رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لجنة دولية تكشف خطرًا جديدًا يواجه أمن السدود عالميًا

السدود
السدود

كشف ميشال دي فيفو الأمين العام للجنة الدولية للسدود الكبيرة، اليوم الخميس، عن خطر كبير على أمن السدود في العالم، نظرًا لكونها معرضة لتداعيات الاختلال المناخي. 

وتشكل ارتفاع منسوب مياه المجاري المائية الخطر الأكبر على أمن السدود في العالم نظرًا إلى كونها معرّضة لتداعيات الاختلال المناخي، بحسب ما يؤكد ميشال دي فيفو الأمين العام للجنة الدولية للسدود الكبيرة في حوار مع فرانس برس.

وتضمّ هذه الجمعية التي أسست سنة 1928 علماء من 104 بلدان أعضاء، وهي أحصت نحو 60 ألف سدّ كبير في العالم (يتخطّى ارتفاعها 15 مترًا أو أنها تحتبس أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعّب من المياه)، نصفها تقريبًا في الصين.

ويشير فيفو إلى أن الخطر الأبرز يكمن في المياه أكثر منه في الهزّات الأرضية، فعندما ترتفع المياه إلى الجزء غير المغمور من السدّ، تتغلغل فيه وتلحق أضرارًا بأسس المنشأة وقد تطيح بها في نهاية المطاف.

وفي أوروفيل في كاليفورنيا، تمّ إجلاء 180 ألف شخص سنة 2017 إثر تضّرر آلية تفريغ فيض المياه في أعلى سدّ في الولايات المتحدة.

ويشتد الخطر خصوصاً بالنسبة إلى السدود الركامية (الترابية)، وهي الأكثر شيوعًا في العالم.

وقد أقيمت السدود الحديثة في المناطق الجبلية في الصين بتقنية الخرسانة المضغوطة بالمدحلة التي تتيح توفير المواد والتسريع في التشييد، ويُعدّ الصينيون والإسبان رائدين في هذا المجال.

وأضاف فيفو أنه يمكن الحدّ من هذا الخطر من خلال المراقبة المتواصلة للمنشأة ومحيطها بواسطة مجموعة أدوات تقيس مدى تنقّل مكوّناتها، وأغلبية الهيكليات المشيّدة منذ سبعينات القرن الفائت مجهّزة بأدوات من هذا النوع.

وتتيح هذه المراقبة أيضًا الاستمرار في تشغيل السدّ، حتّى عند رصد ثغرة، فالثغرات التي لا يتخطّى حجمها بضعة سنتمترات لا تعيق كثيراً عمل السدود، إذ لا بدّ من أن يكون السدّ قد تضرّر بشدّة كي ينهار، أمّا في الصين، فقد بلغت الفتحة 20 مترًا قبل أن ينهار السدّ.

ويوصى أيضًا بالاستعانة بخبراء في الهندسة المدنية للكشف بانتظام على هذه المنشآت.

وقد نشرت اللجنة الدولية للسدود الكبيرة منذ فترة وجيزة إعلانًا عالميًا بشأن أمن السدود موجّهًا إلى السلطات العامة ومؤسسات التمويل في ظلّ تزايد المخاطر المحدقة بالسدود وإقدام مزيد من البلدان على تشييدها، ولا بدّ من تعزيز تدابير الاحتياط، لا سيّما في البلدان النامية.

ويوضح فيفو أن الخطر الأبرز في صعوبة استباق حدوث ارتفاع في منسوب المياه.

وقد صُممت السدود بحيث تقاوم الارتفاع الشديد في منسوب المياه منذ مئات السنين. غير أن التغير المناخي بات يغير المعادلة، فكمّيات المياه لا تتزايد بالضرورة، لكن التقلّبات باتت أكثر شدّة، مع فترات جفاف أكثر طولًا وارتفاع أكثر حدّة في مستوى المياه.

ولا بدّ من مراجعة التوقعات المحلية بالنسبة إلى كلّ سدّ، إن توافرت، ومن شأن هذه الخطوة أن تساعد على تعزيز قواعد الإدارة وتكييفها.