رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من أجل البقاء».. الفحم فى شتاء أفغانستان يتلف الرئتين والهواء

أفغانستان
أفغانستان

يصل الفحم بالأطنان من المناجم في شمال أفغانستان إلى سوق قريبة من كابول، حيث يشتري سكّان المدينة الفحم للتدفئة شتاءً، ليستنشقوا بذلك هواء هو بين الأكثر تلوثًا في العالم في ظلّ غياب بديل هذا الشتاء وسط أزمة اقتصادية حادّة.


ويغطي غبار الفحم الأسود من الرأس إلى أخمص القدمين نحو أربعين عاملا لدى عبدالله رحيمي أحد تجار هذه السوق، حتّى أنه تسلّل إلى تجاعيد كبار السنّ منهم وأظافر الأصغر سنًا ورئتيهم، والبعض منهم لم يبلغ 15 عامًا حتى.


وهم يتراشقون كتل الفحم لإفراغ الشاحنات ويدفعون عربات محمّلة بالأكياس ويملأون مركبات الزبائن.


وكابول بعيدة عن مناقشات مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 26" الذي عُقد في مطلع الشهر في جلاسكو والتي حدّدت أن الفحم من المسببات الرئيسية للتغير المناخي. أمّا في السوق، لم يسمع العمّال بهذا الأمر.


وتُعدّ أفغانستان وهي إحدى أفقر الدول في العالم، من الملوّثين الصغار.


وبحسب البنك الدولي، نتج عن كلّ فرد أفغاني نسبة تلوث بثاني أكسيد الكربون أقل بـ75 مرة من التلوث الذي أصدره الفرد الأمريكي خلال العام 2018.


إلّا أن الهواء الملوث يعيث فسادا بأجواء كابول. فيصبح الهواء الذي يغطّي العاصمة الأفغانية كلّ شتاء، ثقيلًا ومؤذيًا بسبب الدخان الذي ينبعث من المدافئ المنزلية التي تُشغّل على الفحم و الخشب وجميع النفايات التي يُمكن حرقها مثل النفايات المنزلية وإطارات السيارات.


ومن الجبال المحيطة، تظهر بوضوح سحابة التلوث الكثيفة التي تغطي المدينة حيث يعيش ما لا يقل عن 5 ملايين شخص.


وصنّفت منظمة جودة الهواء السويسرية "آي-كيو-اير" الأحد مدينة كابول على أنها سادس أسوأ مدينة في العالم من ناحية جودة الهواء بعد نيودلهي (الهند) ولاهور (باكستان).