رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلف جابر يكتب: مشكلة بلا حل فى المعاهد الأزهرية

خلف جابر
خلف جابر

في منتصف أغسطس الماضي، كنت في زيارة لقريتي "هربشنت" بجنوب محافظة بني سويف. وهي قرية بسيطة ربما لا يعرفها شيخ الأزهر الشريف، أو قد يعرفها لسفره الدائم إلى الصعيد، ومروره عليها. لكن أهلها يعرفونه جيدًا، لتعلقهم بالتعليم الأزهري ومحبتهم له.

بعض ما عرفت من شأنها أن أهلها البسطاء يجمعون الأموال من جلد الحي، لشراء مقاعد وأثاث لفرش المعهد الأزهري الجديد.

 تساءلت: لماذا يفعلون ذلك إن كانوا لا يملكون الأموال؟ وأيضًا لماذا لا يتولى الأزهر الشريف تجهيز ابن من أبنائه، لا سيما أنه لم يشارك في بناء حجر واحد فيه، وأن من تكفلت ببنائه جمعية خيرية؛ رفعت يدها عنه مؤخرًا؟

حكى لي أحدهم أن ذلك نتاج قانون جائر ينص على ألا يستلم الأزهر أي مبنى جديد؛ إلا بعد تكفل الأهالي بشراء الأثاث والمقاعد.

لم أصدق ذلك القانون، لسببين، أولهما عدم منطقيته، وثانيهما ثقتي في سماحة الشيخ أحمد الطيب، فهو رجل لا يمكن أن يوافق على مثل هذا القانون.

اتصلت فورًا بالدكتور سلامة داود، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وشرحت له الموقف كاملًا، فنفى ذلك القانون تمامًا، وطلب مني أحضر لمكتبه بمذكرة أشرح فيها المشكلة، ليشرف هو بنفسه على حلها.

 كان ذلك الحديث يوم خميس، لا أذكر تاريخه بالتحديد، لكني ذهبت إلى مكتبه في السبت التالي مباشرة، مع بعض من أهالي القرية المشرفين على شئون المعهد الديني.

عرضنا على الشيخ سلامة مشكلات المعهد بالتفصيل، وأنه لا أثاث متوافرًا ولا مدرسين، وحتى رياض الأطفال لا توجد به عاملات.

انفعل الشيخ واتصل برئيس المنطقة ببني سويف، وطلب منه تقريرًا وافيًا عن المعهد وحل مشكلته بسرعة، لكن رئيس المنطقة أجاب بأن لديه عجزًا، ورد الشيخ سلامة بأنه لم يبلغ بذلك العجز، وأن عليه يرسل تقريرًا بالعجز والفائض في أسرع وقت.

خرجنا من مكتب الشيخ سلامة داود متفائلين، والحقيقة أن الرجل قابلنا أحسن استقبال، ووعدنا أن تحل المشكلة خلال أيام، لكن كما نقول بالبلدي "آدي وش الضيف".

من يومها، ورغم تواصلي الدائم مع الدكتور محمد كامل مدير مكتب رئيس القطاع، ومتابعته للأمر، لم تحل المشكلة، فيبدو أن القائمين على الأمر بمحافظة بني سويف، لم يعجبهم ذهابنا إلى رئيس القطاع وعرض المشكلة عليه، ومن ثمّ، لم يفعلوا أي شيء، وكأن لسان حالهم يقول: خلوا الشيخ سلامة ينفعكم - وإن كان أحد الأهالي أكد لي أن الموظفين قالوا ذلك بالفعل-.

في الحقيقة لم ينفعنا رئيس قطاع المعاهد الأزهرية. فقد اضطر الأهالي مؤخرًا -إنقاذًا للموقف وحفاظًا على الوقت- إلى جمع الأموال وشراء بعض المقاعد على حسابهم الشخصي، وإن لم يتوفر مدرسون بالمعهد حتى الآن، سوى 3 لا يسدون حاجة المعهد، وانتصر الموظفون في تطبيق قانون جائر لم يضعه شيخ الأزهر الشريف، وربما لا يعرف عنه أي شيء.