رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة إلى «إيديكس 2021».. هل حقًا يصنع السلاح سلامًا؟

معرض إيديكس
معرض إيديكس

"تجار السلاح، هؤلاء الذين سيرثون الأرض، لأن كل شخص سيكون مشغول بقتل الآخر، وهذا هو سر البقاء".. كان هذا هو المشهد الختامي والرئيسي (master seen) لفيلم سيد الحروب، جسده نيكولاس كيدج وأظهر فيه الكثير من الأمور الخفية فى هذا العالم ويقال إن حبكته مستوحاة أساسا من سيرة حياة تاجر الأسلحة الروسي الشهير فيكتور باوت، بينما كان ذلك عكسياً لما حدث بفيلم "الساموراي الأخير" والذي قام ببطولته  توم كروز ومستوحى من ثورة ساتسوما فى اليابان.

فبالرغم من عدالة قضيته فى انحيازه للبسطاء إلا أن عدم امتلاكهم للسلاح فى مواجهة السلاح كانت له عواقب وخيمة وهي موتهم جميعا.

هذان الفليمان ورغم كونهما الأشهر فى مجال السلاح، إلا أنهم أظهرا وبقوة أهمية وجود السلاح، لأن السلاح هو الأرض ولأن السلاح يصنع السلام وتلك هي الحقيقة، فى المقابل يعتبر المناهضون للسلاح بأنه واحدة من أكبر الذرائع المتكررة أن السياسيين ومديري شـركات السلاح يبررون صناعة الموت (السلاح) بأن السلاح يساعد علـى خلق الاستقرار في العالم، وأن البلاد لديها الحق في الدفاع عن نفسها من أية اعتداءات. وحينما يقدم الغرب السلاح، سرا أو علانية، للحركات الثورية أو المتمردة التي تتوافق مع مصالحه، يقول إن للشعوب الحـق فـي الإطاحة بالطغاة وفي إقامة الديمقراطية.

"سلاااام.. سلاااااح" هذا النداء الذى طالما يرج أذناي فى حفلات التخرج العسكرية والشرطية على لسان قائدي العروض ظل يضخ الأدرينالين فى عروقي وأنا في طريقي إلى معرض السلاح "ايديكس 2021" المقام شرقي القاهرة بمشاركة 400 عارضاً من 42 دولة لعرض أحدث التقنيات فى مجالات الدفاع والتسليح، واتسائل عن أول من نطق هذا المصطلح ولماذا قاله؟ لكني ورغم رحلة بحثية كبيرة ومعمقة لم أصل لمصدر حقيقي للأمر، خاصة أنها تذهب لماهية السؤال الأبدي "ما هو علاقة السلام بالسلاح"؟

(1)
قنبلتنا الضخمة ستحل لكم أزمة سد النهضة!

داخل المعرض وخلال خطواتي الأولى، لم أشعر بيدي إلا وهي تستند إلى قنبلة ضخمة للغاية كُتب عليها أنها تزن طناً كاملا من المتفجرات (1000 كجم)، ظننتها فى البداية صاروخ نظراً لتخطى طولها الثلاثة أمتار بشكلها الضخم المترامي بشركة سافران الفرنسية داخل الجناح الفرنسي، تحسست أصابعي فى البداية ووجتها إلى عيني متسائلاً عن مصيرها المقبل والمقر الأخير التى ستستقر فيه تلك القنبلة بعد تفجيرها بالطبع سيكون أمراً جللاً لأنها خارقة للتحصينات أعلى وتحت الأرض، لحظات ولمحني ريمي ديربس مسؤل بالشركة المصنعة الذى تفاخر بأنها قنبلة AASM هامر الأضخم والأكبر فى معرض ايديكس بل أنها أكبر من نظيرتها وأكثر ذكاءاً منها.


