رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من «لورانس العرب وطيور الظلام للراية البيضا وزيزينيا».. رحلة إبداع جميل راتب (صور)

الفنان القدير جميل
الفنان القدير جميل راتب

هو فنان استثنائي برحلته الغرائبية وقدراته الفنية الكبيرة التي صنع بها مسيرة سينمائية وتليفزيونية حافلة، زرع بها محبته داخل القلوب في كل بيت مصري، هو نموذج للاقتدار الفني والموهبة المغلفة بالخبرة، نموذج لا يغيب عن الأذهان حتى بعد رحيل صاحبه بثلاث سنوات.

 استطاع جميل راتب أن يسير على طريق النجومية بخطوات هادئة، ربما لم تقفز به إلى أدوار البطولة المطلقة، إلا أنها حجزت لصاحبها مكانًا وسط الكبار في الصفحات الذهبية من تاريخ السينما والمسرح والتليفزيون.

 

الفنان القدير جميل راتب

 في السطور التالية، نستعيد سيرة صاحب النموذج الفنان الكبير "جميل راتب" تزامنًا مع الذكرى الثالثة لرحيله عن دنيانا، في مثل هذا اليوم 19 سبتمبر، من عام 2018م.

ولد "جميل راتب" في نوفمبر 1926 في القاهرة، كانت خطواته الأولى في الحياة متزامنة مع أجواء مصر ما بعد ثورة 19، ما لا يعرفه الكثيرون عن  الراحل الكبير أن والدته مصرية صعيدية وليست فرنسية كما يظن البعض، وكانت ابنة شقيق هدى شعراوي، أحد رموز الوطنية المصرية.

 

منذ بداياته، عُرف جميل راتب كممثل قدير، حجز لنفسه المركز الأول ولقب أحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر أثناء دراسته، كانت البداية الفنية الحقيقية في عام 1946 بالمشاركة في بطولة فيلم "أنا الشرق" بمشاركة الفرنسية كلود جودار، والنجوم جورج أبيض، حسين رياض، توفيق الدقن، سعد أردش، بعدها سافر جميل راتب إلى فرنسا ليبدأ مشروعه الفني.

الفنان القدير جميل راتب

الرجل متعدد المواهب لم يكتف بذلك فقط، أو يتوقف عند كل التألق الذي صاحبه في مسيرته السينمائية والمسرحية، بل استطاع أن يحجز لنفسه موقعًا مميزًا داخل البيت المصري بمشاركاته التليفزيونية التي كفلت لصاحبها شعبية كبيرة على نطاق واسع، ومن أشهر أعماله التليفزيونية مسلسلات زيزينيا، ويوميات ونيس، بالإضافة إلى تجربته مع سناء جميل في مسلسل الراية البيضا في مغامراتها مع فضة المعداوي، وضمير أبلة حكمت مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

الفنان القدير جميل راتب

حصد جميل راتب مجموعة كبيرة من التكريمات في حياته، منها تكريمه من مهرجان القاهرة السينمائي عام 2005، وتكريمه في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته السابعة، وتكريمه من نقابة المهن التمثيلية عن مجمل أعماله 2015، بالإضافة إلى تكريمه من منظمة الأمم المتحدة للفنون عام 2018 خلال احتفالها السنوي بعيد الأب، وتكريمه من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الـ33 عام 2016.

الفنان القدير جميل راتب

المسيرة الحافلة لجميل راتب في السينما المصرية اقترب عدد أفلامه فيها من 70 فيلمًا، ومن أبرز محطات الفنان جميل راتب، أدواره في لورانس العرب، وكفاني يا قلب، وشعبان تحت الصفر، والساحر، والأولة في الغرام، والبريء مع الراحل الكبير أحمد زكي، والبداية، وطيور الظلام، وغيرها من الأدوار التي أثرت الأفلام السينمائية المصرية.

الفنان القدير جميل راتب

ما يختلف في المشروع الفني لجميل راتب، ويجعله مشروعًا عالميًا ليس سفره إلى فرنسا أو طبيعة ثقافته الفرانكفونية فقط، بل إن الاحترافية الشديدة المتجردة التي غلفت أداءه طوال مراحل حياته، هي التي تجعل منه أيقونة فنية مصرية حقيقية، لذلك كانت مشاركاته في الأفلام السينمائية خارج مصر، قادرة دائمًا على تحقيق النجاحات، توازيًا مع النجاح الذي يستطيع حصده مع اختياراته المميزة دائمًا على شاشة التليفزيون.