رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطلة في مجالها.. قصّة فتاة مصرية تُساعد الأجانب على قيادة السيارات

ماهيتاب محمد
ماهيتاب محمد

تجلس على الكرسي وتتحكّم بعصى "الدركسيون"، تقود السيارة وتنطلق بسرعة هائلة وكأنَّها تُجيد القيادة منذُ الطفولة، لديها مواهب متعددة وإمكانيات جيدة في تصليح السيارات، والتحكّم والسيطرة على كل آليات السرعة ومحركات العمل، تمشي على الطريق بسياراتها، وكأنَّها فراشة تتطاير في السماء، وحمامة تخشى التحلّيق بين هواء شديدة السُرعة، تتمايل يمينًا وشمالاً ولا تخشى الاصطدام، مُتمكّنة ولديها ثبات قاتل؛ فهي الفتاة التي تعشق السرعة، والسِباق لا يكون مجرد تفكير بالنسبة لها، ورغم زحام المدينة الملقبة بعروس البحر المتوسط، لكنَّها تستطيع وتحاول دائمًا، تعشق القيادة وتُحبّ تعليمها للآخرين. 

ماهيتاب محمد أو "ماهي" كما تحب أن يناديها العالم، أو" فين ديزل" كما يناديها البعض، صاحبة الأيدي الناعمة والعقل المتميز، حوّلت مجرد حلم لقيادة السيارات، لعمل وأصبحت أولى الفتيات التي تُعلِّم القيادة للسيدات والرجال، والأجانب أيضًا.

2
ماهيتاب محمد

قيادة الفتيات

عندما سُئلت عن: "هل الفتيات لا يُجدن القيادة.. بالفعل"؟، أجابت بـ"ليس الكل"، وشرحت ذلك: بالفعل توجد فئة عُظمى من الفتيات التي لا تُجدن القيادة، ولكن هناك من تُجدن القيادة، ولهُن فيها مواقف عديدة، ولكن ما يهُمّنِّ في الأمر، هي تلك المفاهيم أو الاعتقادات التي يطلقها الرجال على السيدات ووصفهم بأنّهنَّ لا يُجدن القيادة.

لكنَّها أيضًا تعترف أنَّ هناك فتيات غير قادرات على القيادة والأغلب لا يجيدنها بشكل عام، لكن هناك من يُجدن التحكّم والسير بطريقة مُبدعة وثقة فائقة.

بلهجة أولاد الإسكندرية، ورقّة كلامهنَّ، وأسلوبهنّ البسيط، تتحدّث "ماهي" عن نفسها، وكأنَّها لا شيء، مُعتقدة بذلك أنَّ مسيرتها خلال السنوات السابقة ليست طويلة، وأنَّ العِلم لا زال يُدرّس، لطالما تبحث الفتاة عن نجاحات أخرى؛ فهي بالتأكيد لم تفعل أشياء حتى الآن - رغم نجاحها بالتأكيد - وإثبات قدرتها على القيادة مثل الرجال بل وأفضل.

عانت الفتاة في بداية أمرها، وواجهت أزمات عديدة خلال تعلُّمها القيادة.. وقعت ثُمَّ صلبت، اصطدمت ثُمَّ فاقت، تخبّطت في بداية أمرها، لكنَّ الحياة وقسوتها قوّوها وجعلوها تلك الفتاة الشرسة التي لا تغضب ولا تيأس، لكنَّها تثور من أجل طموحاتها.

3
ماهيتاب محمد

بداية الرحلة

 

عندما تخرّجت "ماهي" من قسم المحاسبة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، كان حلمها الأوّل تعلُّم القيادة وتعليمها للآخرين، لِما ولا وهي الفتاة المجنونة التي تعاني من هوس السيارات وقيادتها على الطُرقات السريعة.

سَعت للبحث عن من يُعلِّمها القيادة، وكان الأب هو ملجأها الوحيد والأول، تعلّمت منه للمرة الأولى، ثُمَّ تجرّأت واعتمدت على ثقتها في المرّة الثانية، حتى أصبحت مدربة متخصصة في تعليم القيادة للسيدات أو الرجال، وامتدت طاقتها إلى تصليح السيارات، كما تُحب هي.

تقول "ماهي" إنَّ طفولتها كانت تبحث عن رغبتها الأولى وهي تعلّم القيادة واجتياز قدرتها الصعبة، رغم خوفها الشديد عندما تُشاهد الحوادث وأشلّاء الجُثث الملقاة على الطُرقات لكنها تجرأت حين قادت السيارة لأول مرة بصحبة أبيها، ومن هنا بدأت تخطى فكرة الخوف والقلق.

تعليم الأجانب

 

بالفعل هُناك فتيات كثيرات تُعلّمن القيادة للآخرين في مصر، ولكن فتيات تُعلّمن الأجانب، والأجانب يبحثون عنها في كُل مكان؛ فهذا هو الإنجاز والجديد الذي نُبرزه في موضوعنا الآتي. 

فَلَم تعتمد الفتاة على تدريب وتعليم المصريين فقط، بل ذاع صيتها بين المحافظة المُلقبة بعروس البحر، وبدأ اسمها في الانتشار بين الجميع، خصوصًا الأجانب الذين لا زالوا يأتون من كل محافظات مصر، يتعلّمون القيادة منها وينقلون خبراتها للآخرين.

بدأ الأجانب يترددون عليها من كل مكان رغبةً منهم في تعلّم قيادة السيارات، فجاءَ إليها الروسيين والأمريكيين، يتعلمون القيادة بطموحات أجنبية وإرادة مصرية، فضلاً عن العرب من العراق وسوريا والجزائر، الذين تعلّموا قواعد القيادة من فتاة الإسكندرية المُلقبة بـ"فين ديزل".

4
ماهيتاب محمد

أدواتها في التعليم

 

تلعب الفتاة على مشاعر المُبتدئين، وذلك لأنَّ سواقة السيارات تعتمد على مدى مشاعر الإنسان الإيجابية، حسب قولها، مشيرة إلى أنَّ الشعور السلبي يسقط عدد كبير من الذين يريدون تعلم القيادة، لذلك تلعب على زيادة الرغبة والجرأة لدى القادرين.

تسعى فتاة الإسكندرية إلى النجاحات والطموحات التي لا تزل تلعب دورًا مهمًّا في تحقيقها، وتتمنّى مُساعدة الآخرين، خصوصًا كبار السنّ الذين يُعانون، والفتيات غير القادرات، وكُلّ من يحبّون القيادة ويخافون تعلُّمها لأسباب خفيّة.. فهي تُريد المزيد في موسوعة عالمها الخاص.