رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إعجاز لا ينتهى.. الفراعنة يعودون إلى الأقصر فى نوفمبر

المواكب الكبرى
المواكب الكبرى

تتجه أنظار العالم إلى مدينة الأقصر، خلال الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل، لمشاهدة حفل افتتاح طريق «المواكب الكبرى» الأثرى المعروف باسم «الكباش»، المنتظر أن يكون حفلًا أسطوريًا بحضور عدد من الشخصيات المهمة على المستويين العربى والعالمى. وتواصل الجهات التنفيذية فى محافظة الأقصر استعداداتها للحدث العالمى على قدم وساق، حتى يخرج فى أفضل صورة ممكنة، بما يليق بمكانة واحدة من أشهر المدن السياحية والأثرية فى العالم، ويتوافق مع أهمية الحدث وانتظاره من قبل ملايين الأشخاص حول العالم.

الفراعنة يعودون إلى الأقصر

موكب مراكب من «الكرنك» إلى «الأقصر».. و«مارشات» على أنغام موسيقى فرعونية

قال الدكتور مصطفى الصغير، مدير معابد «الكرنك» المشرف على افتتاح «طريق الكباش»، إن الاستعدادات لتنظيم الحدث العالمى جارية على قدم وساق، ووصلت إلى «مرحلة الرتوش الأخيرة».

وكشف «الصغير» عن عدم تحديد موعد نهائى للاحتفالية، حتى الآن، نظرًا لارتباطها بافتتاح رئاسى وحضورها من قِبل عدد كبير رجال الدولة وسفراء العالم والشخصيات المهمة على مستوى العالم، لكن من المؤكد أنها ستكون فى الأيام الأولى من نوفمبر المقبل.

وبيّن أن الاحتفالية تعد إعادة إحياء لما يُعرف باسم «عيد الأوبت»، وهو أحد الأعياد الشهيرة والمهمة التى كان يحييها المصريون القدماء فى مدينة طيبة «الأقصر» إحياء للزواج بين الإله آمون والإلهة أمونت، خاصة أن «آمون» هو المعبود الأكبر فى المدينة آنذاك، ثم أصبح المعبود الأكبر لمصر كلها فى وقت لاحق.

الفراعنة يعودون إلى الأقصر

وأوضح أن «عيد الأوبت» كان يحتفل به المصريون القدماء بالتزامن مع انتهاء موسم الحصاد، وبالتالى يتم استعراض كل الخيرات المنتجة فى مصر، وسط أجواء احتفالية وكرنفالية بديعة جدًا، وهو ما سيُعاد إحياؤه مرة ثانية من خلال احتفالية طريق «المواكب الكبرى» المعروف باسم «الكباش».

ووفقًا لـ«الصغير»، فإن هذه الاحتفالية ستتضمن خروج موكب من ٣ قوارب مقدسة على أكتاف الكهنة، من معبد «الكرنك» إلى معبد الأقصر، عبر طريق «الكباش»، مع تنظيم «مارشات» عسكرية يؤديها الجنود وسط عزف للنغمات الموسيقية.

وأضاف: «الاحتفالية تتضمن كذلك خروج عدد من الأشخاص حاملين مجموعة من الشعارات الملكية مثل الكوبرا ومفتاح الحياة، وغيرهما من الرموز والعلامات الفرعونية التى لها مدلولات مميزة عند المصرى القديم، إلى جانب مشاركة عازفى الموسيقى على آلة الهارب، والطرق على الصنوج، وهى آلة موسيقية قديمة تشبه (الشخليلة)، فضلًا عن الرقصات الاستعراضية».

ونبه إلى أن التعرف على جميع تفاصيل الاحتفال بهذا العيد جاء من خلال النقوش الفرعونية الموجودة على جدران معبد الأقصر، متابعًا: «كل الطقوس التى ستنفذ خلال الاحتفالية مُصورة على جدران معبد الأقصر».

الفراعنة يعودون إلى الأقصر

وأشار إلى تنظيم «بروفات» بشكل يومى استعدادًا لخروج هذه الفقرات بالشكل الأمثل، مع تجهيز مستوى إضاءة متطور للغاية فى «طريق الكباش»، خاصة أن الاحتفالية ستتضمن تشغيل عدد من الأفلام التسجيلية التى تكشف عن أعمال التطوير فى المنطقة.

