رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جحيم تيجراي.. المأساة ضمن قائمة أسوأ أزمات إنسانية واجهتها إفريقيا

تيجراي
تيجراي

تعيش منطقة تيجراي في إثيوبيا جحيما لا يطاق حسبما أفاد مراقبون وموظفون عايشوا الانتهاكات التي يتعرض لها سكان الإقليم، فضلا عن المجاعة التي يعانون منها.

الصراع في تيجراي آخذ في الاتساع

ووفقا لموقع فاتيكان نيوز الإيطالي فإن الصراع في تيجراي آخذ في الاتساع، وتزداد الأزمة الإنسانية في الإقليم حيث أن جزءًا بسيطًا فقط من المساعدات الإنسانية اللازمة لتلبية الاحتياجات المتزايدة يصل إلى السكان، مضيفا أن الوضع لا يزال غير قابل للتنبؤ به ومتقلب وسط تأكيد تقارير عن تزايد سوء التغذية وظهور خطر ندرة المياه.

وأشار التقرير إلى أن الصراع يدخل مرحلة أكثر صعوبة، حيث قال مصدر محلي لوكالة أنباء الفاتيكان "فيدس" إن إثيوبيا في المرحلة الأكثر دراماتيكية في تاريخها الحديث.

ضمن قائمة اسوأ أزمات إنسانية في أفريقيا 2021

ومن جهتها، وضعت منظمة "جلوبال سيتيزن" ومقرها الرئيسي نيويورك، منطقة تيجراي ضمن قائمة أسوأ أزمات إنسانية واجهتها أفريقيا في عام 2021 والتي تعاني دمارًا بيئيًا أدى إلى النزوح وزيادة الفقر والجوع، والصراعات التي أثرت على سلامة وأمن شعبها.

وقال تقرير للمنظمة نشرته على موقعها الإلكتروني أن تيجراي تعيش في مجاعة حيث استمر الصراع منذ عام 2020، وأثر سلبًا على حياة مليوني شخص على الأقل، وساءت الأمور في يونيو 2021، عندما وقعت المنطقة رسميًا في مجاعة مع تفاقم انعدام الأمن الغذائي.

ولفتت المنظمة إلى تصريحات مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الذي قال فيها أن "عدد الأشخاص الذين يعانون من المجاعة في تيجراي أعلى من أي مكان في العالم"

كما حذر لوكوك من أن الوضع قد يزداد سوءًا، خاصة وأن الصراع شكل حاجزًا بين وكالات الإغاثة والمحتاجين.

الطعام نفذ بالفعل في اثنتين من منظمات الإغاثة الهامة

وفي السياق، قالت الأمم المتحدة في تصريحات لشبكة بي بي سي البريطانية إن أكثر من 100 شاحنة مساعدات عالقة ولا تستطيع الدخول إلى تيجراي.

وأضاف متحدث باسم الأمم المتحدة لم يكشف عن هويته للشبكة إن هناك حاجة لحوالي 100 شاحنة مساعدات في تيجراي كل يوم. 

وقال سافيانو أبرو، المتحدث باسم مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة، "نفد الطعام بالفعل في اثنتين من منظمات الإغاثة الهامة".

وأضاف "بدون مساعدات غذائية عاجلة سيكون هناك تهديد وشيك على حياة أكثر من 400 ألف شخص في تيجراي يعيشون بالفعل في ظروف شبيهة بالمجاعة، وقد ينزلق أكثر من 1.8 مليون شخص في مستويات طارئة من الجوع إلى المجاعة".

ووفقا للشبكة فقد أصبحت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور، أول مسؤول دبلوماسي أمريكي كبير يلقي باللوم على الحكومة الإثيوبية لعرقلتها دخول الامدادات الإنسانية إلأى تيجراي

وكانت قد ألقت وكالة التنمية الدولية الأمريكية باللوم على الحكومة الإثيوبية في نقص المساعدات الإنسانية في منطقة تيجراي التي مزقتها الصراعات في البلاد.

واتهمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الحكومة الإثيوبية "بعرقلة" الوصول إلى تيجراي، حيث حذرت من نفاد المساعدات الغذائية هذا الأسبوع للمرة الأولى.

ودعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الحكومة الإثيوبية إلى "السماح على الفور بمرور المساعدات الإنسانية".

وبعد تصريحات باور، توالت التصريحات الأمريكية، حيث دعت ليندا توماس جرينفيلد، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، مساء الجمعة، إثيوبيا إلى التوقف فورا عن إعاقة وصول المساعدات إلى تيجراي.

وقالت في تغريدة نشرتها على حسابها بموقع التدوين القصير "تويتر"، إنه يجب على الحكومة الإثيوبية أن تتوقف على الفور عن إعاقة وصول المساعدات الغذائية إلى تيجراي.

وحذرت من أن مئات الآلاف من الأشخاص يواجهون المجاعة، مضيفة أنه يجب أن توافق جميع أطراف هذا الصراع على وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض دون شروط مسبقة لتخفيف المعاناة عن الإقليم.

لاجئون إثيوبيون: لا يمكننا العودة والحكومة الحالية قائمة

تأتي التصريحات الأمريكية ومخاوفها بشأن المجاعة الوشيكة في الإقليم، وسط هروب عدد من أقلية الكيمانت من تيجراي إلى السودان المجاور بعد رفضهم مشاركة قوات الحكومة الإثيوبية في حربها ضد جبهة تحرير تيجراي.

وقالت اللاجئة إميبيت ديموز -20 عاما- التي فرت من تيجراي الشهر الماضي، ان الانتهاكات تتواصل ما بين قتل وحرق منازل مضيفة انهم لم يتمكنوا من أخذ الجثث ودفنها.

وأضافت أن مقاتلو الأمهرة المدعومون من الحكومة أرادوا إخراج إقلية الكيمانت من إراضيهم، مضيفة "لا يمكننا العودة. كيف يمكن أن نعود وهذه الحكومة لا تزال قائمة؟"، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط.

فيما كشف اللاجئ الكيمانتي بالاتا جوشي أن الأمهرة المتحالفين مع الحكومة الإثيوبية أرادوا من إقلية الكيمانت الوقوف إلى جانبهم في الصراع ضد تيجراي ولكن بعد الرفض بدأ في عمليات القتل.

وأجبرت الاشتباكات بين الأمهرة والكيمانت آلاف الأشخاص على الفرار في أبريل الماضي، بحسب وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.