رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تسريب الألماني

كيف يمكن القضاء على ظاهرة تسريب امتحانات الثانوية العامة؟

امتحانات الثانوية
امتحانات الثانوية العامة

تعاني المنظومة التعليمية من ظاهرة تسريب امتحانات الثانوية العامة، رغم جهود الوزارة لمنعها بالتعاون مع وزارة الداخلية، من خلال رصد وتتبع مسربي الأسئلة وتشديد العقوبات على الغش والتسريب.

الأزمة تكرر خلال العام الحالي، حتى بعدما أدخلت وزارة التعليم أدوات جديدة للإجاية ، مثل التابلت والبابل شيت لمساعدة الطالب على سرعة الحل وكذلك منع تسريب الامتحانات، إلا أن ذلك لم يمنعه.

البداية كانت مع امتحان اللغة العربية الذي أعلن عن تسريبه من قبل أحد طلاب بمحافظة الغربية، إذ صوّر الامتحان ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم القبض عليه والتحقيق معه.

ليس ذلك فحسب بل تم تداول نموذج امتحان اللغة العربية مدعوم بالإجابات على بعض الصفحات المتخصصة في التسريب، وساعد في تداوله على منصات عديدة امتلاك الطلاب لجهاز التابلت.

وكان لامتحان اللغة الألمانية شعبة العلمي نصيب من التسريب، تداولت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أجزاء مصورة من الامتحان، كما تداولت الصفحات أجزاء مصورة من الإجابة عن أسئلة الامتحان، بعد مرور نحو ساعة من زمن الامتحان.

ويظل التساؤل كل عام عن كيفية منع تسريب الامتحانات، لاسيما أن أولياء الأمور يرون أنه ضياع لمجهود أبنائهم، "الدستور" طرحت التساؤل على معلمين وأولياء أمور لمعرفة أين يكمن الخلل وطريقة علاجه.

مفيد ثابت، مدرس أول لغة عربية بإحدى المدارس الحكومية، قال إن تسريب الامتحانات والغش خلالها أزمة لا يمكن القضاء عليها نهائيًا، مشيرًا إلى أن هناك عدة وسائل من الممكن أن تقلل احتمالية التسريب  منها الامتحانات المشفرة، وهي أوراق إجابات لا يمكن تصويرها وإذ حاول أحد تصويرها تظهر ممسوحة ضوئيًا ومشفرة، وتستخدم في كثير من دول العالم لكنها تكون مرحلة أوليّة يدخل بعدما الطالب امتحان "أوبن بوك".

وأشار إلى أن تشديد عقوبة الغش والتسريب ستكون وسيلة رادعة لكل الطلاب الذين يحاولون تسريب الامتحان: "اللي بيسرب من بره أكيد حد بيتعاون معاه من الطلاب من جوه، لو اتحرم من التعليم لفترة طويلة أو دخول الامتحان نهائيًا هيكون عقاب قاسي ورادع". 

وبحسب القانون فإن عقوبة تسريب الامتحان أو غشه من قبل الطالب، هي حرمانه من الامتحانات لمدة عامين وتشمل إلغاء امتحان الطالب للدور الأول الحالي، وحرمانه من دخول امتحان الدور الثانى للعام الدراسي الحالي، ثم حرمانه من دخول امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي المقبل، 2021،2022.

بينما تؤكد حمدية إبراهيم، إحدى أولياء الأمور، أن تسريب الامتحانات أصبح ظاهرة مزعجة للغاية، لأنها تضيع مجهود الطلاب خلال السنة.

وتضيف: " بمجرد تداول نموذج للامتحان حتى لو غير اللي معاهم، بيحسوا بالإحباط وأن مجهودهم ضاع، وافتكرنا أن التابلت هيكون وسيلة لمنع الغش والتسريب، لكن السنة دي فيه نماذح اتسربت أيضًا".

وترى أن نظام الثانوية العامة أحدث فيه تغيير شامل خلال الفترة الأخيرة، ومن الممكن أن يتم التطوير أكثر بحيث يصبح لكل كلية مواد معينة يدرسها الطالب، مضيفة: "الطالب لو درس طول السنة مواد بيحبها مش هيكسل يذاكرها لأنها في النهاية هدخله الكلية اللي هو عايزاها".

ويتهم وزير التعليم الدكتور طارق شوقي، جهات خارجية تعمل بتنظيم كبير داخل وخارج مصر بالصوت والصورة لتسريب امتحانات الثانوية العامة، مضيفًا: "ولا نريد الحديث عنها قبل معرفة كل أبعادها، وكل الأجهزة السيادية تعمل على ضبطها لمواجهتها".

وتابع: "كلنا معرضين له وعلامته واضحة جدا وما نراه من عمليات الغش ليس عمل هواة، وهناك حملات مستميتة منذ 3 سنوات، وصلت لقمتها لإيقاف تطوير التعليم في مصر، وكل عام فيه خوف وغش وقضايا نتكلم فيها".