وتعهد بأن تكون احتفالية إعادة إحياء طريق المواكب الكبرى المعروف باسم «الكباش» شبيهة باحتفالية «موكب المومياوات الملكية»، التى أبهرت العالم كله عند تنظيمها بحضور الرئيس السيسى، مستدركًا: «بل ستكون أفضل بإذن الله».

الفراعنة يعودون إلى الأقصر

فتح طرق و3 ميادين ضمن الاستعدادات.. وتنفيذ استراحات ونظم إضاءة حديثة

كشف العميد طارق لطفى، رئيس الوحدة المحلية لمدينة الأقصر، عن أبرز الاستعدادات لاستضافة الحدث العالمى، مشيرًا إلى أنها تتم استعدادًا لافتتاح «طريق الكباش» والمناطق المحيطة بالمعابد الأثرية، إلى جانب التجهيز للموسم السياحى الجديد.

وقال «لطفى»، إن أبرز هذه الاستعدادات تتضمن: الانتهاء بنسبة ١٠٠٪ من إنشاء ٣ ميادين، الأول أمام بوابة مطار الأقصر الدولى، والثانى أمام النافورة بالمطار، إلى جانب ميدان «الشيخ موسى».

وأضاف: «فُتحت عدة طرق حول طريق الكباش، بداية من أمام كوبرى الكباش حتى معبد الكرنك، إلى جانب تركيب أرضيات وبلاط إنترلوك، فضلًا عن طلاء واجهات حوالى ٢٠٠٠ منزل بألوان الهوية البصرية المصرية».

وواصل: «تم تصميم جدارية متضمنة شعار الهوية البصرية الخاصة بالأقصر، باللغتين العربية والإنجليزية، مع تزيينها بالأحجار وأحواض الزهور، وإضاءتها بالأنظمة الحديثة».

الفراعنة يعودون إلى الأقصر

وأشار إلى أن الاستعدادات تتضمن أيضًا إجراء أعمال تطوير لساحة معبد الكرنك، والتى شملت إنشاء بوابة رئيسية تضم مداخل ومخارج، وتنفيذ «برجولات» خشبية وتطوير الموجود منها حتى وصل عددها لـ٨٠ «برجولة»، بالإضافة إلى إقامة أماكن للحراسة. 

واستكمل: «فى معبد الكرنك أيضًا، جارٍ إعادة تأهيل أحواض الزراعة وإضافة الأشجار المزهرة بشكل جمالى يليق بمكانة المعبد أمام زائريه، كما أنه جارٍ زراعة أشجار النخيل حول الساحة الخارجية للمعبد، وتغيير أرصفة ساحته وتزيينها، وتغيير جميع الأرضيات المتهالكة بأخرى من الخرسانة المطبوعة بالأشكال الحجرية».

 

الفراعنة يعودون إلى الأقصر

و«طريق الكباش» يعود تاريخ اكتشافه إلى عام ١٩٤٩، ويصل عمره إلى ٧ آلاف عام، وهو يربط معابد الكرنك بمعبد الأقصر مرورًا بمعبد «موت». ولهذا الطريق مخرجان، الأول من الصرح العاشر بمعبد الكرنك ثم الاتجاه مسافة ٣٠٠ متر إلى بوابة معبد «موت»، والانحراف اتجاه الغرب إلى النيل بطول ٢٢٠ مترًا، والاتجاه مرة أخرى إلى الجنوب بطول ٢ كم، وصولًا إلى معبد الأقصر، أما المخرج الثانى فمن أمام معبد «خنسو» فى الكرنك، ثم الاتجاه حوالى ٣٠٠ متر، حتى الالتقاء مع الطريق الواقع عند التقاطع الذى ينحرف فيه أمام معبد الأقصر بحوالى ٣٠٠ متر.

ويصل إجمالى أطوال الطريق لحوالى ٢٧٠٠ متر، وانتهت أعمال إضاءته وإنارته بالكامل، وتم الكشف على القواعد والتماثيل المحيطة به وعلى جانبيه، مع تركيب لوحات إرشادية، وإقامة استراحات وتخصيص عدد من الأماكن لذوى الاحتياجات الخاصة.