رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أثلج صدور المسلمين» .. يوسف عامر يفند أسباب حديث شيخ الأزهر عن الديانة الإبراهيمية

د يوسف عامر
د يوسف عامر

◄حديث الإمام الطيب عن الديانة الإبراهيمية هو رفض قاطع لطمس هوية الأديان وطمأنة لقلوب أتباعها

 

قال الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن فتوى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بشأن دعوى الديانة الإبراهيمية، أثلج صدور المسلمين؛  لأن الحديث في بعض مواقع التواصل الاجتماعي عما أطلق عليه البعض الديانة الإبراهيمية في العامين الماضيين أزعج  المسلمين  والمسيحيين؛ لأنهم شعروا أن هذه الفكرة ستؤدي إلى طمس هوية الأديان السماوية، وهو أمر مرفوض البتة.


وأضاف رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشيوخ، لـ"الدستور"، أن  المجتمع المصري يرفض طمس هوية الأديان، وكل مصري سواء مسلم أو مسيحي يتمسك بدينه ويحترم الآخر ومعتقده، مؤكدا أن الإسلام أمرنا باحترام الآخرين ومعتقداتهم وأنه لا يُجبَرُ أي أحد على اعتناق الإسلام،  يقول الله تعالى: "لا إكراه في الدين"، ويقول أيضا "لكم دينكم ولي دين". وما أعلنه فضيلة الإمام عن الديانة الإبراهيمية أمر في غاية الأهمية؛ لأنه يوضح للمصريين مسلمين ومسيحيين وكذلك لأصحاب الديانات السماوية في كل مكان وزمان، أن “مزج اليهودية والمسيحية والإسلام فى رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس دعوةٌ إلى مُصادرة أغلى ما يمتلكُه بنو الإنسانِ وهو: «حرية الاعتقاد» وحرية الإيمان، وحرية الاختيار، وكلُّ ذلك مِمَّا ضمنته الأديان، وأكَّدت عليه فى نصوص صريحة واضحة، ثم هى دعوةٌ فيها من أضغاث الأحلام أضعافَ أضعافِ ما فيها من الإدراك الصحيح لحقائق الأمور وطبائعها”.


وأوضح عامر أن مصطلح "الإبراهيمية" يبدو في ظاهره دعوى توحيد المجتمع الإنساني والقضاء على أسباب صراعاته،  ولكنها في حقيقتها حركة تدمر الإنسان وتطمس هوية الأديان السماوية.

 ورفض الأزهر الشريف لما أطلق عليه البعض اسم الديانة الإبراهيمية هو بيان وفتوى انتشرت في العالم أجمع لما يتمتع به الأزهر الشريف من ثقة الناس مسلمين وغيرهم في اعتداله ووسطيته؛ لذا يرسلون أبناءهم ليتلقوا العلم على يد علمائه في مختلف علوم الدين والدنيا، مشيرًا إلى أن التاريخ سجل هذه الفتوى لفضيلة الإمام الأكبر، الأمر الذي قد يجعل هذه الحركة تغير من أساليب نشر دعواها بعد هذه الفتوى من أجل السيطرة على العقل البشري في كل مكان باسم الدين واستعماره فكريا وروحيا ثم السيطرة على ثرواته ومقدراته.


وعما يجب علينا فعله، قال عامر:"علينا أن نتمسك بديننا ونفهم تعاليمه فهما صحيحا بما يحقق مقاصد الشريعة ويراعي مصالح الناس، علينا أن نسأل أهل الذكر في كل أمور حياتنا، ونتحرى الدقة في أي معلومة، وألاّ ننساق وراء الشائعات، فالقوي هو من يملك المعلومة الصحيحة. علينا أن نتمسك بالتعارف والتعايش، فمن أهم جوانبِ صناعةِ الحضارةِ التي نَبَّهَ القرآنُ الكريمُ عليها، وبيَّنَ أنها من السنن الإلهيةِ العظيمة، سُنَّةُ التعارفِ وتبادلِ الخبرات، وأن ذلك هو السببُ في وجود الاختلافِ بين البشر وانقسامِهم إلى شعوبٍ وقبائل، مما يجعلُ ثقافةَ الانفتاح على الآخر -وفقَ ثوابِتَنا الإيمانية- ضرورةٌ شرعيةٌ، وفي ذلك يقولُ الحقُّ تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [الحجرات: 13]. علينا أن نتمسك بثقافة الانفتاحِ الحضاري والاستفادةَ من مميزات الحضاراتِ الأخرى وكذلك من أخطائِها، ويجب أن تكون نظرتنا للحضارات الأخرى متوازنةً بعيدًا عن فكرتي الرفضِ والصدامِ من جهةٍ أو التبعيةِ العمياءِ من جهةٍ أخرى، فلا إفراطَ ولا تفريط.


وأكد رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، أن بيت العائلة المصرية هو بيت للمصريين بكل أطيافهم، وعظمت مهامه الآن أكثر مما كانت عليه من قبل؛ لأنه عمل خلال السنوات الماضية  على ترسيخ ثقافة التعايش المشترك والتآخي بين جميع أبناء الشعب المصري وأن الجميع مسؤول عن الحفاظ عن الجميع، وأن الكل فداء للوطن.
والآن نطمح من بيت العائلة  المصرية أن يعظم من دوره في بناء الإنسان المصري بناءً يتسم بالوعي الرشيد، وأن يرسخ في عقله وقلبه الرغبة في التعمير والبناء وإتقان العمل والسعي إلى صناعة حضارة جديدة مثلما شيد أجداده وآباؤه المسيحيون والمسلمون حضارةً تخدم الإنسان حتى الآن.

وطالب عامر، بيت العائلة المصرية، أن يعتني كذلك بأبناء مصر في الخارج، ويكون  داعما  لهم في الحفاظ على هويتهم المصرية.