باغته بسؤالي الأول حول فلسفة صناعة فرنسا لأضخم قنبلة وأن ذلك أليس سباقاً مع الموت والفتك، ابتسم مؤكداً أنها لأغراض محددة ويمكنها ضرب هدف على بعد 70 كم  وتوجيهها بمختلف الطرق الليزرية والحرارية والتموضع العالمي gps، لافتاً إلى أن دولا كثيرة ربما تهتم بها. وأشار إلى أنها "لربما تحتاجها مصر إلى دك سد النهضة الأثيوبي فهي مناسبة لهذ المهمة للغاية"، لكني رددت عليه بأنه ربما لم يسمع أحاديث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأننا دعاة للسلام وليس دعاة حرب، وأن الجيش المصري يمتلك قوة رشيدة لا تعتدي على أحد إلا إذا مس أمنها القومي أى سوء. وأن الشعب الإثيوبي بعيداً عن السياسة فهم أشقاء أفارقة لدينا علاقات تاريخية مشتركة.

 (2)
ما تبيع يقتل ما داخلك

يحدثني صديقي الأمريكي الذي يعمل بإحدى الشركات الأمريكية حول فلسفته فى بيع السلاح الذى يعمل هو شخصياً فى الترويج لمبيعاته بأنه أيقن بمبدأ أن "ما تبيعه يقتل ما في داخلك"، مشيراً إلى أن التعامل البشري العالمي أصبح صعباً للغاية بعيداً على الفلسفة والكلمات الرومانسية "فقط نبيع الموت لننجو منه مؤقتاً".
اصطحبني لأحد فاترينات الذخائر الأنيقة وأشار بسبابته عليها للرصاص وأعيرته المختلفة داخل الصندوق الزجاجي قائلاَ بشكل ساخر "يا صديقي هذه الرصاصات تغير الحكومات أكثر من الأنتخابات"، لافتاً إلى أن عالم البيزنس هو الشىء الوحيد الذي لا يعرف المشاعر ضارباً مثالاً بالأسلحة الاسرائيلية التي تباع للمسلمين والرصاص الشيوعي الذى كان يباع للفاشيين، قال ذلك وكأنه يستدعي مشهدا آخر من فيلم سيد الحروب والذى يقول بطله "فى أول مرة تبيع السلاح كأنك أول مرة تمارس الجنس، ليس لديك فكرة عما تفعل ولكنه ممتع بطريقة أو بأخرى".


ويشير إلى أنه قد يكون بيزنس السلاح ثاني أقدم المهن فـي العالم بعد البغاء وأكثرها رسوخا منذ أول تجارة في السلاح، لافتاً إلى أنه فى المقابل ضروري لتوفيره فرص عمل كبيرة بدلاً من البطالة ومخاطرها. 
حديثه عن البطالة والعاملين بصناعة السلاح أعادني لكتاب "تجارة السلاح"  لـ نيولاس جيلياي والذى يشير إلى هناك حجـة رائعة تقول: إن بيزنس السلاح يؤدي إلى ازدهار ونمو الوظائف لكـن فـي بريطانيا مثلاً انخفضت أعداد الوظائف في صناعة السلاح من 360 ألفا عام 1994  إلى 315 ألفا عـام ٢٠٠٦. فيما يقول أيضاً "صمويل بریتان" إن حجة التوظيف تقوم على أساس خرافة بأن هناك " كتلة ضخمة من العمالة " تعمل في أعمال خاصة ولا يمكن ان تصلح للعمل في شيء أو في مجال آخر، وبالتالي لو فقدوا العمل في مجال بيزنس السلاح فسوف يعانون من البطالة وعدم القدرة على العمل إطلاقا في مجال آخر.
ينفي "بريتان" ذلك، ويشير إلى أن ملايين البشر يغيرون وظائفهم، أو يتركون وظائفهم ويجدون أخرى كل عام. وكتب يقول : " الناس الذين يعيشون كل عمرهم على مهارة واحدة ومحددة مثل العمل في المناجم، بالتأكيد يصعب عليهم إعادة التدريب والانتقال لعمل مختلف، أكثر من الناس الذين يعملون في مصانع تعتمد على الآلات وضخامة رأس المال الثابت" مثل الهندسة المطلوبة في مصانع السلاح، والطائرات.
إلى ذلك کشف تقرير لوزارة الدفاع البريطانية وجامعة يـورك، صـدر عـام ۲۰۰۱، أن 49 ألف وظيفة مرتبطة بتصدير السلاح يمكن أن يحل محلهـا ٧٦ ألف وظيفة مدنية إذا ما خفضت صادرات السلاح إلى النصف، وبمعدل مرتبات أقل لكل وظيفة.

