رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإمارات تدعو إلى وقف التدخلات الإقليمية «الفجة» فى الشأن العربى

خليفة شاهين المرر
خليفة شاهين المرر

أكد وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، أن توفير بيئة مناسبة للسلام والاستقرار، خاصة في المنطقة العربية، يتطلب تنفيذ وقف شامل ودائم لإطلاق النار لاسيما في اليمن، والحفاظ عليه بشكل مستدام في ليبيا وسوريا، مع ترحيل كل القوات الأجنبية، مؤكدًا أهمية الاحترام الكامل لسيادة الدول العربية.

ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، قال المرر، في نص كلمته التي ألقاها أمام المناقشة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: «ستواصل بلادي دعمها المعهود للجهود الأممية والدولية التي تهدف لتحقيق تقدمٍ ملموس في العمليات السياسية، ونرى أن إيجاد بيئة مناسبة للسلام والاستقرار، خاصة في منطقتنا، يتطلب تنفيذ وقف شامل ودائم لإطلاق النار لاسيما في اليمن والحفاظ عليه بشكل مستدام في ليبيا وسوريا مع ترحيل كافة القوات الأجنبية».

وأضاف: «لكن جهودنا الرامية لإنهاء دائرة الصراع في المنطقة العربية لا يمكن أن تُكلل بالنجاح دون وقف التدخلات الإقليمية الفجة في الشأن العربي، خاصة في سوريا واليمن وليبيا والعراق، حيث عرقلت هذه التدخلات غير الشرعية العمليات السياسية وفاقمت الأزمات الإنسانية وقوّضت استقرار المنطقة والعالم».

وشدد قائلًا: «إننا في دولة الإمارات نعوّل على موقف دولي واضح يرفض التدخلات الإقليمية في الشأن العربي ويساند الدول العربية على تخطي كافة العراقيل أمام تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ونكرر هنا أن الاحترام الكامل لسيادة الدول العربية والتوصل لحلول سياسية شاملة، تحت رعاية الأمم المتحدة، يبقى السبيل الوحيد لإنهاء أزمات المنطقة العربية».

وتابع: «في هذا السياق، نرى أنه توجد فرصة سانحة للوصول إلى سلام دائم في اليمن، والذي لا يمكن تحقيقه إلا عبر التوصل لحل سياسي شامل يتضمن وقف لإطلاق النار لضمان تحقيق الاستقرار للشعب اليمني الشقيق والدول المحيطة، وكما شهدنا هناك مبادرات حقيقية تصب في هذا الاتجاه، آخرها مبادرة المملكة العربية السعودية الشقيقة لإنهاء الحرب في اليمن».

وأكد الوزير الإماراتي، أن نجاح هذه الجهود يتطلب إظهار إرادة والتزام من كافة الأطراف، مشيرًا إلى أن «الميليشيات الحوثية تواصل استفزازاتها وعدوانها الذي يعرقل العملية السياسية وجهود الأمم المتحدة.. ونكرر هنا على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض والالتزام به لتوحيد الصف اليمني».

وشدد على أن «دعم الاستقرار في المنطقة العربية يتطلب إنهاء الاحتلال لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ويحقق حل الدولتين.. ونكرر الدعوة لوقف بناء المستوطنات وتهجير السكان الفلسطينيين وغيرها من الممارسات غير الشرعية».

وواصل المرر: «مع مرور عامٍ على الاتفاق الإبراهيمي، نتفاءل بما شهدته المنطقة من إنشاء علاقات جديدة فتحت آفاقاً للسلام والمصالحة، نسعى عبرها إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار والاستقرار لشعوب المنطقة، خاصة للأجيال الشابة، التي تستحق أن تنظر إلى المستقبل بتفاؤل وأمل».

وفيما يخص الوضع في أفغانستان، شدد المرر على الحاجة الماسة إلى تعزيز الأمن والاستقرار في أفغانستان بما يلبي تطلعات الشعب الأفغاني لاسيما النساء والشباب ويطوي صفحات المعاناة لصالح السلام والازدهار.

واستطرد: «بينما نتابع التطورات المتسارعة في أفغانستان وما يرافقها من تداعيات أمنية وسياسية وإنسانية، تشدد دولة الإمارات على أهمية تأمين وصول المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني بما يحفظ كرامته وحقوقه».

وقال الوزير الإماراتي: «انطلاقًا من سعينا لتعزيز قيم التسامح وتقديم المساعدات الإنسانية لكافة الشعوب المحتاجة دون تمييز، تواصل بلادي دعم الجهود الإنسانية الدولية في أفغانستان وإرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة مع تسهيل جهود إجلاء الأفغان ومواطني الدول الأخرى بأمان عبر دولة الإمارات».

وشدد الوزير الإماراتي في كلمته، على أن تغير المناخ يعد من أكثر التحديات إلحاحًا، ويتطلب تكاثف الجهود الدولية، مشيرًا إلى سعي دولة الإمارات مع الشركاء إلى البحث عن الحلول واستكشاف الفرص التي يمكن من خلالها التقليل من تداعيات التغير المناخي، بما في ذلك عبر السعي لاستضافة «الدورة الـ 28 لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ».