رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحركات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية .. ما الأهداف؟

الجيش الروسي على
الجيش الروسي على الحدود الأوكرانية

ساحة مواجهة (جديدة قديمة) بين الولايات المتحدة وروسيا عادت إلى جدول الأعمال خلال الأيام الأخيرة، بعد أن تم رصد صواريخ روسية ذات قدرة نووية تتحرك بالقرب من أوكرانيا، فيما أشار الكرملين إلى احتمال تدخل جديد هناك، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

كما كشفت تقارير إعلامية عن قلق غربي أوروبي من التحركات العسكرية الروسية الجديدة بالقرب من الحدود الأوكرانية، وذلك بعد اندلاع توترات بين الجيش الأوكراني وجيش الدفاع التابع لجمهورية دونيتسك، خلال الأيام القليلة الماضية.

كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلا عن المسؤولين أن تحركات القوات أعادت المخاوف التي ظهرت في أبريل الماضي، عندما أثار أكبر حشد للقوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، منذ سنوات، احتجاجا دولياً.

تحركات روسية غامضة على الحدود الأوكرانية 

أشارت الصحيفة إلى أن ما تفعله القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية غير واضح وسري للغاية، ونقلت الصحيفة عن مدير برنامج الدراسات الروسية في مجموعة التحليل غير الربحية CNA، ومقرها فرجينيا، مايكل كوفمان، قوله: "ليست مناورة كما لا يبدو أنه تمرين تدريبي. شيء ما يحدث".

وفقا لـ"كوفمان"، تُظهر صور الأقمار الصناعية أن القوات الروسية من جيش الأسلحة المشتركة 41، والتي تتمركز عادة في مدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية، لم تعد إلى سيبيريا بعد التدريبات، وبدلا من ذلك انضمت لقوات روسية أخرى بالقرب من الحدود الأوكرانية، وقال كوفمان إن الصور تظهر على ما يبدو أن جيش دبابات الحرس الأول الروسي نقل الأفراد والعتاد نحو أوكرانيا.

التحركات السابقة جاءت بعد أن حذر متحدث باسم الكرملين من أن مبيعات الأسلحة التركية المستمرة لأوكرانيا تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

جاء التحذير بعد نشر كييف مقطع فيديو يظهر طائرة مسيرة تركية الصنع استخدمت لأول مرة ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، وقالت المحللة الدفاعية المستقلة أردا مولود أوغلو إن كييف ترى أن الطائرات بدون طيار التركية ستغير قواعد اللعبة في حربها ضد الانفصاليين، التي تقاتلها منذ عام 2014.

لماذا يضغط الكرملين على أوكرانيا؟

يواصل الكرملين استخدام نقل الغاز كأداة للضغط السياسي على كييف وأوروبا، مما يهدد أمن الطاقة في المنطقة، على خلفية أسعار الغاز المرتفعة القياسية للغاز الروسي في أوروبا، والتي تجاوزت بالفعل 1400 دولار لكل ألف متر مكعب .

 المعركة حول إمدادات الغاز في أوروبا بمثابة حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا،حيث يتنافس كلاهما على كسب حصة سوقية في المنطقة من خلال إمدادات الغاز الطبيعي (روسيا) والغاز الطبيعي المسال (الولايات المتحدة).ومن المتوقع أيضاً أن يتسبب دخول فصل الشتاء في تفاقهم  أزمة الطاقة العالمية.

هذه التطورات تأتي في الوقت الذي يدخل فيه الصراع المحتدم منذ 7 سنوات ونصف بين القوات الأوكرانية وجيش الدفاع الشعبي التابع لجمهورية دونيتسك. 

تخوض أوكرانيا صراعا في شرق أوكرانيا ضد مقاتلين تدعمهم روسيا منذ 2014 ، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم، ما أدى إلى فرض عقوبات عليها من الغرب.

المعضلة الحالية التي تواجه أوكرانيا، هي كيف يمكن إنهاء حرباً مع روسيا التي تنكر أنها تحارب من الأساس، وهو ما يحد من أي فرص لتسوية سلمية.

كيف تتحرك الولايات المتحدة؟

منذ تولي الرئيس جو بايدن الحكم قبل تسعة أشهر، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على روسيا، وواصلت تسليح وتدريب الجيش الأوكراني، وهددت بشن هجمات إلكترونية انتقامية ضد أهداف روسية، كما توقفت السفارة الأمريكية في موسكو عملياً عن إصدار التأشيرات.

خلال زيارته الأخيرة إلى كييف، أكد رئيس البنتاجون ، لويد أوستن، دعم الولايات المتحدة لإصلاح الدفاع الأوكراني ، والذي من شأنه أن يسهل أهلية البلاد للحصول على عضوية كاملة في الناتو. وهذا البيان غير المرجح أن تثير استجابة حماسية من الكرملين، حيث تقدم أوكرانيا نحو عضوية الحلف  يعتبر "سيناريو أسوأ الحالات بالنسبة لروسيا.

في الوقت الحالي، لا يزال الكرملين يأمل في أن تتخلى الولايات المتحدة عن أوكرانيا، مقابل عدم مشاركة روسيا، في احتواء الصين ، فضلاً عن تخفيف الضغط الذي تمارسه شركة غازبروم على الاتحاد الأوروبي.