رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليست الأولى.. حريق بمركب الزمالك يثير التساؤلات حول عوامل أمان الأنشطة السياحية

حريق بمركب الزمالك
حريق بمركب الزمالك

تسبب حريق باخرة نيلية، أول أمس، بمنطقة بمنطقة كورنيش الزمالك وسط القاهرة- في إثارة الكثير من التساؤلات حول عوامل الأمن والسلامة لمثل هذه المنشآت، خاصة وأنها الحالة الثانية لاندلاع حريق في باخرة نيلية في غضون أشهر قليلة، وهو يسلط الضوء على أهمية وجود خطة لتقليل حجم الخسائر وقت وقوع الكارثة.

في هذا الإطار يقول الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية بكلية الإدارة بالجامعة الدولية للعلوم، وخبير استشاري لشؤون البلديات الدولية، إن “المسؤولية تقع في الأول على الوزارات المعنية بالتفتيش، والتأكد من وجود كافة عوامل الأمان بهذه المطاعم النيلية، ثم تأتي على أصحاب هذه الأماكن؛ لعدم توافر شروط السلامة حفاظاً على المنشأة وحفاظاً على العاملين بها“.

وتابع عرفة أن المسئول عن المراكب هم المحافظون وما يتبعهم من رؤساء الإدارات المحلية، وذلك طبقا لقانون الإدارة المحلية رقم 43 لسنة 1979م، حيث تنص المادة رقم 26 على أن المحافظ يعتبر ممثلًا للسلطة التنفيذية بالمحافظة، ويشرف على تنفيذ السياسة العامة للدولة، كما يحق للمحافظ اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بحماية أملاك الدولة العامة والخاصة، وإزالة ما يقع عليها من تعدي أو ما تمثله من خطر على الأرواح.

عوامل السلامة في المنشآت السياحية.. وخطط تقليل حجم الخسائر

وعن عوامل السلامة المفروض توافرها في جميع المنشآت السياحية، يقول إن “التفتيش والفحص الدوري على أماكن العمل، وإجراء الصيانة اللازمة من أهم عوامل الأمان الواجب توافرها، كما يتم تركيب نظام إطفاء ذاتي في حال نشوب حريق، ووضع عدد من طفايات الحريق بأكثر من مكان بالمبنى، ووضع إرشادات للسلامة الأمنية، والالتزام بها للحد من خطر نشوب الحرائق”.

ويشير استشاري شؤون البلديات الدولية، إلى ضرورة تركيب نظام الإنذار الاتوماتيكي في المباني، وهي من العوامل الواجب توافرها في الأماكن التي تتزايد احتمالات حدوث الحرائق بها، وما قد تنجم عنه من خسائر.

ولفت خبير التنمية المحلية إلى أن كل هذه العوامل تساهم بشكل كبير في تقليل حجم الخسائر التي قد تنتج عن الحرائق؛ حيث تعمل أجهزة الإنذار الاتوماتيكية حال وقوع حريق على اختصار الفترة الزمنية الواقعة بين لحظة وقوع الحريق ولحظة اكتشافه، ما يفسح المجال أمام سرعة التدخل وفعالية عمليات المكافحة والسيطرة على الحريق، وبالتالي تقليل حجم الخسائر الناجمة عنه.

وطالب عرفة بضرورة  مراجعة رخص المراكب النيلية والمعديات و المطاعم  وقائديها، التأكد من وجود وسائل الأمان، مع تحديد خط سير محدد وسرعة وحمولة محددتين؛ خاصة في ظل وجود  العديد من المراسي النيلية تم إنشاؤها بطرق عشوائية.

أهم مسببات الحرائق

يذكر أن أهم المسببات الرئيسية للحريق  وفق جهاز التعبئة العامة والإحصاء هى النيران الناتجة عن إلقاء جسم مشتعل (أعقاب السجائر- أعواد كبريت- مادة مشتعلة- شماريخ.. الخ) بنسبة 56.5%، والماس الكهربائى والشرر الاحتكاكى بنسبة 21%، مواقد وأفران والغلايات بنسبة 7.7%، الاشتعال الذاتى بنسبة 7.4%، حرائق غازات 6.6% وفى المرتبة الأخيرة الحرائق البترولية والسوائل الملتهبة بنسبة 0.8 % من إجمالي مسببات الحريق.
كما أوضح التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد حوادث الحريق على مستوى الجمهورية 37583 حادثة في عام 2015، بينما كانت 34828 حادثة عام 2014 بنسبة زيادة قدرها 7.9%.

المطاعم النيلية تفتقد لشروط السلامة

في ذات السياق يقول مهندس محمد كمال، خبير السلامة المهنية، إن “الكثير من المطاعم النيلية تفتقد لأقل شروط السلامة والأمن الصناعي، وهو السبب في وقوع العديد من الحرائق بعدد منها خلال الفترة الماضية، كما سبقه غرق كامل لصالة ألعاب رياضية؛ وهو ما ينذر بكوارث مستقبلية لقرابة 2 مليون منشأة على مستوى الجمهورية”.

وأكد أن مصطلح الأمن والسلامة المهنية يهدف في الأصل لحماية الإنسان وبيئة العمل من معدات وأجهزة من مخاطر التلف أو الحرائق، لذا- فإن تطبيقها أمر ضروري وحتمي مع ضرورة تفعيل دور الرقابة على عمل هذه العوامل بكفاءة عالية.

وأوضح أنه في الكثير من الأماكن التي تتعرض لمثل هذه الحرائق والغرق تكشف تحقيقات النيابة أن أجهزة الإنذار المبكر معطلة، وكذلك أجهزة الإطفاء التلقائية لا تعمل فتحدث الكارثة. 

وتابع خبير الأمن والسلامة، أنه في عام ١٩٩٧ تم  تطبيق كود الحرائق، والذي يستوجب تطبيق اشتراطات أمان من حيث أحمال الكهرباء، ولكن الأغلبية من المنشأت غير آمنة من الحرائق، فهناك منشأت لديها أحمال كهرباء  عالية لا تتوافق مع طاقة الكابلات، مما يعرضها للماس الكهربائي وانصهار التوصيلات بسهولة شديدة.

وأشار إلى أن أغلب المنشآت تفتقد نظم الوقاية من الحرائق، والتأمين والإطفاء الذاتي، مضيفًا: “وهو النظام المرتبط بنوعية النشاط، فهناك أنظمة إطفاء بالغازات لإطفاء حرائق البترول، ونظام الماء لإطفاء الخشب والمنسوجات“.