رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاقتصاد ومواجهة الإرهاب.. أبرز مجالات التعاون بين مصر والمملكة المتحدة

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

تشهد العلاقات المصرية البريطانية تطور كبير وقوي في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كل المجالات، حيث شهدت الفترة الأخيرة تطورًا في مجالات الصحة والكهرباء والتعليم ومكافحة الإرهاب، وهو ما أكد عليه بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني في الاتصال الذي أجراه مع الرئيس السيسي إن المملكة المتحدة صديق قديم لمصر ونحن أكبر شريك اقتصادي لمصر و حلفاء أقوياء في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.

الكهرباء

ففي الشهر الماضي استقبل الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، جاريث بايلي السفير البريطاني الجديد لدى جمهورية مصر العربية، والوفد المرافق له، لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون.

وأشاد وزير الكهرباء، في بداية اللقاء، بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وبريطانيا في العديد من جوانب التعاون المختلفة بمختلف مجالات الكهرباء، حيث تم استعراض الإنجازات التي نجح القطاع في تحقيقها، مؤكدًا على الاهتمام الذي يوليه القطاع لنشر استخدامات الطاقات المتجددة وخفض انبعاثات الكربون.

وأكد وزير الكهرباء، على أن قطاع الكهرباء يلقى دعمًا غير مسبوق من القيادة السياسية للدولة التي وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية واعتبار تأمين الإمداد بالكهرباء مسألة أمن قومي، موضحًا أن القطاع نجح في إضافة قدرات كهربائية إلى الشبكة الكهربائية الموحدة بلغت أكثر من 28 ألف ميجاوات.

وأضاف، أن القطاع قام بعدد من الإجراءات الهامة للإستفادة من الإمكانيات الهائلة من الطاقة المتجددة وفقاً لعدد من الآليات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص، ونتيجة للإجراءات السابقة أصبح للقطاع الخاص ثقة كبيرة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى حيث تقدم عدد كبير من المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبي والمحلي للدخول في مشروعات القطاع وعلى رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.

وأكد على الاهتمام الذي توليه الحكومة المصرية، لتعظيم الإستفادة من الطاقات المتجددة فى تحلية المياه حيث تم إعداد خطة استراتيجية لتحلية المياه من مصادر الطاقة المتجددة بالتعاون بين وزارة الإسكان ووزارة الموارد المائية ، حيث تم تحديد الأرض المطلوبة مع خطة مدتها 5 سنوات تبدأ من عام 2020-2050 بهدف إنتاج حوالي 3 مليون م 3 / يوم.

وقال إن القطاع يعمل حاليًا على تحسين وتطوير شبكتى النقل والتوزيع، بما في ذلك محطات المحولات ذات الجهد الفائق ومراكز التحكم، بالإضافة إلى الشبكات الذكية لتعزيز وتقوية الشبكة الكهربائية القومية من أجل استيعاب القدرات الجديدة المضافة من الطاقة المتجددة، والحد من الفقد الكهربائي فى الشبكة وتعزيز الربط الكهربائي مع الدول المجاورة.

وفى سبيل ذلك فقد تم تنفيذ العديد من المشروعات في مجال الخطوط الهوائية ومحطات المحولات على الجهود الفائقة والعالية على مستوى الجمهورية في الفترة من 2014 تنتهي خلال العام الحالي حيث تم زيادة أطوال الشبكات جهد 500 ك.ف ما يقرب من 1,5 ضعف ما كانت عليه عام 2014، كما تم زيادة سعات محطات المحولات جهد 500 ك.ف زيادة قدرها 4 أضعاف عن وضع الشبكة عام 2014 على ذات الجهد،بالإضافة إلى ما تم إضافته من أطوال خطوط وساعات محطات محولات على باقى الجهود سواء أكان إنشاء مشروعات جديدة أو توسيع مشروعات قائمة.

وأشارِ أيضًا إلى الربط القائم مع كل من الأردن وليبيا والسودان بالإضافة إلى مشروعات الربط مع قبرص واليونان حتى تصبح مصر مركز إقليمي لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والأفريقية.

وأشاد جاريث بايلي السفير البريطاني الجديد لدى جمهورية مصر العربية، بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري من خبرات كبیرة في كافة المجالات، كما أشاد أيضًا بالإصلاحات التى نجحت مصر بصفة عامة فى تحقيقها وبالإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء المصرى فى تحقيقها خلال فترة القليلة الماضية، مؤكدًا رغبته في زيادة حجم التعاون وزيادة مساهمة الطاقات المتجددة حتى نصل إلى صفر انبعاثات.

