رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قلب القارة.. مسئولو «إفريقيا أقوى بصحة أفضل» : نستهدف علاج 10 آلاف من أبناء الجاليات

تطعيم كورونا
تطعيم كورونا

اهتمام كبير توليه الدولة المصرية تجاه إفريقيا باعتبارها عمقًا وامتدادًا استراتيجيًا وقوميًا لها، ومن أجل ذلك أطلقت خلال السنوات القليلة الماضية عددًا ضخمًا من المبادرات الخدمية الخاصة بالأفارقة والجاليات على أرضها، خاصة المبادرات الصحية التى تسعى إلى تقديم الخدمات العلاجية المجانية لكل أبناء القارة. كانت مبادرة «إفريقيا أقوى بصحة أفضل»، إحدى أهم تلك المبادرات، والتى انطلقت بالتعاون بين مؤسستى «صناع الخير للتنمية» و«الحلم الإفريقى»، تحت رعاية وزارتى التضامن والهجرة، وبمشاركة الهلال الأحمر المصرى؛ لتقديم خدمات طبية ذات جودة، وبالمجان لـ١٠ آلاف من أفراد الجاليات الإفريقية بمصر. «الدستور» تحدثت مع عدد من مسئولى المبادرة، للتعرف على آلية عملها وبدايتها والخطط المستقبلية.

مصطفى زمزم:تنسيق مع السفارات للوصول إلى التجمعات

قال مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «صناع الخير» وسفير مبادرة «حياة كريمة»، إن أهمية المبادرة تكمن فى الخدمات التى تقدمها، وفى المشاركين فيها سواء من «حياة كريمة» أو مؤسستى التنمية، والحلم الإفريقى.

وذكر أنه يتم التنسيق مع السفارات الإفريقية، لأنها تعرف تجمعات الجاليات جيدًا فى مصر، لافتًا إلى أن أبرز ما يميز مصر هو دمجها جميع اللاجئين فى المجتمع دون أى تمييز ضدهم.

وأشار إلى أن كل تلك الخطوات والخدمات التى يتم تقديمها تتم فى إطار تنفيذ أهداف «حياة كريمة» التى تعتبر من ضمن جوانب قوتها وتميزها أنها تستهدف الإنسان من خلال توصيل الخدمات الآدمية له، التى تضمن معيشة جيدة على أرض مصر دون تفريق فى الجنسيات. وتابع: «إحنا بنخطط بشكل محكم وبندرس نسخ التجربة المصرية فى حياة كريمة إلى باقى دول العالم كى يستفيد منها الجميع، ونقدمها بشكل تنفيذى للقارة الإفريقية بسبب ارتباطها الشديد بمصر، وحرص القاهرة على استعادة دورها الريادى بها، وهو أحد أدوار الدبلوماسية المصرية».

عصام عبدالرحمن:إطلاق مستشفى عيون متنقل بجميع التخصصات

أشار عصام عبدالرحمن المستشار الإعلامى لمؤسسة «صناع الخير للتنمية»، المشاركة فى المبادرة، إلى أنه منذ سنوات والأفارقة على رأس أولويات الحكومة المصرية عبر تقديم الخدمات لهم، ومساعدتهم دون تفريق بينهم وبين المصريين فى الحقوق، خاصة فى الجوانب الصحية.

وأضاف أن المستهدفين فى تلك المبادرة هى الجاليات الإفريقية، قائلًا: «فكرتنا كانت إن إحنا زى ما نجحنا فى تقديم خدماتنا لشرائح غير القادرين فى كل قرى مصر خصوصًا الخدمات الطبية، المرة دى نروح لكل إنسان حى على أرض مصر حتى لو مكنش مصرى، دا دور إنسانى تحفز عليه الدولة المصرية المجتمع المدنى».

وأضاف: «المبادرة جاءت فى إطار عدم التمييز بين كل الموجودين على أرض مصر، اقتداءً بالقيادة السياسية التى لا تميز بين كل اللى عايشين على ترابها ومعاملتهم معاملة المواطن، فمصر لا توجد بها مخيمات أو تجمعات لجاليات منفصلة».

وأشار إلى أنه تم تنظيم أول قافلة للجاليات تتضمن مستشفى عيون بالكامل، وتشمل كل خطوات العلاج فى تخصص الرمد، وتم إجراء الكشف الطبى على عدد كبير من الأفارقة من تشاد وغينيا وغيرهما.

وتابع: «أبناء الجاليات فى ذلك المستشفى المتنقل استفادوا من عدة أمور مثل توقيع الكشف الطبى، وصرف العلاج المجانى، وصرف النظارات الطبية، تمهيدًا لاستلامها خلال أسبوع بعد إجراء الكشف الطبى، وكذلك تشخيص مدى الاحتياج إلى عمليات جراحية؛ تمهيدًا لاجرائها فى أقرب وقت ممكن».

