رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فان جوخ.. الفنان الذي رفضه الجميع وأحبه ثيودر

فان جوخ
فان جوخ

ولد فينسنت فان جوخ في زندرت بهولندا في 30 مارس 1853، ورحل فان جوخ في مثل هذا اليوم الـ29 من يوليو 1890.

تشير سيرة فان جوخ إلى أن ولادته جاءت بعد سنة واحدة من اليوم الذي ولدت فيه أمه طفلاً ميتاً، سمى بفينسنت، لقد كان هناك توقع كبير لحدوث صدمة نفسية لفينسنت فان غوخ لاحقاً كنتيجة لكونه "بديل طفل" وسيكون له أخ ميت بنفس الاسم وتاريخ الولادة، هذا ما حدث تماما فيما بعد مع الفنان الأسباني سلفادور دالي.

ويعد فان جوخ من رواد المدرستين الانطباعية والوحشية، توجد أهم أعماله في متحف "أورساي" بباريس، ومتحف "فان جوخ" الوطني في أمستردام، فضلاً عن متحف "اللوفر أبوظبي".

وفان جوخ الذي هجر بلاده في سن الـ20 كان دائم الشعور بكونه شخص مرفوض بدءا من العائلة وصولا إلى اوروسولا تلك الفتاة التي أحبها  وهى التي شكلت أول صدمة حقيقية عاشها فان جوخ، ما جعل شعور الرفض يتنامي ويكبر داخله، الشعور بأنك مرفوض يدفع لاختيار العزلة.

 في 1876، أراد فان جوخ يبعد عن مجال العمل بالتجارة أراد أن يكون قسا مثل والده، لكن طلبه رفض من قبل العائلة والذي جعله ينقلب ويذهب في طريقه فألتحق بكلية اللأهوت جامعة أمستردام، جاءت النتيجة أنه لم يتخط امتحان القبول، فعزم على أن يكون أحد رجال الدين، فالتحق بمدرسة بروستنانتية للتبشير لمدة ثلاثة أشهر كان هذا في 1878، وذهب كمشرا إلى مناجم الفحم ببلجيكا، وهناك وجد مالم يكن يتصوره من جوع وفقر وقهر، وفي مشهد إنساني يشبه تماما روح فان جوخ، عندما مزق ملابسه الكنيسة ليضمد جراح أحد عمال  المناجم، كان يكتب به نهاية علاقته بالكنيسة وسلطتها الدينية والتى أقالته لمجرد أن نزع ثوبه ليضمد جراح آخر.

تجدر الإشارة إلى أن عبقرية وموهبة فان جوخ في كونه أنه خلف مايقرب من 900 لوحة فنية انجزهم في عشر سنوات، رغم أن طول حياته لم يباع من لوحاته إلا لوحة واحدة.

رغم  كل ما كان يعا نيه فان جوخ في حياته إلا أن ثمة بطل مجهول، قليليون من يعرفوه ، وقد كشفت رسائل فان جوخ  إلى أن ذلك البطل هو أخوه ثيودر الذي كان يصغره بـ4 سنوات ويعمل منظما للمعارض الفنية  وتاجرا للوحات، وكان العائل الوحيد لفان جوخ والوحيد الذي عرف قدر أخيه وما يمتلكه من موهبة في ذلك الوقت.يقول فان جوخ لأخيه ثيو (أنا حقًّا لا أمتلك أيّ أصدقاء سواك، وعندما أمرض أنت دائمًا في أفكاري).

نهاية مؤسفة

خرج فان جوخ صباح  الـ27 يوليو1890 ليمارس عاداته اليومية ويبدأ يومه يالرسم إلا ان هذه المرة  كان يحمل معه مسدسا كما  وأطلق الرصاص على صدره، ولكن الرصاصة لم تقتله. وعُثر عليه ينزف في غرفته، ونقل إلى مستشفى قريب وأرسل أطباؤه إلى ثيو، الذي وصل ليجد شقيقه جالسًا في السرير يدخن الغليون. أمضى الشقيقان اليومين التاليين بالحديث معًا، ثم طلب فان غوخ من ثيو أن يأخذه إلى المنزل. توفي فنسنت فان جوخ بين ذراعي أخيه في 29 يوليو 1890، وكان عمره 37 عامًا.