رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أهلا بكم».. دول العالم تفتح أبوابها أمام اللاجئين الأفغان

اللاجئون الأفغان
اللاجئون الأفغان

بعد أيامٍ من سقوط أفغانستان في قبضة حركة طالبان وتدهور الأوضاع الأمنية والعسكرية بالبلاد، تفجّرت أزمة اللاجئين الأفغان الذين هرعوا للفرار من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان، فيما شهد مطار كابول تدفق أعداد هائلة من اللاجئين هربًا من حكم طالبان.

ومع احتدام الأوضاع الراهنة في أفغانستان، سارعت عدة دول عربية وغربية لإبداء استعدادها لاستضافة آلاف اللاجئين الأفغان سواء بصفة دائمة أو مؤقتة، بينما حذرت دول أخرى من تفاقم أعداد الفارين من أفغانستان وتكرار سيناريو أزمة اللاجئين السوريين، وفي السطور التالية، ترصد "الدستور" أبرز الدول التي أعلنت فتح حدودها أمام اللاجئين الأفغان واستضافة الآلاف منهم.

الولايات المتحدة

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستستقبل آلاف اللاجئين الأفغان الإضافيين، خوفًا على سلامة الأشخاص المرتبطين بها، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها ستوسع قائمة الأفغان الذين يستحقون بأن يتم استقبالهم كلاجئين، ليتجاوز عددهم 20 ألفًا تقريبًا تقدموا بطلبات حتى الآن (تم إجلاء بعضهم) بموجب برنامج مخصص للمترجمين الذين ساعدوا القوات الأمريكية. 

وتضمن بيان لوزارة الخارجية "في ضوء ارتفاع مستويات العنف الذي تمارسه طالبان، تعمل الحكومة الأمريكية على توفير فرصة لأفغانيين معينين، بمن فيهم أولئك الذين عملوا مع الولايات المتحدة، لإعادة توطينهم كلاجئين في الولايات المتحدة". 

وأضاف البيان "يوسع هذا التصنيف الفرص لإعادة توطين الولايات المتحدة بشكل دائم آلاف الأفغان وأفراد عائلاتهم المباشرين الذين قد يكونون عرضة للخطر نظرا لارتباطهم بالولايات المتحدة".

كما أكدت الخارجية الأمريكية بأن قائمة المستحقين ستشمل الأفغان الذين عملوا مع منظمات إعلامية مقرها الولايات المتحدة ومنظمات غير حكومية أو على مشاريع مدعومة بتمويل أمريكي. كما سيسمح بدخول مزيد من الأفغان الذين عملوا كمترجمين أو قاموا بأدوار أخرى داعمة لقوات التحالف الذي قادته واشنطن، ولم يستوفوا المتطلبات التي وضعت سابقا بشأن مدة خدمتهم.

بريطانيا

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن بلاده ستستقبل "على المدى الطويل" ما يصل إلى 20 ألف لاجئ أفغاني، ضمن خطة لإعادة توطينهم.

وقال جونسون في بيانٍ سابق: "نحن مدينون لجميع أولئك الذين عملوا معنا لجعل أفغانستان مكانًا أفضل على مدار السنوات العشرين الماضية، والعديد منهم، خاصة النساء، بحاجة ماسّة إلى مساعدتنا".

كما هبطت طائرة عسكرية تقل لاجئين وبريطانيين تم إجلاؤهم من أفغانستان في مطار ميدلاندز بالمملكة المتحدة يوم الأربعاء الماضي.

الإمارات

يأتي ذلك فيما أعلنت دولة الإمارات موافقتها على استضافة 5,000 من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان، وذلك قبيل توجههم إلى دول أخرى.

وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات، وبطلب من الولايات المتحدة الأمريكية ستستضيف المواطنين الأفغان بشكل مؤقت، قبل سفرهم إلى دول أخرى.

وسوف يغادر المواطنون الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى دولة الإمارات من العاصمة كابول خلال الأيام القادمة، على متن طائرات أمريكية.