(3)
المُستخدم الأخير


NO  NO NO" " كانت شفاة الشاب أسد وهو أحد المتواجدين بالجناح الباكستاني ترتجف بسرعة حينما أبلغته بالمخاوف المتوقعة من تسرب أسلحتهم الفتاكة والمعروضة أمامي فى الفاترينات الأنيقة إلى الجماعات المتشددة المتاخمة لحدودهم فى دولة أفغانستان جارتهم التى أصبحت حديث العالم بعدما تولت جماعة طالبان على زمام الحكم وإعلان حكم ما أسموه بـ"الإمارة الإسلامية"، لا سيما وأن شركته الذى يعمل بها تنتج كافة أنواع الأسلحة والمقاتلات والمعدات العسكرية ومن شأنها أن تتسرب لتصل للمقاتلين المجاورين لهم.

لافتاً إلى أن بلاده لا تتعامل إلى مع حكومات، وأنه على الإطمئنان لأنهم لا يعملون إلا ما يعرف فى الاستخدام العسكري للأسلحة المباعة باسم "شهادة المُستخدم الأخير" (شهادة المستخدم النهائي، أو EUC، هي وثيقة تُستخدَم في عمليات النقل الدولية - بما في ذلك المبيعات والتسليح المقدم كمعونة - للأسلحة والذخيرة للتصديق على أن المشتري هو المُتلقي النهائي لهذه المواد، ولا يخطط لنقلها إلى طرف آخر. وتُطلَب شهادات المستخدم النهائي من قِبل العديد من الحكومات لتقييد تدفق المواد إلى الوجهات غير المرغوب فيها، مثل الدول الخاضعة للحظر، أو الجماعات المتمردة، أو الحكومات المدانة بانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، أو الدول التي يعتبرها المورد الأصلي للأسلحة تهديدًا له)، مشدداً على أنهم يتأكدون من أن أسلحتهم لا تصل لايادي الارهابيين، كما أنه صمم عن أن تكون اسماء تلك الأسلحة بـ"الدفاعية" وليست "القتالية".

ما أن أبلغني بمصطلح "المُستخدم الأخير" إلا وتذكرت صديقي العزيز الصحفي الذي يحارب السرطان الآن محمد أبوالغيط وتحقيقه السابق الذى حمل نفس العنوان والذى تتبع فيه وصول أسلحة لأيادي تنظيم القاعدة كانت فى الأساس مملوكة لبعض الدول الأخرى، وتمنيت له الشفاء العاجل من العدوين كورونا والسرطان وأن نراه قريباً فى أفضل حال.

(4)
دول العالم تستدعي الجيوش لمواجهة كورونا

لم تتردد الكثير من دول العالم في استدعاء جيوشها لمواجهة جائحة كورونا فى الشوارع،  بما في ذلك المملكة المتحدة (بريطانيا) التي كانت حذرة دوما في استدعاء الجيش لأداء مهام مدنية في زمن السلم، معتمدة في ذلك على جهاز الشرطة فقط.
تذكرت ذلك فيما أنه رغم بلوغ وفيات كورونا فى العالم التى نحو 5.2 مليون وفاة في احصاء جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، وكذلك تأثيراتها السلبية التي ضربت الاقتصادات العالمية الكبرى وساهمت في انخفاض النمو العالمي بنحو 4.4%، إلا أنه ووفقاً لصندوق النقد الدولي فإن حجم الإنفاق العسكري العالمي بلغ العام الماضي نحو تريليونَي دولار، محطماً بذلك أرقاماً قياسية جديدة لم تُتجاوَز منذ عام 1988، عندما كانت الحرب الباردة مستعرة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.


وهنا يمكننا القول بأن الموت يلاحق الموت، الموت بالسلاح أو بالاصابة بالفيروس أصبحا سيان فى هذا العالم، وكان البعض يظن فى البداية أن كورونا وجائحتها الضاربة من الممكن أن تجعل العالم يلتقط أنفاسه ويتوقف عن اللهث خلف الدمار وخلف ما يمكنه أن يتسبب فى دمار الأرض بسبب التغيرات المناخية التى يقول علماء أنها بدأت حربها على البشر بتسونامياتها وزلازلها وجليدها المنصهر التى تهدد باندثار مدن كاملة بل ودول شهيرة.
لكن لماذا لا تنفق دول العالم مقدار ما تنفقه على السلاح مثلاً على قضايا المناخ التي تعد أشد خطراً من الحروب؟ يعتقد مجلس المعلومات القومي الامريكي ان تزايد التغيرات المناخية يثير الحروب داخل الدول وان كان من الممكن أن تؤدي على الأقل لاثاررة الاتهامات المتبادلة بين اقاليم الدولة الواحدة.

