رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عالم افتراضى» الديوان الرابع للشاعر أسامة مهران

أسامة مهران
أسامة مهران

صدر مؤخرا عن دار الأدهم للطبع والنشر ديوان "عالم أفتراضي" للشاعر أسامة مهران، ليكون الديوان الرابع للشاعر بعد غياب 45 سنة عن نشر أعماله الشعرية منذ أن أصدر ديوانه الأول “حد أدنى”.

وقد واصل الشاعر أسامة مهران سباحته ضد التيار كما وصفه أحد النقاد لالتزامه بكتابة قصيدة التفعيلة، ولم ينخرط مثل عدد كبير من أبناء جيله فى كتابة قصيدة النثر، حيث أعقب ديوانه حد أدنى  ديوان لا ينتظر الورد طويلا فى الشرفات، ثم ديوان “كائنات مجهولة النسب”.

وقال الناقد د. محمد زيدان عن ديوانه حد أدنى هو شاعر ينتمي إلى جيل السبعينيات في مصر، ولكنه كان منقطعًا عن الكتابة، يحاول أن يقدم صورة شعرية أقرب ما تكون إلى الرمز، الذي يختبر به ذاته، وصفاته بعيدًا عن مجرد التفكير في الخيال، وأول ما يلفت النظر في هذا الديوان مجموعة من أدوات الكتابة الشعرية التي تحدد قيمة النص من جهة، وقيمة ما يقدمه الشاعر من تفكير دلالي يتحد به مع الذات، أو العالم الذي يحيط به من جهة أخرى

وقال عنه الناقد الدكتور أحمد صلاح كامل عن نقد لديوانه لا ينتظر الورد طويلا فى الشرفات  أسامة مهران واحد من شعراء هذا الجيل لكنه لم ينل حظًا من الانتشار والشهرة ولم يحظ باهتمام النقاد والدارسين، ربما لأنه نأى بجانبه وأنف أن ينخرط في شلة من الشلل ذات السطوة والنفوذ الإعلامي، فلم يسلط عليه الضوء لا من قريب ولا من بعيد، والحقيقة أنه ليس وحيدًا في هذه العزلة الإجبارية أو الاختيارية ، فقد شاركه فيها كثيرون ، أسامة مهران الذي أُرغم على الاغتراب والغربة مرات ومرات ، وأجبر على مواجهة مصيره القاهر بصبر وثبات وبذاتٍ لا تستند على الآخرين، صاحب نفس عصامية تعتد بجلدها كأبطال الأساطير ، فيظلون أبطالًا وإن هُزِمُوا ، وتحتفي بهم الشمس والرياح وإن تكبدوا الخسارة تلو الأخرى لأنهم أصحاب إرادة ومبدأ وعزيمة ترفض الاستسلام والقهر ، لذلك اختزن كل أوجاعه وهمومه عبر خمسين عامًا من الرصد والتأمل والتفاعل ليحدثنا بها شعرًا في عشرينيات الألفية الثالثة عبر ديوانه " لا ينتظر الورد كثيرًا في الشرفات".

 

ومن أجواء الديوان

لمْ آَخُذ الوَقْتَ مَعِي

لمْ أَحمِلَكْ

فِيْ أضْلُعِي

لكِنَّنِي اكتَفَيْتُ أنْ أَطِيرْ

رَضِيتُ بالنِّدَاءِ

حيثُ لحظةُ الغَدِيِرْ

حيثُ قُبْلَةُ الوَدَاعِ

وانْتِكَاسَةُ المصيرْ

حيْثُ كانتِ الأيَّامُ

في خُيَلائِهَا

وفي دَمَاثَةِ الإجرامِ

في رِيعَانِهَا

كأنَّني اكتَفَيْتُ أنْ أطِيرْ

أنْ أُعانِقَ الطُّيورَ

فيْ روضَاتِهَا

وأربِطَ الأحزَانَ في خِيُوليَ

وأقْطَعَ الأرْحَامَ في خَيَاليَ

وأرتَضِي في الرِّحلةِ البَعيدة

بعصمةٍ وَحيِدة