سواكن حجازى:كشفت على عينى وفى انتظار تسلم النظارة 

أجرت سواكن حجازى، من شمال السودان، كشفًا طبيًا على العين فى أول قافلة طبية للمبادرة، وتنتظر صرف النظارة الطبية الخاصة بها. وقالت «حجازى»: «المبادرة جيدة وتستهدف صحة الأفارقة، وهى ليست المرة الأولى فقد سبق أن أطلقت مصر مبادرة الكشف عن فيروس (سى) للأفارقة، واستفاد منها كثير من الجاليات الإفريقية على أرض مصر».

وأضافت: «المبادرات فى مصر ناجحة وتستهدف ما يحتاج إليه بالفعل المواطن الإفريقى وجميع المبادرات التى تم إطلاقها مبنية على حاجة المجتمع لها مثل ١٠٠٠ قائد إفريقى، وكلها مبادرات تتعلق بالتنمية المستدامة فى مصر، وتصب فى صالح الأفارقة بشكل كبير». وواصلت: «مصر تبادر وتطرح مبادرات إفريقية وتعد مبادرة (إفريقيا أقوى بصحة أفضل) أول مبادرة صحية؛ لتقديم خدمات طبية للأفارقة مجانًا، وتستهدف ١٠ آلاف إفريقى من الجاليات الإفريقية المختلفة».

محمد أحمد:تشعرنا بأننا جزء أصيل من المجتمع المصرى 

يعيش محمد أحمد، ٣٥ عامًا، من جمهورية «تشاد» فى مصر منذ ٤ سنوات، التى قال إنها تعد «الحصن الحصين» للأمة الإسلامية والعربية والإفريقية، وتسعى دائمًا لمساعدة باقى الدول فى كل المواقف والأزمات. وأوضح أن دور مصر فى جميع المجالات معروف ومشهود للجميع سواء التعليمى أو ما يتعلق بجانب التنمية أو الصحة، مضيفًا: «مصر لم تترك مجالًا يساعد الأفارقة على حياة أفضل، إلا وأطلقت المبادرات والبرامج؛ لذا فإن دورها لا يخفى على أحد».

«محمد» أحد الشباب الأفارقة الذين شاركوا فى مبادرة الكشف على فيروس «سى»، وأحد المستفيدين أيضًا من مبادرة «إفريقيا أقوى بصحة أفضل»، والتى يقول إنها شملت جميع التخصصات الطبية، واستطاع أن يُجرى كشفًا طبيًا على نظره من قبل المبادرة. وأثنى على تركيز مصر على المبادرات الصحية الخاصة بالأفارقة على أرضها؛ لكون إفريقيا تعانى من التدهور الصحى، وتعد أولى قارات العالم التى تعانى على المستوى الصحى، وتحتل المرتبة الأولى فى ذلك منذ الاستعمار وحتى الآن، مؤكدًا أن مصر تدرك ذلك جيدًا، لذلك تركز بشدة على المبادرات الصحية الخاصة بالقارة.

وواصل: «تظهر أهمية المبادرة فى أنها تشعرنا نحن الأفارقة بأن الواقع العام فى المجتمع المصرى يشملنا بشكل جيد؛ لأن كل الأفارقة يرتبطون جدًا بمجتمعاتهم، وبذلك المبادرة تترك جانبًا إيجابيًا لكل إفريقى».

السنوسى موسى:مصر سبّاقة بالمبادرات لخدمة القارة السمراء

قال السنوسى موسى، من النيجر: «إن مصر بموقعها الجغرافى وحضارتها العريقة تتربع على منصب الريادة بين دول القارة الإفريقية، والعلاقة بينها وبين شقيقاتها تضرب بجذورها فى عمق التاريخ القديم والحديث، وهى السبّاقة بالمبادرات البناءة دومًا فى شتى المجالات؛ لتكون نبراسًا للمعرفة وأساسًا للتنمية والنهوض والرقى». وأضاف: «المبادرة متاحة لكل الجاليات الإفريقية لتقديم الخدمات الصحية والكشوفات الطبية مجانًا، وتدل على اعتناء مصر بالأفارقة على أرضها، خاصة أنها ليست الأولى، فهناك مبادرات تستهدف خدمة المجتمع الإفريقى من طلاب دارسين وجاليات مقيمة بأرض مصر». وتابع: «هذا من شأنه تعزيز دور مصر الفعّال فى القارة، وتقوية العلاقات بين الشعوب الإفريقية فى الحاضر والمستقبل، وهذا أمر ليس بغريب على مصر، والجاليات المقيمة فى أرض الكنانة لا تواجه أى مشكلة فى مجال التعامل وتقديم الخدمات، بل لقد اندمجت بعض الجاليات مع المجتمع المصرى تعاملًا ومصاهرة، مما يعنى أن مصر فاتحة ذراعيها ترحيبًا بضيوفها».