رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشاعر مؤمن سمير: جمعت كل كتاباتى العمودية والتفعيلية وأشعلت فيها النيران

الشاعر مؤمن سمير
الشاعر مؤمن سمير

تحدث الشاعر مؤمن سمير، عن ذكرياته مع كتابه الأول المنشور، وما شعر به وهو يمسك في يديه لأول مرة كتاب يحمل اسمه وأشعاره.

 

وقال الشاعر مؤمن سمير: "مع ديواني الأول، صرتُ بلا ذاكرة.. نشرتُ أول كتاب لي مبكراً، بعد التخرج من الجامعة مباشرة.. كان هو ديواني الأول "بورتريه أخير لكونشرتو العتمة".

 

وأضافت "سمير"، في تصريح خاص لــ "الدستور": "أصدرته عن طريق ناشر في بلدتنا بدأ كصاحب مكتبة ثم اتجه للنشر بهدف محدد هو إلحاق تلك الكتب "بقائمة الكتب المدرسية" التي توافق عليها وزارة التربية والتعليم وتوزعها على مكتبات المدارس وعندما تحدثت معه بالصدفة تحمس وقرر أن ينشر ولو مرة، خارج إطار الكتب التربوية، كتاباً عادياً، ديوان شعري أو رواية ألخ".

 

وتابع: "هكذا نُشر الديوان رغم تعجب الرجل من شكل الكتابة غير الموزونة وجملة "قصيدة النثر" التي صنَّفْتُ له الديوان في إطارها.. كان ديواني هذا يحمل سمت المرحلة بحق، مرحلتي العمرية وكذلك المرحلة الأدبية والنقدية التي كان عليها الشعر المصري وقتها، حيث كانت العلاقة بين جيل التسعينات الشعري، الشاب الطالع، والجيلين السابقين عليه، تأخذ شكل المساجلات الساخنة والتجييش.. فتأججت حماسة الشاب التي كانت في أقصى مراحلها نظراً للسن.. و تجلى هذا في القصائد العنيفة في الديوان والتي لم تترك قيمةً فنية أو فلسفية إلا و سَعَت لتمزيقها.. لكن الغريب أن قصائد أكثر بساطة ورقة فرت من هذا الأتون ثم رقدت إلى جواره بأمان في النهاية بين دفتي الديوان".

 

وتابع: "كان ديواني هذا، الذي حوى عددًا كبيرًا من القصائد متفاوتة الطول، هو أول ما كتبت من قصائد نثرية، وبعدما أدركت أن هذا هو طريقي قررت أن أبدأ به كعمل شعري أول، فاصلاً بينه وبين المراحل  والقصائد التي سبقته فصلاً قاطعاً ونهائياً، حيث جمعت كل كتاباتي العمودية والتفعيلية التي كانت رغم كل محاولاتي للخروج عليها، بالطبع في نفس إطارها ووعيها الفني، هي مجرد أرواح ضالة لا تنتمي لي بقدر انتمائها لأجساد ونفوس منتجيها العِظام.. جمعتها في كرتونة كبيرة وأشعلت فيها النار.. وهو الأمر الشجاع الوحيد، ربما، في حياتي حتى اليوم.. كنتُ أريد أن أكون بلا ذاكرة لأني آمنت أنه من الرائع حقاً أن تبدأ من جديد بحماس الدرويش الظامئ عن قمر في صحراء".  

 

واستطرد: "كان آخر ما صدر للشاعر المصري مؤمن سمير، المولود في العام 1975، ديوان مختارات شعرية عن دار "خطوط وظلال" الأردنية بعنوان "أصوات تحت الأظافر" وسيرة إبداعية وذاتية بعنوان" فأس و حفرات في اللحم" عن دار "النابغة" ومجموعة مسرحية بعنوان" صانع المربعات" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة".

 

ومؤمن سمير سبق وصدر له: غذاء السمك، أناشيد الغيمة المارقة، أصوات تحت الأظافر، بصيرة المتشكك، الأصابع البيضاء للجحيم، سلة إيروتيكا تحت نافذتك، بلا خبز ولا نبيذ، عالق في الغمر..كالغابة كالأسلاف، كونشرتو العتمة، هواء جاف يجرح الملامح، غاية النشوة، السرّيون القدماء، إضاءة خافتة وموسيقى، أوراد النوستالجيا، تفكيك السعادة، إغفاءة الحطاب الأعمى، يطل على الحواس، رفة شبح في الظهيرة، صانع المربعات، تأطير الهذيان، ممر عميان الحروب، بهجة الاحتضار، حيز للإثم.