رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منير القادري: تعاليم الإسلام نجحت في خلق الجسور الواصلة بين الفرد والعالم

المركز الأورومتوسطى
المركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام

قال الدكتور منير القادري، مدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، خلال مشاركته في ليالي الوصال الصوفية التى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى، إن بناء منظومة أخلاقية في أي مجتمع يقتضي البدء أولا بإقامة نوع من السلم الداخلي بين الفرد ونفسه يجعله يشعر بانسجام مع ذاته ومع محيطه الإنساني والطبيعي، ومع تطلعاته الروحية ثم العمل على تثبيت دعائم السلم الاجتماعي في المجتمع ككل ومحيط الوطن والمحيط الإقليمي والدولي.

وأضاف أن تعاليم الإسلام نجحت في خلق الجسور الواصلة بين الفرد والعالم وبينه وبين الله وبينه وبين باقي البشر سواء كانوا موافقين له أم مخالفين، عن طريق تصور قرآني يعلي شأن السلم ويدعو إلى إشاعة أخلاق التعاون والود بين المسلمين وغيرهم المختلفين عنهم دينا ووطنا، وذلك وفقا لمبدأ أساسي قوامه أنه ما جاء في قوله تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، مؤكدا أن هذا المبدأ القرآني كفيل بالسماح بإقامة جسور من الحوار المتكافئ بقصد التفاهم ومد جسور من السماحة والتسامح والتعايش بقصد التساكن ونبذ الفرقة والخلاف والعنف والكراهية والتعصب والصدام.

وتابع: أن الحديث عن المقاصد الاخلاقية لا يستقيم الا بالحديث عن رؤيته للعالم المعاصر ومنزلة الإنسان في هذا العالم وعن الانعكاسات الممكنة لهذه الرؤية على القيم الأخلاقية والقيم الروحية  لأن مشكلة الإنسان المعاصر هو تساهله في جانب القيم الأخلاقية، مستدلا بقوله تعالى "يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم"، موضحا أن القيم الروحية ثابتة لا تتغير بتغير الزمان أو المكان ولا تتبدل بتبدل الأحوال أو الظروف، فلا يقبل من الإنسان أن يكون صادقا في بعض المواقف وفي بعضها كاذبا، كما لا يقبل منه أن يكون عادلا مع قوم وظالما لقوم آخرين.

وبين "القادري" أن التربية على القيم الروحية كقيم الإخلاص والصدق والإحساس بالمسؤولية ومساعدة المحتاج وغيرها تؤثر في تهذيب سلوك الإنسان وتقوي ثقته بنفسه وتحفظه من الأمراض النفسية، مستشهدا بالحديث النبوي الذي رواه مسلم "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وأن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا واياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما زال الرجل يكذب حتى ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".