رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة تصل إلى آلية عمل الدماغ عن طريق تقارير المدمنين

المخ
المخ

"ستجد أن كل شىء يشع بالحياة والحيوية إذا التقطت حصاة من الشاطئ ستراها تتحرك، ستحدق في السحب وتراها كوجوه أشخاص ستتحول الغيوم إلى حيوانات ستحدق في حجر لساعات".

بهذه الكلمات وصف أنيل سميث، عالم الأعصاب وباحث في جامعة ساسكس بالمملكة المتحدة، شعوره وطريقة إدراك دماغه للأشياء من حوله وإنشائه تصورات معينة بعدما جرب نوعا معينا من المخدرات خاضعة للرقابة في موطنه، وفي حضور أشخاص موثوق بهم إلى جانبه، موضحاً أنه كان ينوي مسبقاً كتابة ما يشعر به في دفتر الملاحظات الخاصة به، لكن أثناء تجربته هذه المشاعر لم يستطع الكتابة وأعرب عن تعجبه من سيولة المكان والزمان وقتها.

وقد لا تكون تجربة عالم الأعصاب الطبية إن جاز لنا التعبير دعوى لتجربة أي نوع من أنواع المخدرات بأي شكل من الأشكال، ولكن ما قام به لأغراض علمية بحتة هدفها معرفة الأعمال الداخلية للدماغ التي تؤدي إلى تكوين التصورات للاستفادة منها على المدى البعيد في علاج الأمراض العقلية والنفسية.

وقد قام سميث مرة أخرى بتجربة هذا المشروب المهلوس المصنوع من شجرة معينة بأمريكا الجنوبية، وفي المرة الثانية استخلصت دماغه ذكريات أكثر قوة.

الاستفادة من تقارير المدمنين لفهم عمل الدماغ 

ويفصح علماء الأعصاب عن أنه بالإمكان الاستفادة من القيام بمسح الرنين المغناطيسي، وتسجيلات مخطط كهربية الدماغ، ونماذج حسابية للدماغ، والتقارير الخاصة بمن يتناولون المخدرات وعقاقير الهلوسة للتوصل لفهم أفضل لكيفية عمل الدماغ وإنتاج الدماغ للتصورات، ومع هذا لا تزال الروابط ضبابية.

وقد بدأت الدراسات في تقديم دعم جديد لفرضية مثيرة عمرها أكثر من قرن من الزمان: إن إحدى الوظائف الأساسية للدماغ وجل ما ندركه هو القيام بعمل تخمينات أفضل حول أسباب المعلومات التي تؤثر على حواسنا في أي لحظة، وجادل أنصار هذه الفكرة بأن قوى التنبؤ هذه تمكن الدماغ من إيجاد المعنى وسط المعلومات الحسية الصاخبة والغامضة.

الانحرافات الإدراكية للمخدر تزود علماء الأعصاب بطريقة لفحص عمل الدماغ

وعندما تسوء هذه التنبؤات، كما يبدو في حالة المخدر، فإن الانحرافات الإدراكية تزود علماء الأعصاب بطريقة لفحص طريقة عمل الدماغ، وربما فهم الخطأ الذي يحدث في الحالات النفسية العصبية، مثل الذهان، التي تسبب تصورات متغيرة للواقع.