وأشاد جاريث بايلي بكافة الجهود التي قام بها القطاع وأن بما حققته مصر في مجال مكافحة التغير المناخي أصبحت دولة رائدة في المنطقة مما يشجع على نقل تلك الخبرات إلى الدول الأخرى بالمنطقة، كما أكد أيضاً على أهمية استمرار التعاون وتبادل الرؤى خلال الفترة المقبلة وقبل عقد مؤتمر اتفاقية تغير المناخ COP 26 سعياً لتحقيق الأهداف المرجوة من المؤتمر. 

التعليم 

من جانبه شهد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الشهر الماضي أيضا مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا والمجلس الثقافي البريطاني بالقاهرة؛ بهدف إطـلاق برنامج تدريبي لتنمية المهارات الاتصالية للباحثين المصريين (Online Researcher Connect) بحضور جاريث بايلي السفير البريطاني بالقاهرة، وذلك بمقر الوزارة.

وأكد الوزير عمق العلاقات التي تربط بين مصر وبريطانيا في المجالات كافة، خاصة التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى حرص مصر على الاستفادة من الخبرات البريطانية في المجالات التعليمية والبحثية، مشيدًا بنجاح برنامج منح "نيوتن مشرفة" وغيره من البرامج العلمية كنماذج ناجحة للتعاون بين البلدين.

وأشار عبدالغفار إلى حرص الوزارة على بناء قدرات الباحثين وتعزيز مهاراتهم البحثية والاتصالية والمهنية، لافتًا إلى أهمية هذا البرنامج لتضمنه عددًا من المهارات الهامة للباحثين، والتي يحتاجونها لشق طريقهم في مجالات العلوم المختلفة وتطبيقاتها.

وأضاف الوزير أن مذكرة التفاهم تأتي في إطار التعاون المصري البريطاني في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، وهي علاقات تاريخية، تدرك حكومتا مصر والمملكة المتحدة أهميتها وتميزها، وتحرصان على زيادتها ومضاعفتها؛ بما يحقق صالح الشعبين والبلدين الصديقين.

ومن جانبه، أشاد السفير البريطاني بتوقيع مذكرة التفاهم وإطلاق البرنامج التدريبي لتنمية قدرات ومهارات الباحثين، مشيرًا إلى أن البرنامج يجري تنفيذه بالتزامن في 6 دول هى: مصر، المغرب، البرازيل، تايلاند، فيتنام، بنجلاديش، مؤكدًا أن التعليم يعد محورًا أساسيًّا في التعاون بين مصر وبريطانيا، لافتًا إلى أهمية استمرار التعاون بين البلدين في تنفيذ المشروعات العلمية والتعليمية، مشيرًا إلى حرص بلاده على دفع وتشجيع التعاون الثنائي مع مصر خلال الفترة المقبلة.

ومن جانبها، أكدت إليزابيث وايت مدير المجلس البريطاني أن هذا البرنامج التدريبي يعد أحدث برنامج في إطار الشراكة الإستراتيجية بين المجلس وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية؛ لدعم تدريب الباحثين في بداية حياتهم المهنية، مشيرة إلى حاجة الباحثين إلى المهارات الاتصالية التى تساعدهم في عرض أبحاثهم بفعالية للجمهور، مؤكدة التزام المجلس بمواصلة التعاون مع الأكاديمية لتحقيق أهداف البرنامج المنشودة.

الصحة 

كما بحثت هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، مع جاريث بايلي السفير البريطاني لدى مصر، الشهر الماضي سبل تعزيز التعاون بين البلدين في القطاع الصحي، ومواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.

وبحسب بيان للصحة صادر وقتها، تناول الاجتماع مناقشة الضوابط والاشتراطات الصحية المتبعة مع المسافرين بين مصر وبريطانيا، لمواجهة فيروس كورونا، وتيسير حركة انتقال المواطنين بين البلدين

وأضاف أنه تم أيضاً مناقشة الإجراءات الجارية بوزارة الصحة البريطانية لسرعة اعتماد شهادات تلقي اللقاح للمسافرين، والتي تحمل رمز الإستجابة السريع (QR code)، وذلك بعد رفع اسم مصر من القائمة الحمراء المتعلقة بالسفر من وإلى بريطانيا، وذلك ضمن حوالي 100 دولة تم مراجعة الإجراءات الصحية ومستجدات الوضع الوبائي بها.

وأكدت هالة زايد، استمرار العمل واتخاذ كافة الإجراءات الصحية اللازمة لتيسير حركة الانتقال بين مصر وبريطانيا، خاصة لأغراض العلاج والبعثات التعليمية، فضلاً عن تنشيط السياحة الآمنة لمواطني الدولتين.

ولفت إلى أن الوزيرة ناقشت التعاون بين مصر وبريطانيا في مجال التعليم الطبي المهني، من خلال التعاون بين وزارة الصحة والسكان، والكلية الملكية البريطانية Royal College""، لتطوير البرامج التدريبية في مختلف التخصصات الطبية واعتمادها ضمن برنامج الزمالة المصرية.

