رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطران اللاتين في احتفالات اليوم: المغفرة تجعل العالم أكثر إنسانية

مطران اللاتين بمصر
مطران اللاتين بمصر

يترأس الأنبا كلاوديو لوراتي، مطران الكنيسة اللاتينية بمصر، احتفالات الكنيسة على مدار اليوم بحلول الخميس التاسع عشر من زمن السنة، واحتفالات تذكار القدّيسة حنّة فرنسيسكا دي شنتال الراهبة.

وكانت حنّة فرنسيسكان ابنة أحد القضاة، وقد تزوّجت من بارون شانتال حين أصبحت في العشرين من العمر. أنجب الزوجان أربعة أولاد، وعاشت العائلة ثماني سنوات من السعادة الفائقة. لكّن الوضع انقلب رأسًا على عقب نتيجة حادث صيد مؤسف (سنة 1600). أُصيب البارون بجروح خطيرة، وتوفِّي بتقوى بعد أيّام قليلة.

كانت حنّة فرنسيسكان في الثمانية والعشرين من العمر؛ وسط حزنها الكبير، اتّكلت بشكل كامل على لله. حينها، وضع الربّ فرانسوا دو سال على دربها. ومنذ ذلك الوقت، وضعت نفسها بتصرّفه. في العام 1610، حان وقت الوداع البطولي من السيّدة دو شانتال لوالدها وأولادها.

 أصبحت مؤسِّسة رهبانيّة "زيارة العذراء"، وهي جمعيّة كانت تركّز على التأمّل وعلى خدمة المرضى. بعد ذلك، بدأت الرحلات المتكرِّرة إلى كلّ أنحاء فرنسا لتأسيس المراكز. تُوفِّيت القدّيسة المؤسِّسة في مولان في 13 اغسطس 1641.

وتقرأ الكنيسة اللاتينية عدة قراءات على مدار اليوم ولعل أبرزها سفر يشوع 17-13.11.10، سفر المزامير 6-5.4-3.2-1:(113، إنجيل القدّيس متّى 1:19.35-21:18.

ويلقي المطران عظة اليوم المستوحاة من الفصل 7، الفقرة 14 من الرسالة العامّة "الغنى بالمراحم"  للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما.

وتأتي العظة تحت شعار «أَفما كانَ يجِبُ عليكَ أَنتَ أَيضاً أَن تَرحَمَ صاحِبَكَ كما رحِمتُكَ أَنا؟»، لتقول:"إن كان البابا – القدّيس – بولس السادس قد أشار في عدّة مناسبات إلى أنّ "حضارة المحبّة" هي هدفٌ يجب أن توجّه إليه كلّ الجهود في الحقل الاجتماعي والثقافي وفي القطاع الاقتصادي والسياسي، فتجدر الإضافة أنّه يستحيل بلوغ هذا الهدف ما دمنا نقرّ في تفكيرنا وأعمالنا، التي تتناول قطاعات واسعة صعبة في الحياة المشتركة، مبدأ "العين بالعين، والسنّ بالسنّ"، ولا نسعى إلى تحويره وإكماله بروح مغايرة.

وتضيف:"ومن الثابت أنّ المجمع الفاتيكاني الثاني يقودنا في هذه الطريق، عندما يشدّد، المرّة تلو المرّة، على ضرورة جعل العالم "أكثر إنسانيّة"، ويعتمد على الكنيسة اليوم للقيام بهذا الواجب. ولن يصبح عالم الناس "أكثر إنسانيّة"، إلاّ إذا أدخلنا فيما للعلاقات الاجتماعيّة بين الناس من نطاق متعدّد الأشكال، بالإضافة إلى العدالة، هذه "المحبّة الرحيمة" التي تشكّل رسالة الإنجيل المسيحانيّة.

وتكمل: "ولا يمكن لعالم الناس أن يصبح "أكثر إنسانيّة" إلاّ إذا فسحنا في المكان والزمان – في جميع العلاقات المتبادلة التي تكوّن وجهه الأدبي – للمغفرة التي لا بدّ منها وفقًا للإنجيل. ويشهد الصفح على أنّ المحبّة في العالم أقوى من الخطيئة. وفضلاً عن ذلك، إنّ المغفرة شرط هام للمصالحة ليس فقط في العلاقة بين الله والإنسان، بل أيضًا في العلاقات المتبادلة بين الناس. وإنّ عالمًا تنتفي منه المسامحة يصبح عالم عدالة باردة جافّة يسعى كلّ بموجبها إلى المحافظة على حقوقه في وجه سائر الناس".