(5)
ثمن السلاح.. الهيراركية الدولية

يقول نيكولاس جيلباي فى كتابه "تجارة السلاح" بترجمته الصادرة عن المركز القومي للترجمة بأنه عندما بدأوا في دراسة تجارة السلاح، لم يجدوا في الواقع شركة سـلاح في بلد تبيع نظاما للتسلح لحكومة بلد آخر مقابل شـيـك مـصرفى ضـخم فتجارة السلاح أكثر تعقيدا، والحملات ضدها أكثر تعقيدا مما قد يبدو للوهلة الأولى".
تشير مقولة جيلباي إلى أن السلاح لم يكن يوماً مقابله مالاً فقط، لكن هناك اعتبارات سياسية تسبق الاقتصادية، وتقدم البلدان النامية نفسها لشركات السلاح الغربية الكبـرى كأمـاكن مؤهلة لتجميع المعدات ذات التكنولوجيا الفائقة وتركيبها. هذا ما أسماه " ستيفن سكوفيلد "بـ"الهيراركية الدولية لإنتاج السلاح "، حيث تقوم قلة مـن الشركات الأمريكية الكبرى لصناعة السلاح بالهيمنة بشكل متزايـد علـى المعدات التكنولوجية الفائقة الأكثر حداثة التي تعتمد على ميزانيات أمريكيـة ضخمة. حيث هيمنت أكبر خمس شركات على ٢٢% من مبيعـات أسـواق السلاح عام 1990، وزادت إلى 44% عام ٢٠٠٣.

(6)
الإنسان وليس السلاح سبب النصر والسلام

داخل الجناح الأمريكي فى معرض ايديكس للسلاح التقينا مسؤول شركة بوينج للطائرات والتى كانت تعرض نماذج لطائرة النقل العسكري شينوك واخرى اباتشي اضافة لأحدث طائرة عسكرية تدريبية فى العالم بحسب وصفه، لافتاً أن طائرتهم الـ الـ t7 تتميز بأمكانية تحويلها لطائرة مقاتلة خفيفة حسب احتياجات العميل ويمكن تحويل قمرة القيادة لأكثر من مقاتلة كطائرات التايفون والـ f16 وهى الأمر الغير متوفر فى أى طائرات أخرى.
سألته "معروفاً عن شركة بوينج الأمريكية أنها أكبر الشركات وأنجحهم فى انتاج الطائرات المدنية التى تخدم الناس بل وتحقق مكاسب خيالية.. فاذا كان ذلك، فما الذي جعلكم تلجأون ايضاً للشق العسكري وصناعة مقاتلاته وصواريخه الطائرة، أو بمعنى آخر لماذا لا تهتمون بما هو خير فقط، لأنه معروف عن الحرب بأنها شراً؟"


انتظر بضعة ثوان قبل أن يرد قائلاً "لو عندي اجابه سأعطيك، طيارتنا ومنتاجاتنا لا تؤدي للحروب ولكن نسميها بالمنتجات الدفاعية نقدمها للدفاع عن اراضى أوطان العملاء، وليس للقتل وسفك الدماء . وابدا ما فكرنا فى البحث عن الحروب". فكان سؤالي التالي هو هل تمكننا تلك الأسلحة من فرض السلام بالقوة من وجهة نظره، فأشار "السلام دائماً مرهون بنا كأشخاص قبل أن يكون مرهون بمعدات أو منتجات عسكرية لأنها مجرد سبل ووسائل ضغط فقط، لكن العنصر البشري هو الأهم فى العملية".
أعادني الحديث إلى ذكريات عنوان حوار أجريته فى بداية مشواري الصحفي مع اللواء الراحل كمال عامر رئيس المخابرات الحربية الأسبق فى ذكرى انتصارات حرب أكتوبر، وهو  أن المصريون اثبتوا أن الإنسان وليس السلاح سبب النصر فى الحروب".

