رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة القناطر الخيرية الإنجيلية


هى الكنيسة الأولى والوحيدة فى تاريخ خدمتى الرعوية، والقناطر الخيرية كانت المدينة الصغيرة فى ذلك التاريخ ١٩٦٥، وهو تاريخ تخرجى فى كلية اللاهوت، وكانت الخدمة تشمل قليوب ثم القناطر باعتبار أن الكنيسة كمبنى كانت فى قليوب، أما مدينة القناطر فلم تكن بها كنيسة بمعنى المبنى، وكان الراعى القائم بالخدمة هو القس طوبيا، وهو كان يصنف بالرجل الأسود، حسب لون بشرته، فكان يرعى الكنيسة بقليوب ويقوم بخدمة افتقاد فى المدينة الصغيرة باسم القناطر الخيرية، ولكن لتقدم سنه اكتفى برعاية قليوب ككنيسة مقامة على أن يستعان بطالب لاهوت لافتقاد بعض المقيمين بالقناطر الخيرية، فكان طيب الذكر دكتور ألفى ثابت هو من يدير مدرسة القناطر الخيرية بتفويض من طيب الذكر الدكتور القس إبراهيم سعيد بصفته رئيسًا للطائفة فى حياته كأول رئيس للطائفة من الرعاة.


فكل الذين سبقوه كانوا أعيانًا يحملون لقب باشا، آخرهم كان ألكسان باشا حنا ثم الدكتور القس إبراهيم سعيد، والذى كان مشجعًا شخصيًا لى ولطيبة الذكر مدام إنجيل فارس حرم طيب الذكر الشيخ ألفى عبدالمسيح ووالدة المهندس الشيخ عبدالمسيح ألفى الشيخ الحالى، معًا كنا نزور العائلات صباح الأحد ونقيم خدمة العبادة فى صالة بمبنى المدرسة القديم فى غير مواعيد الامتحانات، حيث كانت الصالة يشغلها السادة المصححون للامتحانات.


وبعد تخرجى فى كلية اللاهوت طلب الدكتور ألفى من مجمع الوجه البحرى أن أُعين بالقناطر الخيرية وبعد أقل من عام تمت رسامتى راعيًا لكنيسة القناطر الخيرية بدون مبنى يمكن أن يطلق عليه كنيسة، والذى بدأنا فى إقامته بمعاونة من الرسالة الهولندية باعتبارها المالكة للمدرسة، كما هى مالكة لمبنى قليوب تحت مسمى الرسالة الهولندية أيضًا، وأثناء إقامة المبانى نشبت حرب 1956 والمعروفة بالعدوان الثلاثى على مصر ولم يتوقف البناء حتى تم واحتفلنا بعيد الميلاد ١٩٦٨ فى المبنى الحالى للكنيسة، وبالكنيسة عشرة مقاعد صممها ونفذها لنا طيب الذكر مفيد رياض، وبعد بضعة أعوام أكمل المقاعد بذات التصميم لعشرة مقاعد أخرى كما هى الآن.


للكنيسة ذكرى عطرة فى وحدة شعبها، وإن كان العدد قليلًا، إلا أن ولاءهم وحبهم للكنيسة لا يمكن وصفه، نشكر الله لأجل كل من شارك ورحل ولمن هم يخدمون الآن من أمثال الشيخ فريد حبيب وأخيه الشماس الراحل سمير حبيب، أما عن رفيق الخدمة الطويلة فى الكنيسة وفى المجلس الإنجيلى كعضو عامل وشاهد أمين هو الشيخ مفيد محروس الذى رحل فى سن مبكرة تاركًا الأثر الطيب فى خدمة كنيسته بالقناطر وخدمة الطائفة الإنجيلية كعضو مخلص وأمين فى خدمته ومحبته وعطائه وليبارك الرب الذين يخدمون الآن الأخ الشماس إبراهيم داود كأمين لصندوق الكنيسة وشريك أمين لكنيسته، ثم لحق الجيل التالى ومنهم الدكتور يوسف والمهندس الشيخ عبدالمسيح والدكتور الشيخ فريدى البياضى؛ ليباركهم الرب ويحفظهم؛ ليتعاونوا معًا فى خدمة هذه الكنيسة المباركة مع راعيها الذى ينصب اليوم القس مراد.


