رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قتلها شريك الحياة في ليلة الحنة».. كيف ودّع المصريون «عروس القليوبية»؟

عروسة
عروسة

دقّ هاتفها مُعلنًا عن متصل.. كانت الزغاريد لم تهدأ بعد.. الابتسامات تُزين الوجوه، والبهجة زارات منزلها؛ كما لو كانت لن تُغادر أبدًا هذه الجدران التي انتظرت طويلًا زفاف الفتاة إلى فارس أحلامها.. أو هكذا ظنوا.. قادها المتصل إلى مصير خالف مسار يومها، وأهداها الزوج سلاحًا زار جسدها مدمرًا الأحشاء.. حلم فُستان أبيض؛ تحوّل إلى كفن بنفس اللون.. هُنا الدقهلية.

أتم العريس جريمته في حق من كانت تتجهز ليوم لقياه في عش الزوجية.. سكب الماء ليمحوا من يديه آثار الدماء التي سالت دون ذنب، وماتت معها فتاة أحبته؛ دون أن تعرف بأي ذنب قٌتلت.. همّ القاتل ليستكمل «ليلة الحنة»، كأن شيئًا لم يحدث، لتبتعد الشُبهات عن يداه اللتان لم تكن رائحة الدماء فارقتهما، رغم محاولاته لطمس معالم جريمته.

انتبهت أسرة «عبير» لاختفاء ابنتهم في حين كان الجميع حاضرًا للاحتفال بها.. غابت العروس فجأة بعد مكالمة هاتفية، فراحوا يبحثون عنها في كل مكان، وكان معهم العريس (ابن عمتها) الذي راح يبحث في لهفة، قبل أن يعثروا جميعًا عليها.. لكنها جثة هامدة، غارقة في دماء نزفتها من وقع طعنات زارت مناطق كثيرة في جسدها.. العروس ستُزف بعد ساعات.. لكن إلى مثواها الأخير.

أظهر العريس صدمة زائفة وأحزان وهمية، قبل أن تنجح أجهزة أمن القليوبية في كشف كواليس الجريمة بعد أن فحصت المكالمة الأخيرة التي تلقتها، ونجحت في تحديد هوية القاتل.. إنه زوج المستقبل.. كواليس الجريمة كشفت عن دوافع القاتل الذي كان مرتبطًا بعلاقة عاطفية مع أخرى، لكن والده أرغمه على الزوج من ابنة خاله (الضحية)، وهُنا؛ خطط لجريمته بالتخلص منها.. نجحت المباحث في القبض عليه، وتجري التحقيقات معه تمهيدًا لإحالته للمحاكمة لتواجهه العدالة بما اقترفته يداه.

أحزان المصريين على العروس الضحية، جعلتها حديث مواقع التواصل الاجتماعي التي اتشحت بالسواد حُزنًا على الراحلة في ليلة عُرسها، فكتب له سفيان محمود، عبر موقع التواصل «فيسبوك»:«روح منك لله فيك وفي كل واحد يكسر فرحة واحدة وأهلها.. حسبي الله ونعم الوكيل.. الله المنتقم».

حساب أطلق على نفسه «الفقير إلى الله» كتب واصفًا القاتل: «ده شخص مريض نفسي، مفيش حد عاقل يعمل كده».. بينهما اعتبرتها صاحبة حساب «زهرة الوادي» أن ما جرى يُعد علامة من علامات القيامة، بينما كتب أحمد رشدي مُعلقًا أن «البشر أصبحوا شياطين، بل أن الشيطان يخشى من الإنسان الآن من مغبة الأفعال التي نقوم بها هذه» ـ على حد وصفه.

تدفقّت التعليقات والمنشورات لتصف القاتل بأقسى العبارات، لكن أكثرها كان يوجه عليه سيلًا من الدعوات، داعين الله أن يُعاقبه كما قتل فرحة الفتاة التي أحبته، واختار جريمته في حقها ليُنهي علاقة، كان بيده أن تنتهي دون دماء.