(7)
النساء تحملن السلاح

عندما وقفت مجموعة من الفتيات والسيدات المصريات على غير عادة ما نظنه عن المصريات بأنهن من المدنيات لا يحملن السلاح، إلا أن عدداً قرر حمل السلاح لاتخاذ صوراً فوتوغرافية للذكرى مع الكلاشينكوف، فيما حاون آخريات من حمل المسدسات الخفيفة وتجربتها على المحاكيات "السمنيتور" ليعشن لحظات من الحرب الحقيقية التى تشبه معاركهم مع الحياة.

أحالني المشهد لما سمعت عنه بأن "السلاح زينة النساء في جنوب أفريقيا" وظهروا فى بعض التقارير وهن يتدربن في مركز للرماية قرب جوهانسبرغ على استخدام الأسلحة النارية كوسيلة للحماية في بلد تسقط فيه امرأة كل ثلاث ساعات بسبب جرائم القتل.

لكن ماذا سيحدث لو اختفت الأسلحة النارية فجأة وبلا رجعة من الوجود؟ صحيح أن هذه الفكرة قد تبدو مستحيلة، إلا أنها تجعلنا نسقط السياسة من المعادلة ونفكر بموضوعية في الانعكاسات المحتملة لقرار الحد من الأسلحة النارية في العالم.
تقول هيئة الاذاعة البريطانية أن النتيجة المباشرة لاختفاء الأسلحة ستكون ببساطة انخفاض عدد ضحايا الأعيرة النارية. إذ يبلغ عدد ضحايا أحداث العنف باستخدام الأسلحة النارية نحو 500 ألف شخص سنويا حول العالم. ويسجل أكبر عدد من خسائر الأوراح جراء العنف المسلح في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يمتلك مواطنوها ما يتراوح بين 300 و350 مليون قطعة سلاح ناري، فضلا عن أن معدلات جرائم القتل باستخدام الأسلحة النارية في الولايات المتحدة أعلى بنحو 25 مرة منها في سائر البلدان مرتفعة الدخل مجتمعة.

وفي هذا السياق، فقد أثبتت أستراليا أنه كلما انخفضت أعداد قطع السلاح المتاحة، تراجعت أعداد الوفيات جراء حوادث العنف المسلح والانتحار. ففي عام 1996 فتح مسلح النار على زوار موقع أثري بمدينة بورت أرثر في تسمانيا، وأسفر الهجوم عن سقوط 35 قتيلا و23 جريحا، ولم تكد تمر أيام حتى أصدرت الحكومة تشريعات جديدة تحظر حيازة الأسلحة شبه الآلية والبنادق، واشترت من المواطنين الأسلحة النارية التي شملها الحظر بسعر السوق وأتلفتها بأكملها.

قنابل تحرق العضلات
بدا مسيطرا على معرض ايديكس هذا العام خلافا عن الذخائر والمعدات، سيطرة صنوف وأنواع الطائرات دون طيار وكذلك الصواريخ، فالحرب بدأت تنطلق من الأرض للفضاء ومن المقاتلات الطائرة إلى حروب الدرون الانتحارية كما يقول باحث الشؤون العسكرية مينا عادل لافتاً إلى أن صناعة الدرون وأنظمتها أصبحت متطورة للغاية، وأن مصر كانت مميزة فى هذا الأمر هذا العام خاصة بطائرة 30 يونيو والنووت.

إلا أن أمراً آخر لفت انتباه محلل الشؤون العسكرية بولا جوزيف، الذى أشار إلى أنه يطمح فى أن يرى فى ايدكس المقبل أنظمة وشركات خاصة بالحماية الالكترونية المضادة للهجمات السيبرانية، لافتاً إلى أنها أخطر مئات المرات من الأسلحة والذخائر لأنها بامكانها تعطيل وتدمير الانظمة بلا طلقة واحدة بل الأكثر من ذلك مثلما حدث فى مفاعل نطنز الايراني وتم مهاجمته سيبرانيا بنظام جعل الماكينات تعمل بأوامر السرعة القصوى ما جعلها تتدمر ذاتيا، وما جرى فى أمريكا أيضاً عندما جعلوا محطات الوقود تعمل آليا وتفرغ ما بها من وقود دون تدخل بشري.