رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الخلطة السحرية».. حقنة الإنفلونزا بين خطر الشفاء والعلاج المميت

حقنة البرد
حقنة البرد

أعراض الزكام والاحتقان بالحلق والزور والعطس وتكسير الضلوع التي تصيب الكثيرون بفترة الشتاء كفيلة أن تجعل العديد منهم، يهرعون الى أقرب صيدلية لاستشارة الصيدلي من أجل وصف العلاج السريع الذي بإمكانه أن يخلصهم من هذه الأعراض المؤلمة، لتأتي إجابة أغلب الصيادلة بأن الحل الأمثل هو تناول حقنة البرد أو ما أسمونها «بالخلطة السحرية».

يصدق في الغالب الصيدلي، وتزول بالفعل أعراض البرد من جسد المريض بعد ساعات قليلة من تناولها، الأمر الذي يجعله يؤمن أنها المخلص له دائمًا حينما تواجهه تلك الأعراض لتصبح الحل الأول أمامه، ولكنه لا يعرف أن هذه الحقنة التي خُدع بكونها المعالج الأسرع تحمل له العديد من المخاطر التي قد تهدد حياته.


لذا حذرت «الصحة» مرارًا وتكرارًا المواطنين، من تناول هذه الحقنة مهما واجهتهم أعراض للبرد لما قد ينتج عنها من أخطار جسيمه قد تصبح مزمنة يدفع تحملها وحده نتيجة رغبة سريعة في التخلص من أعراض طارئة.

يرصد «الدستور» في التقرير التالي مكونات الحقنة الثلاثية للبرد، وفوائدها وأضرارها وكذلك مدى قانونية صرفها.


يصف الدكتور أحمد سمير، صيدلي، "الحقنة" بكونها عبارة عن تركيبة قام باختراعها أحد الصيادلة، لعلاج نزلات البرد، وهي بالفعل لها تأثير مُجرب في علاج المريض فور حقنه بها وزوال أعراض البرد من جسده، لذا يكثُر الطلب عليها بالاسم من قبل المرضى خاصة في الفترات ما بين تغيير الفصول ودخول فصل الشتاء، حيث تنتشر الميكروبات وتزداد الإصابة بنزلات البرد، موضحًا أنها بالنهاية عبارة عن مضاد حيوي ومسكن للآلام ومضاد للالتهاب، بالإضافة إلى خافض للحرارة.


طبيب: تحتوي على مواد قد تسبب أخطارًا بالغة

بينما أشار الدكتور كمال صبري استشاري الباطنة، أن خطورة حقنة البرد  تتمثل في أنها  تتكون من عدة عناصر قد تسبب أخطارًا جمة على صحة الانسان العنصر الأول يعتمد على مادة  تُدعى "ديكلوفيناك الصوديوم" وهي مادة تعد مسكن قوي، ولكن على الجانب الآخر فلها آثار جانبية في حال اُستعملت دون استشارة الطبيب مثل  قرحة المعدة، والفشل الكلوي الحاد. 


أما العنصر الثاني فهو مادة "الديكساميثازون" وهي حقنة تحتوي على جرعة كبيرة من الكورتيزون والتي يمكنها رفع مستوى السكر والضغط، مما قد يؤدي إلى هشاشة العظام ونقص البوتاسيوم بالإضافة إلى آلام المعدة.

وتابع، أن الحقنة كذلك تحتوي على مضاد حيوي يحتوي علي مادة "سيفترياكسون صوديوم"، وهذه الحقنة-حسب قوله- يمكن أن تسبب في حساسية وطفح جلدي وضيق في التنفس ببعض الحالات، كما قد تؤدي إلى توقف بالقلب، مشيرًا إلى أنه كذلك فالمضاد الحيوي لا يمكن أخذه دون استشارة الطبيب لما قد يسببه من أخطار بالغة.

الرأي القانوني
وفي ذات السياق، أكد محمود فتحي المحامي بالاستئناف العالي، أنه بحسب القانون المصري المنظم لبيع الأدوية، يحظر بيع الأدوية أو وصفها بدون روشتة طبية، حيث نص القانون 127 لسنة 1955 بتعديلاته، في المادة رقم "32" أنه لا يجوز للصيدلي أن يصرف للجمهور أي دواء محضر بالصيدلية إلا بموجب تذكرة طبية عدا التراكيب الدستورية التي تستعمل من الظاهر وكذلك التراكيب الدستورية التي تستعمل من الباطن بشرط ألا يدخل في تركيبها مادة من المواد المذكورة في الجدول «1» الملحق بهذا القانون.

وأضاف، أنه لا يجوز له أن يصرف اى مستحضر صيدلي خاص يحتوى على مادة من المواد المدرجة بالجدول «2» الملحق بهذا القانون إلا بتأشيرة كتابية من الطبيب.

تحذيرات حكومية

وكان حذّر مركز المعلومات الدوائية المصرية، التابع للإدارة المركزية للشئون الدوائية، بوزارة الصحة والسكان، من استخدام" حقنة البرد"، موضحًا أنه لا يوجد علاج لنزلات البرد، وإنما يتم استخدام بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف بعض الأعراض، بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي المختص.

وأشار المركز، إلى أنه لا ينبغي استخدام الادوية بشكل عشوائي فكل دواء يتم أخذه وفقا للحالة الصحية لكل شخص على حدي، مؤكدًا على أن استخدام الديسكاميثازون يؤثر بشكل مضر على مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أن المضاد الحيوي بشكل عام لا يعالج نزلات البرد لأنه عدوى فيروسية، وإنما يستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، كما أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يجعل الجسم مقاوماً لها على المدى البعيد.

بالإضافة إلى ذلك أكد مركز المعلومات الدوائية أن استخدام مسكن الآلام وخافض الحرارة، يسبب مشاكل صحية لمرضى الكبد والقلب والسكري والربو، والإفراط به يسبب قرحة في المعدة واختلال في وظائف الكلى.