رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القلق يجتاح فيتنام بعد فرض الحكومة الإغلاق الصارم لمواجهة «كورونا»

كورونا في فيتنام
كورونا في فيتنام

 ساد القلق بين مواطني فيتنام بعدما فرضت الحكومة عليهم حظرًا صارمًا يمنعهم من الخروج من منزلهم في مدينة (هو تشي منه) الجنوبية الكبرى، كما نشرت الجيش لدعم السكان المعزولين؛ وذلك بسبب استمرار ارتفاع معدلات الإصابات والوفيات جراء "كوفيد-19".


وأفادت دورية (ذا دبلومات) المتخصصة في الشئون الآسيوية،  بأن إعلان الحكومة أدى إلى سلسلة ضخمة من عمليات الشراء من المواطنين، حيث سعى سكان البلاد لتخزين كميات كبيرة من احتياجاتهم قبل أن يدخل أمر البقاء في المنازل حيز التنفيذ.


وكانت الحكومة الفيتنامية قد أعلنت يوم الجمعة الماضية أنها ستمنع السكان في المناطق عالية الخطورة في المدينة من مغادرة منازلهم اعتبارًا من الإثنين لإبطاء تفشي متغير "دلتا" شديد العدوى، بعدما أثبتت جهود الاحتواء الناجحة التي نفذتها الدولة في العام الماضي أنها أقل فاعلية ضد السلالة الهندية المتحورة.


وطالب "فام دوك هاي" نائب رئيس هيئة فيروس كورونا بالمدينة، المواطنين البقاء في أماكنهم، والتأكد من أن كل منزل أو شركة أو مصنع بمثابة حصن مضاد للفيروس، وهي نفس مطالب رئيس الوزراء فام مينه تشينه بأن ينعزل الأشخاص عن بعضهم البعض، من منزل إلى منزل، ومن مجتمع إلى مجتمع.


وتخضع مدينة "هو تشي مينه " للإغلاق منذ أسابيع بالفعل، بما كان يشمل حظر التجمعات لأكثر من شخصين في الأماكن العامة والسماح للأشخاص بمغادرة المنزل فقط عند الضرورة مثل شراء الطعام، إلا أن كافة تلك الجهود بائت بالفشل في وقف زيادة حالات الإصابات والوفيات.


وحققت مدينة (هو تشي منه) والمقاطعات الصناعية المجاورة نصيب الأسد من الإصابات المسجلة بـ"كوفيد -19" في فيتنام حتى الآن، كما شكلت المدينة حتى الآن حوالي 80 بالمئة من إجمالي الوفيات جراء الوباء و50 بالمئة من الإصابات.


ويبدو أن الأيام التي تمت فيها الإشادة بفيتنام عالميًا لاحتوائها الفعال لكورونا قد ولت، حيث أبلغت الدولة عن 1500 إصابة بالفيروس فقط خلال عام 2020 بأكمله، إلا أنها كانت الدولة الوحيدة في جنوب شرق آسيا التي سجلت نموًا إيجابيًا في عدد الإصابات منذ بداية العام الجاري، حيث قفز العدد إلى ما يقرب من 350 ألف إصابة، في حين أنه من المرجح أن يتراجع معدل النمو الاقتصادي المستهدف البالغ 6.5 في المئة في البلاد لعام 2021 بسبب تداعيات الوباء.


ومثل بعض جيرانها، كافحت الحكومة الفيتنامية أيضًا على جبهة تلقي اللقاحات، حيث تحتل المركز الأخير بين دول جنوب شرق آسيا من حيث التطعيمات التي حصل عليها المواطنين. وقد تم تقديم جرعة واحدة على الأقل من اللقاح لـ 15 في المئة فقط من السكان، أي أقل من اثنين في المئة من التطعيمات الكاملة.


وفي حين أنه من المتوقع أن تكثف الحكومة الفيتنامية جهودها بشكل كبير خلال الأشهر القليلة القادمة وحتى نهاية العام، فإن محنة البلاد تُلخص محنة عدد من دول جنوب شرق آسيا التي نجت من العام الأول من الوباء بنجاح نسبي، ولكنها خرجت عن مسارها بعد ذلك بسبب ضراوة متغير دلتا وبطء حملات توزيع اللقاحات.