البحرين

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية البحرينية، أنه انطلاقًا من مسؤولياتها الأخلاقية، تسهم إلى جانب شركائها الدوليين في دعم جهود الإغاثة في أفغانستان، وتسهيل عملية الإجلاء من خلال إتاحة المجال أمام الرحلات الجوية للاستفادة من موقع المملكة كنقطة مرور، وصولًا إلى الوجهات النهائية المقرر لها.

كندا

وفي السياق ذاته، كشفت وزارة الهجرة الكندية أن بلادها "ستدرس قبول لاجئين أفغان إضافيين نيابة عن الولايات المتحدة أو حلفاء آخرين، إذا طلب منها ذلك".

وحسب تصريحات نقلتها رويترز، قال وزير الهجرة الكندي ماركو مينديسينو: "يجب أن نبقي الباب مفتوحًا لجميع الاحتمالات"، لافتًا إلى أنه "إذا كان هناك أفغان قاموا بمساعدة شركاء الائتلاف خلال المهمة واستوفوا أيضًا معايير برنامجنا لإعادة التوطين لأسباب إنسانية فأعتقد أنه يجب أن نكون مستعدين للنظر في مثل هذا الترتيب".

أوغندا

بدورها، أعلنت أوغندا موافقتها على استقبال 2000 لاجئ من أفغانستان بشكل مؤقت بناء على طلب من الولايات المتحدة بعد فرارهم إثر استيلاء حركة "طالبان" على السلطة في بلادهم.

وقالت إستر أنياكون دافينيا، وزيرة الدولة للإغاثة ومواجهة الكوارث واللاجئين في أوغندا، لوكالة "رويترز": "قدمت الحكومة الأمريكية الطلب أمس إلى الرئيس يويري موسيفيني وأعطاهم الموافقة على استقدام 2000 لاجئ "أفغاني" إلى أوغندا".

وأضافت: "سيبقون هنا مؤقتًا لثلاثة أشهر قبل أن تعيد الحكومة الأمريكية توطينهم في مكان آخر".

النمسا

وفي النمسا، أعلن وزير الداخلية، كارل نيهمر، أن بلاده ستقترح على مجلس وزراء الداخلية في الاتحاد الأوروبي، إنشاء مراكز لاستقبال اللاجئين في الدول المجاورة لأفغانستان، فيما طالب المفوض الاقتصادي بالاتحاد الأوروبي، باولو جينتيلوني، أوروبا بإنشاء "ممرات إنسانية لاستقبال اللاجئين الفارين من أفغانستان" لتجنب التدفقات غير المنضبطة.

دول البلقان

يأتي ذلك فيما وافقت ثلاث دول في غرب البلقان، ألبانيا وكوسوفو ومقدونيا الشمالية، على طلب أمريكي لاستضافة اللاجئين الأفغان مؤقتًا في انتظار تأشيرات الولايات المتحدة، عقب دخول طالبان العاصمة الأفغانية كابول.

وأكد رئيس كوسوفو فيوزا عثماني، أن بلاده ستوفر مأوى مؤقتًا للاجئين الأفغان الذين ينتظرون تأشيرات دخول الولايات المتحدة، قائلا: "من دون أي تردد أو أي شرط، وافقت على مثل هذه العملية الإنسانية".

وأضاف عثماني أنه سيتعين على جميع المواطنين الأفغان اجتياز تقييم أمني أمريكي كامل، لأنهم سيبقون في كوسوفو مؤقتًا فقط حتى يتم تسوية وثائق تأشيرة الهجرة الأمريكية.

في السياق ذاته، أكد مسئولون من ألبانيا ومقدونيا الشمالية، أن البلدين مستعدان للعمل كدول عبور لعدد معين من المهاجرين السياسيين الأفغان، الذين ستكون وجهتهم النهائية هي الولايات المتحدة.

تحذير ألماني

بدورها، حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من تفجر أزمة هجرة جديدة، مشددة على أن ألمانيا والدول الأخرى يجب أن تقدم الدعم للبلدان التي ستستضيف الأفغان الفارين من بلادهم بعد سيطرة "طالبان" عليها.

ودعت ميركل، في مؤتمر صحفي سابق، إلى بحث إمكانية إقامة اللاجئين من أفغانستان في دول مجاورة قبل مناقشة إيوائهم في أراضي الاتحاد الأوروبي.