يعوزنى الوقت أن أذكر كل من خدم من طفولة مدارس الأحد إلى عضويتها مصليًا أن يبارك الرب الراعى الجديد مع مجلس الكنيسة وكل أعضائها وأطفالها، معتذرًا عن عدم ذكر كل واحد وواحدة، كان لهما الفضل بعد الرب فى استمرار خدمة هذه الكنيسة وليبارك الرب راعيها مع أسرته لاستمرار شهادة هذه الكنيسة عن عمل الرب وحفظه رغم الظروف المتنوعة التى مرت بنا فى عسر ويسر، لكن يد الله كانت ساندة وحافظة، ونثق بأن للكنيسة رسالة دائمة تنتظر من راعيها ومجلسها الصلاة والسهر والبذل دون كلل أو ملل.
أصلى بركة لراعيها الجديد فى يوم تنصيبه مصليًا أن يحفظه الرب مع أسرته فى مسيرة جديدة ورعاية مباركة مع المجلس شيوخًا وشمامسة لمجد فادينا وخدمة شعبه كأمناء على ما أوكلهم الرب لهم.


بركة لبلادنا ولكنيسته العامة والكنيسة المحلية بالقناطر الخيرية التى تنتظر من راعيها الجديد كل عطاء وحب ورعاية للأطفال والشباب والشيوخ كراع أمين ساهر على رعاية شعبه فى حب وبذل وعطاء مقترنًا بالصلاة المستمرة لمجد فادينا وربح النفوس مبروك قسيس مراد.
أما قصة بناء الكنيسة فتلك مرحلة طويلة أعتقد أن هناك من الأحباء الذين عاصروا البناء واحتمال السجن، فهى قصة أعتقد أنها لا تزال فى القلوب قبل الذاكرة، وقد دونتها فى مناسبات أخرى من التهديد بالسجن إلى شهادة حلوة من أناس كانوا على وشك وضع أيدينا فى القيود، تنتهى بشراب طيب مع وداع مريح، ظل محفورًا فى أذهان وزير داخليتنا فى ذلك التوقيت اللواء شعراوى جمعة. ولى معه قصة طريفة ستظل عالقة فى أذهاننا بعد نحو نصف قرن، حيث التقينا يومًا. أشخاص القصة مدير التعليم بالقليوبية ومعه مساعده، ورغم مرور نحو نصف قرن على الحدث، إلا أنه سيظل عالقًا بالذاكرة ربما لجسامة الحدث أو توقع ما لا يحمد فى ذلك الحين.


ومن هنا نبدأ الرواية، فلم تكن كنيسة بمعنى مبنى مخصص للعبادة فى القناطر الخيرية، ومع ذلك كنا نقوم بزيارة هذه المدينة لنزور بعض العائلات ومعى سيدة مؤمنة مشغولة بخدمة السيدات، ومعًا كنا نزور عائلات، ثم فى المساء نقيم خدمة فى صالة مبنى الأطفال فى المرحلة الابتدائية، وكان من الصعب إقامة العبادة فى الصالة، حيث يقوم المدرسون بتصحيح الامتحانات، ومع ذلك كانت لى رؤية للمكان، لدرجة تفرغى بعد نهاية دراسة اللاهوت وبدعوة من الدكتور ألفى ثابت بسالى مدير المدرسة، فتم تعيينى للخدمة فى هذه البلدة الصغيرة فى ذلك الوقت، وبالفعل رتب الرب بناء المبنى الحالى ويعلوه السكن كأول مبنى كنسى على مدى التاريخ.


حيث لم يكن هناك مبنى كنسى، وأقيم المبنى ورغم المشكلات التى أثيرت فى ذلك الوقت، إلا أن السيد وزير الداخلية فى ذلك التاريخ ١٩٦٦، رغم شهرة ذلك الوزير بتشدده، إلا أنه أصبح صديقًا التقينا بعد زمان طويل، وكان قد ترك موقعه، لكنه لم ينسَ الموقف الجرىء الذى أجراه، وكنا نلتقى بعد تركه المركز، فقد اهتم شخصيًا بمتابعة إقامة هذا المبنى القائم حتى الآن، فالسياسة فعلًا لا تعرف عداوة أو صداقة، لكنها تُجرى أفعالًا أمنية ومساندة لمن يؤدون أعمالهم بجرأة وحسن تصرف ما زال فى الذاكرة، ولا أدرى لو أن سيادته ما زال حيًا، فالقضية كانت فى ذاكرته كما فى لقاء مر عليه أكثر من عشرين سنة.