رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. من هو الأب لويس شيخو عالم التراث العربي المسيحي الكبير؟

الأب لويس شيخو
الأب لويس شيخو

تحي الكنائس المسيحية اليوم ذكري رحيل الأب لويس شيخو عالم التراث العربي المسيحي الكبير. 
 

وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، والباحث في التراث الكنسي: «لعل من أهم و أبرز العلماء الذين كتبوا في التراث العربي المسيحي؛ يأتي ذكر الأب لويس شيخو (1859- 1927)  في المقدمة». 

وتابع: «أما عن لويس شيخو نفسه ؛ فلقد ولد في ماردين (إحدى المدن التركية) في يوم 5 فبراير 1859؛ وسمي باسم رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب شيخو، ولقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة؛ فتلقى تعليمه الأولي في مدرسة الآباء اليسوعيين؛ ثم انتظم في سلك الرهبنة اليسوعية خلال عام 1874؛ ثم سافر إلى فرنسا لدراسة الفلسفة واللاهوت؛ وهناك أتقن اللغات اليونانية واللاتينية ؛ ولقد سافر إلى إنجلترا أيضا مما أتيحت له فرصة إتقان اللغة الإنجليزية أيضا؛ ولقد أتيح له خلال السفر إلى معظم بلاد أوربا والعالم لدراسة المخطوطات العربية المختلفة». 

وواصل: «ثم حمل الكثير منها  الي المكتبة اليسوعية في بيروت التي أسسها الآباء اليسوعيون في بيروت في عهد الأب مونو عام 1875؛ وسميت باسم، كلية القديس يوسف، وعمل فيها مدرسا للأدب العربي».  

وأضاف: «ثم أنشأ مجلة المشرق في بيروت عام ولقد أستمر في الكتابة والتأليف حتى توفي في بيروت في يوم 7 ديسمبر 1927 عن عمر يناهز 68 عاما تقريبا قضاها كلها في خدمة العلم والتراث الثقافي». 

وواصل: «لقد جاء خبر وفاته في مجلة المشرق بعدد شهر يناير 1928 تحت عنوان المرحوم الأب لويس شيخو جاء فيه (مات  الأب شيخو مات مؤسس مجلة المشرق وصاحب امتيازها؛ سطرت يده الكلمة الأخيرة من المجلد السنوي الذي أتم به عرس المجلة الفضي وما وضع القلم إلا وافه الملاك مطالبا بالوديعة فأعادها لربه طاهرة غنية بأعمال صالحة لا تحصى».
 

وتابع: «في عدد شهر فبراير من نفس السنة؛ جاءت مقالة لبشير قصار بعنوان (الأب لويس شيخو) جاء فيه أنه في مساء يوم الجمعة 23 كانون الأول؛ عقدت جمعية التعاون الفكري  جلسة افتتحها الرئيس كميل بك اده بنعي المرحوم الأب لويس شيخو؛  ذكر فيها أن حياته كانت  كلها جهاد في سبيل العلم  والنشر والتأليف والتدريس والبحث والتنقيب ؛ هذا إلى جانب ما كان يتميز به من عقل راجح وحكة بالغة وسعة صدر وتواضع وورع وتقوي». 

وتابع: «جاء المقال الثاني من نفس العدد للأستاذ فؤاد أفرام البستاني بعنوان (تأثير الأب شيخو في تاريخ الآداب العربية) حيث ذكر أن جهوده قد تركزت في الأقسام التالية: 

1-نشر النصوص القديمة؛ والتراجم المختصرة لمؤلفيها مع جداول. 
2-التوسع في الدروس الأدبية؛ وتناول حياة المؤلفين وآثارهم بالتحليل والنقد؛ مع العمل على زيادة  التوسع بتناول عصور الآداب بحثا وتنقيبا.  
3-الانفراد بدرس نقاط خاصة من تاريخ الأدب؛ وتمحيصها علميا؛ وجعلها تمهيدا لازما لكتابة التاريخ الأدبي الصحيح.

وتابع: «لقد أثري لويس شيخو خلال حياته المكتبة التاريخية والأدبية العديد والعديد من الكتب والمؤلفات القيمة نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه:-
1-المخطوطات العربية لكتبة النصرانية.
2-النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية. 
3-تاريخ الآداب العربية. 
4-بيروت: تاريخها وآثارها. 
5-تاريخ فن الطباعة في المشرق. 
6-شعراء النصرانية قبل الإسلام. 
7-شعراء النصرانية بعد الإسلام. 
8-السر المصون في شيعة الفرمسون (الماسونية).
9-مجاني الأدب في حدائق العرب (من ستة أجزاء). 
10-شرح وتبويب مجاني الأدب (من أربعة أجزاء). 
11-تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع  الأول من القرن العشرين. 
12- علم الأدب. 
13-اطرب الشعر وأطيب النثر. 
14-شرح ديوان الخنساء. 
15- معرض الخطوط العربية. 
16- الطائفة المارونية والرهبانية اليسوعية.

 وتابع: «وحول القيمة الفكرية والثقافية للأب لويس شيخو؛ ذكر رئيس جامعة القديس  يوسف الأب سليم دكاش فقال (نستطيع القول) أن لويس شيخو شارك في تطهير النهضة العربية وإرسائها في أواخر القرن التاسع عشر عبر محطات هامة في حياته الادبية والعلمية؛ فنحن عندما ننظر إلى مسيرة الأب  لويس شيخو اليسوعي الأدبية والعلمية فإننا نجده ضمن لائحة الذين صنعوا النهضة أيما صناعة وأسهموا في صياغتها وتمتين عودها».