تلك العمليات من خلال الاتصال بعدد من عيادات ومراكز التجميل عبر الاتصال أشهر مراكز التجميل في منطقة الدقي، يمتلك فرعين آخرين، الأول في أكتوبر، والثاني في المنيل بمنطقة مصر القديمة، يُجري جميع أنواع عمليات الختان سواء الجراحية أو باستخدام الليزر أو الكي الحراري.

وأكد أحد مسؤولي المركز على ذلك، حين ادعت محررة "الدستور" أنها أم لطفل لم يكمل أسبوعه الأول، فسأل: هل يعاني من أي أمراض مثل الحساسية أو الصفراء، وحين أجابت بالنفي، قال: "العملية هتتكلف 1000 جنيه".

وعند سؤاله عن الفرق بين الليرز والجراحة قال: "الليزر عبارة عن ضوء حراري بيتمرر على الجزء أو الجلد اللي هنستغنى عنه، فبيتم قطعه، من غير ألم أو جراحة وخياطة للطفل ومن غير دم".