رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سباق القواعد العسكرية فى إفريقيا يشعل التوتر بين الصين وأمريكا

القواعد العسكرية
القواعد العسكرية في إفريقيا

كشفت الاستخبارات الأمريكية عن سعى الصين لإنشاء قاعدة عسكرية لها بدولة غينيا الاستوائية على المحيط الهادي، وسط رفض وتحذير أمريكي من هذه الخطوة.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، وفقًا لتقارير استخباراتية أمريكية سرية، أن الصين تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية في غينيا الاستوائية البلد الصغير الواقع في وسط إفريقيا، موضحة أن تلك الخطوة الصينية من شأنها أن تمنح بكين أول وجود بحري دائم لها في المحيط الأطلسي، كما يقول المسئولون الأمريكيون.

وأفادت الصحيفة، بأن المسئولين رفضوا التعليق على هذه المعلومات، وقالوا إن التقارير تثير احتمال أن تصبح السفن الحربية الصينية قادرة على إعادة التسلح، مشددين على أن ذلك تهديد يدق أجراس الخطر في البيت الأبيض والبنتاجون.

ونرصد من خلال التقرير التالي أبرز القواعد العسكرية الصينية والأمريكية والتواجد الأجنبي في إفريقيا.

القواعد الصينية في إفريقيا

 

يذكر أن بدأت الصين عام 2016 في بناء أول قاعدة بحرية لها إفريقيا وخارج حدودها في جيبوتي، إذ جاء بداية المشروع الصينى في المعاهدة الأمنية والدفاعية التي تم توقيعها في شهر فبراير 2014 في قاعدة الشيخ عمر في جيبوتي بين الحكومتين الصينية والجيبوتية، وهي المعاهدة التي تتضمن إضافة إلى تأهيل القوات المسلحة والأمنية الجيبوتية، وبناء قاعدة بحرية عسكرية صينية في جيبوتي مقابل إيجار سنوي 20 مليون دولار، بعقد لمدة عشر سنوات ويجدد لفترات مماثلة بعد انتهائه.

واستمرت الشركات الصينية في تنفيذ مشروعاتها وخططها الاقتصادية لتثبيت أقدامها في منطقة جغرافية استراتيجية.

وفى جيبوتي، موّلت الصين عددًا من المشاريع العامة، ومنذ اليوم الأول لتدشين منتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2000، قدمت بكين 16.6 مليون دولار لتمويل المشروعات التنموية في جيبوتي، وقامت بشراء حصص فى ميناء دوراليه مقابل 185 مليون دولار، وتنفق شركات حكومية صينية مبلغ 420 مليون دولار على رفع كفاءة تجهيز الميناء.

وأكدت الصين، فى تصريحات إعلامية، أن قاعدتها بجيبوتى ستقتصر على الخدمات اللوجسيتية لسفنها المدنية والحربية العابرة للمنطقة، حيث إنه مخطط لها أن تحتوى على ورش لصيانة السفن والمروحيات، وإن القوات العاملة بها ستقتصر على بضع آلاف من الموظفين والمهندسين والعمال مع وحدات من القوات الخاصة ومشاة البحرية الصينية لتأمينها أو كنقطة استراحة وتموين للقوات العاملة بالمنطقة، سواء فى مكافحة القرصنة أو لعمليات إنسانية، وتحتل القاعدة مساحة 90 فدانًا، وتتضمن رصيفًا من ميناء دوراليه الجيبوتي.

وعلى أرض الواقع، وبعيدًا عن الإعلام، فالصين تتوقع من وراء تلك القاعدة قيمة استراتيجية وفقًا للأولويات العسكرية للحزب الشيوعي الصيني المسمى بالأوراق البيضاء التي تم إصدارها في مايو 2015، وقد نصت على أن الصين تسعى لامتلاك مبادرات استراتيجية في الصراع العسكري، على نحو يقوم بالتخطيط الاستباقي للكفاح المسلح في كل الاتجاهات والمجالات، واغتنام الفرص لتسريع البناء العسكري.

يجدر الإشارة إلى أن الصين امتلكت في السنوات الأخيرة ربع ميناء جيبوتي، كما أنها شريكة في إنشاء البنية التحتية للموانئ ومنشآت الطاقة والقطارات، ومسئولة عن التجارة الحرة في جيبوتي وإثيوبيا أيضًا.

القواعد الأمريكية في إفريقيا

قاعدة  كامب ليمونير، وهي القاعدة الجوية الأمريكية الأهم في جيبوتي على مساحة 570 فدانًا، وبها أكبر تجمع للطائرات دون طيار الأمريكية.

وتدفع الولايات المتحدة مقابل تأجيرها 70 مليون دولار سنويًا، وجددت عقدها فى عام 2014 لمدة 20 سنة.

وتعد القاعدة الأمريكية في جيبوتي هي القاعدة العسكرية الأمريكية الوحيدة المعلن عنها بشكل رسمي في إفريقيا، وبدأت العمل عام 2002 بقوام 900 عنصر أمريكي، حتى وصلت قواتها 4500 ألف جندي، وأصبحت مقرًا للقيادة الموحد للقوات الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم» في المنطقة، وتستخدم فى عمليات مكافحة حركات الإرهاب في الدول المجاورة مثل بوكو حرام في نيجيريا وحركة الشباب المجاهدين في الصومال والقاعدة في اليمن ومراقبة جنوب البحر الأحمر والمحيط الهندي.