ووجهت وزيرة الصحة، الشكر للسفير والحكومة البريطانية، لدعم مصر بـ299 ألفاً و680 جرعة من لقاح فيروس كورونا المستجد، من إنتاج "أسترازينيكا"، في منتصف شهر أغسطس الماضي، في إطار عمق وترابط العلاقات بين البلدين الصديقين، مؤكدة أهمية التضامن بين الدول في التصدي لجائحة كورونا.

كما استعرض الاجتماع تجربة مصر وبريطانيا في مواجهة الجائحة، حيث أبدى السفير البريطاني حرصه على الاطلاع على استراتيجية وزارة الصحة والسكان المصرية في التصدي للجائحة والتي أدت إلى انخفاض معدل الإصابات والوفيات بالفيروس.

من جانبه، أكد السفير البريطاني لدى مصر، حرص بلاده على التعاون الدائم والمثمر مع مصر على مختلف الأصعدة والمجالات ذات الاهتمام المشترك، مشيداً باستراتيجية الدولة المصرية في مواجهة جائحة فيروس كورونا والتي ساهمت في خفض معدل الإصابات والوفيات بالفيروس.

وأشار إلى حرص بلاده على مواصلة التعاون مع مصر في القطاع الصحي وتقديم كافة سبل الدعم اللازم خاصة خلال التصدي للجائحة.

مكافحة الإرهاب 

صدرت مطلع شهر أكتوبر الجاري عدة تقارير بريطانية حذرت من خطر انتشار مراكز تنظيم الإخوان بالبلاد، وقالت إنها تعد المتهم الرئيس خلف زيادة العمليات الإرهابية إلى مؤشر غير مسبوق بين العامين، 2019 و2020.

وأوردت دراسة صادرة حديثاً عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن الحكومة البريطانية في مراجعة شاملة تُحدد من خلالها أولويات البلاد السياسية في فترة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي أنّ بريطانيا واجهت تهديداً كبيراً لمواطنيها ومصالحها من المتشددين الإسلاميين أساساً وأيضا من اليمين المتطرف والفوضويين.

وذكرت الحكومة في المراجعة أنه سيبقى الإرهاب مصدر تهديد كبير خلال العقد القادم مع وجود مجموعة أكثر تنوعا من الأسباب المادية والسياسية ومصادر جديدة لنشر التطرف ومع تطوير عمليات التخطيط"، ووعدت باتباع "نهج قوي شامل للمواجهة".

ورسمت معلومات قدمتها الدراسة خريطة للتواجد والنفوذ الإخواني في بريطانيا من خلال مجموعة من المؤسسات والمراكز، وبحسب الباحثة في المركز هيبة غربي، تمتلك جماعة الإخوان تمتلك 60 منظمة داخل بريطانيا، من بينها منظمات خيرية ومؤسسات فكرية، بل وقنوات تلفزيونية، ولازالت الجماعة تفتتح مقرات لها في المملكة المتحدة كافتتاح "مكتب الجماعة" في حي كريكلوود شمالي لندن.

ومن أبرز هذه المنظمات، "الرابطة الإسلامية" في بريطانيا التي أسسها "كمال الهلباوي" سنة والذي خرج لاحقا من تنظيم الإخوان 1997، وترأستها "رغدة التكريتي" ذات الأصول العراقية. هناك أيضاً الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية الذي أسسه "عصام يوسف" في التسعينيات يمتلك 11 فرعاً في بريطانيا و"مؤسسة قرطبة TCF" و"منظمة الإغاثة الإسلامية" في بريطانيا.

يأتي ذلك في ظل الاتصالات التي جمعت بين رئيس الوزراء بوريس جونسون مع الرئيس السيسي إلى أهمية مصر باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط فضلا عن جهودها في مجال مكافحة الإرهاب مؤكدة حرص الحكومة البريطانية على تعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال.

ومن جانبه قال بوريس جونسون إن المملكة المتحدة صديق قديم لمصر ونحن أكبر شريك اقتصادي لمصر وحلفاء أقوياء في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف وأن بريطانيا تناصر التجديد في مصر ذلك لأن الاستقرار والسلام والنمو في المنطقة يشكلون أساس الفرص والأمن للشعب البريطاني وشعوب المنطقة.

وحرص بريطانيا على التنسيق المستمر مع مصر إزاء التحديات المختلفة، لا سيما في ضوء تطورات الأوضاع بمنطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الأفريقية، وتثمين قيادة الرئيس لجهود تدعيم الأمن والاستقرار إقليميًا، الأمر الذي رسخ من دور مصر كمحور اتزان للأمن الإقليمي بأسره، خاصة من خلال النجاح في مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية.