رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

3 مواقف غريبة لأول رئيس تونسي الحبيب بورقيبة

بورقيبة
بورقيبة

كان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة صاحب العديد من المواقف التي تسبب بعضها في صناعة أزمات بينه وبين الدول العربية، ومنها مصر في أكثر من موقف مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إضافة إلى تسببه في حالة غضب بين صفوف منظمة التحرير الفلسطينية ووصل الأمر إلى مطالبات عربية بوقف عضوية تونس في جامعة الدول العربية.

خلافه مع عبدالناصر

قاد الحبيب بورقيبة صراع كبير ضد الاحتلال الفرنسي في تونس، فقد ولد بورقيبة في 3 أغسطس من العام 1903، وبدأ حياته السياسية في العام 1930 بعد عودته من باريس والتي درس فيها العلوم السياسية والحقوق، وتم اعتقاله من قبل القوات الفرنسية في الأربعينات ومطلع الخمسينات، وتم نفيه خارج البلاد ثم عاد مرة أخرى واستطاع قيادة النضال ضد الاحتلال الفرنسي، واستقلت تونس.

وفي يوليو من العام 1957 ألغى بورقيبة الملكية وتم خلع الملك محمد الأمين وتم اختياره أول رئيس للجمهورية التونسية، ولم يمض وقت طويل حتى حدثت المشكلة الأولي بين بورقيبة ومصر، فقد اتهم بورقيبة جمال عبدالناصر أنه يدعم غريمة في ذلك الوقت صالح بن يوسف الذي كان يتمتع بحق اللجوء السياسي في القاهرة، وإضافة إلى ذلك تعلل أن بعض الصحف المصرية تصف جمال عبدالناصر بالعملاق ونظرًا لأن بورقيبة كان قصير القامة اعتبر ذلك تلميح ضده فقرر قطع العلاقات مع مصر في اكتوبر من العام 1958.

محاولة الظهور أعلى من عبدالناصر وبن بلة

كمحاولة لعودة العلاقات بين مصر وتونس لطبيعتها وفي العام 1963، دعا الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة جمال عبدالناصر رئيس مصر وأحمد بن بلة الرئيس الجزائري وولي عهد ليبيا الأمير حسن لارضا وملك المغرب الحسن الثاني وغيرهم من الشخصيات، لحضور العيد الأول لجلاء آخر جندي أجنبي عن بنزرت، وبالفعل حضر الضيوف الاحتفال الكبير الذي أقامه بورقيبة وخرجت الجماهير تستقبل جمال عبدالناصر وأحمد بن بلة بالتحديد وسط هتافات كبيرة لهما لشعور الشعب التونسي بتقارب الأوضاع فيما بين الدول الثلاث، إلا أن بورقيبة شعر بضرورة أن يظهر بصورة أفضل أمام شعبة فحرص على أن تكون الصور التذكارية في السيارة التي تقل جمال عبدالناصر وأحمد بن بلة، وكان يتوسطهما وحرص على وضع مقعد صغير بالسيارة ليجعله يبدو أطول من عبدالناصر وبن بلة أمام الشعب التونسي.

خطاب الأزمة في أريحا

لم يدم التقارب المصري التونسي بعد ذلك اليوم لأكثر من عامين فقد تسببت تصريحات بورقيبة في أزمة دبلوماسية كبيرة بينه وبين مصر وفلسطين، فقد ذهب إلى زيارة الداخل الفلسطيني في العام 1965 في منطقة أريحا وقال ضمن خطابه: "لو رفضنا في تونس، عام 1954، الحكم الذاتي، باعتباره حلاً منقوصاً، لبقيت البلاد التونسية، إلى يومنا هذا، تحت الحكم الفرنسي المباشر، وظلت مستعمرة، تحكمها باريس"، وهو الخطاب الذي تسبب في أزمة واًصدرت منظمة التحرير الفلسطينية بيان نشر في جريدة الأهرام في أبريل من العام نفسه أدانت في تصريحات بورقيبة ووصفتها ودعا أحمد الشقيري رئيس المنظمة في ذلك الوقت لفصل تونس من الجامعة العربية، وقرر البرلمان المصري في ذلك الوقت سحب السفير من تونس.