رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشهر قديس بالصعيد المصري.. الكنيسة تحيي ذكرى «بضابا» الشهيد

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الإثنين، بذكرى استشهاد القديس أنبا بضابا ورفيقيه.

وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ“السنكسار”،  في مثل هذا اليوم من سنة 284 م، استشهد القديس الأنبا بضابا الملقب بالجوهري أسقف مدينة فقط بالصعيد، وزميليه الأبوين القس إندراوس ابن خالته، والقديس خريستوذللو في أيام الوالي إريانوس وعهد الإمبراطور دقلديانوس. 

وأضاف: “ولد هذا القديس العظيم في مدينة أرمنت مركز الأقصر بمحافظة قنا، من أبوين مسيحيين ربياه التربية المسيحية، وكانت لوالدته شقيقة رزقت بغلام أسمته أندراوس، وقد تربى هذا الغلام التربية المسيحية الحسنة فتألقت نفسه مع ابن خالته بضابا وتحالفا على ترك العالم، فعكفا على مطالعة الكتب الدينية التي شغفا بها فاتسعت مداركها وأصبح كل منهما نموذج زمانه في الورع والتقوى، ولما بلغ بضابا العاشرة من عمره كان حافظًا لأكثر الكتب الدينية والتعاليم الروحية، وكان أندراوس يعكف معه على قراءة الكتاب المقدس ومطالعة كتب الوعظ والتعليم، وكانا يصومان يومين أسبوعا بلا طعام ولا شراب وإذا أكلا فإنهما لا يتناولان سوى الخبز والملح مع مداومة الصلاة ليلًا ونهارًا”.

ويتابع عن سيرتهما، أنه لما سمع بخبرهما أسقف تلك البلاد فحضر إليهما ورسم القديس الأنبا بضابا قسا، والقديس أندراوس شماسا وكانا يذهبان إلى كنيسة في إحدى المدن القريبة منهما مرة كل أربعين يوما لأداء الخدمة الكهنوتية، ولما كان يوم الأحد والشعب مجتمع في الكنيسة قدموا القديس إلى الأسقف فرقاه قمصا، ثم مكث عند الأسقف في ضيافته مدة تسعة أيام ورجع إلى الجبل.

وصارت تتم على يديه الكثير من المعجزات، حتى ذاع خبره في جميع أنحاء الوجه القبلي، وبعد ذلك تنيح أسقف فقط فاجتمع أهل البلاد وقرروا تذكية الأب بضابا أسقفًا مكانه، وتقدموا للبابا بطرس الأول خاتم الشهداء، والبطريرك السابع عشر ليرسمه أسقفا عليهم، فظهر للبابا ملاك الرب في رؤيا قائلا له:  “اذهب إلى الصعيد الأعلى، واحضر القمص بضابا، وأرسمه أسقفا علي مدينة فقط لأن الرب قد أختاره وما كاد يطلع الفجر حتى جاءت إلى البابا وفود المؤمنين طالبين منه أن يعين الأب المكرم بضابا أسقفا فأرسل البابا أربعة من الكهنة بخطاب للقديس فلما وصلوا تسلم منهم الخطاب وقرأ فيه ما نصه وقبله ورسم أسقفًا.

استشهاده

في عهد دقلديانوس كان إريانا والي أنصنا يجول صعيد مصر ليمارس كل أنواع العذابات على المسيحيين، علم الأسقف بأن الوالي قد بلغ مدينة إسنا وأنه يقوم بقتل سكانها. جمع الأسقف شعب المسيح وصار يحثهم على الثبات في الإيمان وقبول الآلام بفرح، وذهب إلى مدينة إسنا وبصحبته القس أندراوس (ابن خالته) والقديس خريستوظلوا. وجميعهم اعترفوا باسم السيد المسيح، ونالوا عذابات كثيرة.

تمتع الثلاثة بإكليل الاستشهاد في 19 من شهر أبيب، وكان القديس بضابا ابن ثمانية وستين عامًا، قضى منها 15 عامًا في بيت أبيه، 49 عامًا في الحياة الرهبانية النسكية، وثلاث سنوات ونصف على كرسي قفط أسقفًا.