رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ شلتوت يوضح حكم الشرع في تقيبل أيدى العلماء والوالدين

الشيخ شلتوت
الشيخ شلتوت

ورد سؤالا من مواطن داخل جروبات الفتوى على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" يقول: أرى الكثير من الطلاب يهرولون عندما يروا استاذا أو عالمًا وخاصة من علماء الدين ويقبلون أيديهم، كما يقول لي صديقي اقوم من النوم أقبل يدى أبي وأمى، فما حكم الشرع في تقبيل اليدين للعلماء والوالدين؟ وهل هو واجب؟.
من جانبه، رد الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الراحل، على هذه الفتوى في كتابه" الفتاوى.. دراسة لمشكلات المسلم في حياته اليومية والعامة" قائًلا:" إن التقبيل من العادات القديمة التي عرفها الناس وانتشرت فيما بينهم، ومنه القبيح المستجهن، ومنه الحسن المقبول، وقد اختلط على الناس بحكم التقاليد المختلفة، والأهواء النفسية، قبيحة بحسنه، ومستهجنه بمقبوله، وصرنا نرى منه ما يمقته الشرع والدين، وما تنكره المروءة، والشرف، ونرى منه ما لا بأس به في نظر الشرع وتقدير الشرف.
وأضاف شلتوت، نرى تقبيل الأرض والأقدام أمام العظماء والملوك، وأمام الشيوخ، وترى تقبيل أيدى العلماء والوالدين والطاعنين في السن، ونرى تقبيل أيدى السيدات الأجنبيات، والفتيات المراهقات، نرى كل هذا في المجتمعات وعند المقابلات، وقد أخذ عند بعض الطوائف وضع الشئ المألوف، الذي يعد تركه منكرًا أو تأخرًا.
وأشار إلى أن الواجب في هذا الشأن النظر فيما ينبغى منه أن يكون فيفعل، وما لا ينبغى أن يكون فيترك، الذي يجب أن تجعله أساسًا لذلك، هو تقدير الباعث عليه، فإن التقبيل قد يكون بقصد الخضوع وإعلان العظمة، وقد يكون بفصد إشباع الغريزة تحت ستار التحية والتعظيم، وقد يكون تلبية لعاطفة الشفقة والرحمة، وقد يكون اعترافًا بفضل، وهكذا تتنوع بواعثه.
وأوضح شيخ الأزهر، فإن كان الباعث يمقته الشرع أخذ التقبيل حكمه وكان ممقوتًا، وذلك كتقبيل الأرض أمام الملوك والعظماء وأدعياء التصوف، وقد صرح العلماء بحرمته، وقالوا: إن فاعله والراضي به آثمان، لأنه يشبه العبادة، ومن مظاهر الوثنية.

حكم تقبيل السيدات الأجنبيات

وتابع شلتوت: ومنه تقبيل الأجنبيات، سيدات كن أم فتيات في الخدود أو الأيدى فهو محرم ممقوت، وفاعله والراضي به آثمان، وإن كان الباعث عليه لا يمقته الشرع أخذ حكمه، وذلك كالتجلة والاحترام لتقى ورع، أو عالم عامل، أو حاكم عادل، تستقيم بعدله الأحوال، ويقيم حدود الله، والوالدان مقدمان على الناس جميعًا في استحسان تقبيل أيديهما.

وأكد أنه بناء على ما تقدم نحكم فى عادة التقبيل عقولنا، ولا نجاري العواطف ولا الأهواء فنزل، وهذا يستطيع تقديره كل من يعرف الكرامة، ويخشى الذلة، ولا يحتاج إلى مجهود عقلى، ولا بحث فقهى، ولا فتوى شرعية، بعد أن نعرف الحلال والحرام في التعظيم ومماسة الأجسام للأجسام.