رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحت الطبع «سبيل الغارق.. الطريق والبحر» لريم بسيونى فى نسختها الإنجليزية

غلاف الرواية في نسختها
غلاف الرواية في نسختها الإنجليزية

في أولي تجاربها في مجال النشر٬ تصدر قريبا عن مكتبة ديوان٬ الترجمة الإنجليزية٬ لرواية الكاتبة ريم بسيوني “سبيل الغارق.. الطريق والبحر”، وترجمها للإنجليزية٬ المترجم روجر آلان، وكانت الرواية صدرت لأول مرة باللغة العربية عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع٬ في العام الماضي 2020.

وتتناول رواية "سبيل الغارق.. الطريق والبحر"٬ أكثر من مرحلة تاريخية٬ كما تتطرق إلى بحث الإنسان عن طريق نفسه٬ وطريق البحر٬ وطرق أخرى كثيرة يبحث عنها الإنسان.

الرواية يمكن تناولها بأكثر من مستوى٬ فيمكن أن يتم تناولها كرواية تاريخية تبحث في مرحلة تاريخية من تاريخ مصر٬ كما يمكن استقبالها بوجهة إنسانية كبحث الإنسان عن السعادة٬ وبحثه عن الوصول إلي طرق بحثه، كما أن لها علاقة وثيقة بطرق البحر خلال العصور المختلفة. كما تتناول الحديث عن مرحلة تاريخية لم يتم التطرق إليها من قبل ولا نعرف تفاصيلها بدقة٬ وهو ما بدأته ريم بسيوني في رواية "ثلاثية المماليك" من خلال الربط بين هذه الفترات التاريخية ببعضها البعض.

ومن عنوان الرواية "سبيل الغارق" نطرح سؤال: هل السبيل هنا الطريق أم المكان المعد للشرب كصدقة جارية منتشرة في القاهرة منذ أزمان؟ ومن هو حسن العبد المملوك لــ أحمد بيه ثابت؟ وما علاقته بالشاطر حسن٬ وهل تغير مصير حسن عما نعرفه وعهدناه في الحكاية الشهيرة؟ وما علاقة الــ"الحسنين" بالبرتغاليين٬ وما الذي يربط بين الشاطر حسن٬ وحسن ابن تمرهان٬ بتاجر البندقية "فرانشيسكو تليدي"٬ وموظف البريد الإيطالي "ألفونسو" مدير مكتب التلغراف بالأسكندرية٬ قبيل دك المدافع الإنجليزية لحصونها وهدم بيوتها. كلها ألغاز وأسئلة تطرحها الرواية فتحيلك للتاريخ وكواليسه٬ للبحث والتنقيب بين سطوره عما كان وما صار٬ وكيف أن اليوم هو محصلة ونتيجة طبيعية للأمس البعيد.

تعيد الكاتبة ريم بسيوني في روايتها "سبيل الغرق" الاعتبار للمماليك وسلاطينهم٬ ترفع عن سيرتهم الافتراءات التي وصمهم بها التاريخ٬ فرغم العديد من المظالم التي لاقاها المصريون خلال فترات حكم المماليك٬ إلا أن عصرهم حمل أيضا الكثير من الانتصارات والخير للمصريين٬ خاصة السلطان الناصر قلاوون الغوري٬ وكيف حاول حتى آخر أنفاسه أن يضمن لمصر سيادتها للبحار وموقعها قلبا لتجارة العالم كله.

كما تشير من طرف خفي إلى أن الاحتلال البريطاني لمصر كان مخطط له منذ القرن الــ 16 وما ذريعة حماية الخديوي توفيق من عرابي وثورته إلا "برفان" يتخفون وراءه لإخضاع مصر وبالتالي موقعها وثرواتها بل وأسواقها٬ وهو ما انتهجته الأمبراطورية التي شاخت وغابت عنها اليوم الشمس. بل أن الهدف الرئيس هو التحكم في قناة السويس والسيطرة عليها ومن ثم السيطرة على العالم شرقه وغربه٬ وهو ما يدحض بالتالي تبريرات من وقفوا أمام قرار تأميم القناة 1956 بحجة أن بريطانيا كانت ستترك القناة من نفسها خلال خمس أو ست سنوات علي الأكثر.