رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب صبحى شحاتة: كتابى الأول ظل فى انتظار النشر 4 سنوات

الكاتب الروائي صبحي
الكاتب الروائي صبحي شحاتة

لا سعادة تضاهي فرحة الكاتب بعمله المنشور خاصة في بداياته، وعن الكتاب الأول ومذاقه، قال الكاتب الروائي صبحي شحاتة لــ"الدستور": كان كتابي الأول للأطفال هو" كتاب الحكايات الجميلة"، إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2006 .أما الكتاب الأول للكبار، فكان رواية "الضحك"، صدرت عن دار فكرة عام 2008 .

 

وأضاف أن ملابسات نشر كتاب الأطفال كانت معتادة في تراجيديتها حيث أنه فاز من خلاله بجائزة السيدة سوزان مبارك عام 2002، جائزة أولي بإجماع المحكمين، وظل الكتاب ينتظر الطباعة في الهيئة المصرية العامة للكتاب أربع سنوات كنت فيها أتصل تقريبا كل شهر، أذكرهم بأن الوقت نسبي وليس مطلق، وأننا لسنا في الأبدية وخلودها، وأن الكاتب له عمر قصير جدا مهما طال.

 

ولما طبع الكتاب لم يكتب عنه ناقد واحد جملة ما حتي الأن، بالخير أو بالشر، بل نفذ الكتاب من السوق، أي أنه أعجب الناس وبيع كله، فلا يوجد منه نسخة واحدة في المخازن، ومع ذلك  لم يعاد طبعه، ونسي طبعا.

 

تابع “فكأنني لم أفعل شيئا، ولا الهيئة المصرية العامة للكتاب فعلت شيئا، ولا استفادت كتابة الطفل من عمل جديد مبدع حصل علي الجائزة الأهم وقتها، ذلك أننا ثقافة تجيد نسيان الجمال، وتبقي علي القبح، حيث أن كتابا معينين هم من تعاد طباعة كتبهم، إن لم يكن في الهيئة ففي دور النشر الخاصة ويروج لهم ويصيرون كتابا مشهورين، رغم أن كتبهم عادية ومملة جدا وضد الطفل أساسا”!!
  
وأردف شحاتة: أما رواية" الضحك" فهي للكبار لما كتبتها في عام 2006 ذهبت بها إلي دار الهلال، وكان لي فيها صديق روائي ما بعد حداثي، ظلت عنده  في مكتب الدار سنتين تقريبا دون طباعة، رغم أنه كان معجبا بها بشدة، لكنه لم يستطع تقديمها للطبع لأنها تتجاوز معايير النشر، حيث أنها تتخطي التابو السياسي والديني، وكان صاحبي فيما يبدو محرجا أن يخبرني بذلك.

 

حتي زارني صديق آخر وأخبرني أن ثمة دار نشر خاصة جديدة يعمل معها وتريد أعمالا تطبعها مجانا، ففكر فيّ لأنه كان يعرف بروايتي، فأعطيتها له وطبعت بسهولة دون مشاكل، بل روجعت نحويا من قبل الدار، وصنع غلافها الرسام مخلوف، وكان وقتها مشهورا، ولقد أبدع في رسم الغلاف، ومن يومها حتي الآن لم يكتب ناقد عنها مقالا واحدا، ومن ثم لم يعرف عنها أحدا شيئا حتي الآن، فهي رواية مجهولة، رغم أنها منشورة اليكترونيا وحاصلة علي خمس نجوم دليل انها تقرأ.

 

ولما تقدمت بها في مسابقات الجوائز  الخاصة وقتها لم تفز طبعا، ليس لأن الروايات الأخري أفضل منها، ولكن لأن الروايات التي فازت كانت تطبع في دار الهلال  أو في المصرية اللبنانية، أو الشروق، وغيرها من دور النشر الملتزمة بالأدب الموجه الذي لا يكسر تابوه، ولا يقدم ما يزعج القراء، حيث أن الأدب الذي يفوز في المسابقات الأدبية هو اللا أدب، أي الأدب الذي لا يقدم جديدا، ولا يفتح طريقا مختلفا، ولا يقترب من المحرمات، أي الأدب التقليدي العادي المساير لا يقول شيئا.  

 

وتابع "شحاتة": أما عن الكتابات قبل العمل الأول إن كانت للأطفال أو للكبار فهي موجودة حتي الآن دون نشر، فلدي قصص قصيرة للأطفال وللكبار كثيرة العدد، من أبدع ما كتب في اللغة العربية في نظري طبعا، ولكنها لم تجد من ينشرها لأنها حرة جدا من جهة، ومن الأخري من يوافق علي نشرها من دور النشر الخاصة، يريد مني مبلغا من المال يفوق قدراتي كثيرا. وهذا يوضح مدي الصعوبات الاجتماعية الثقافية التي تقف أمام الكاتب الجيد الموهوب الحر الفقير.