رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفيرتا فرنسا وأمريكا فى بيروت تزوران الرياض لبحث أزمة لبنان

 مرفأ بيروت
مرفأ بيروت

تزور سفيرتا فرنسا والولايات المتحدة في بيروت الخميس الرياض، في خطوة غير مألوفة، للبحث في سبل الضغط على السياسيين اللبنانيين من أجل تسريع تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية، وفق ما أعلنت السفارة الفرنسية الأربعاء.
ورغم ضغوط دولية تقودها فرنسا بشكل أساسي، يغرق المسؤولون اللبنانيون في خلافات سياسية حادة حالت دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة حسان دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت، فيما يشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر بتنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي الضروري لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي.


وأعلنت السفارة الفرنسية في بيان: أن السفيرة آن غريو ونظيرتها الأمريكية دوروثي شيا ستتوجهان الخميس إلى السعودية للقاء عددٍ من المسؤولين السعوديين. 

وستؤكد غريو خلال اللقاءات أنه من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، بحسب البيان.


وتعرب السفيرتان عن رغبة بلادهما في "العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل".


تأتي الزيارة، وفق البيان، استكمالاً للقاء عّقد في نهاية يونيو بين وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة والسعودية على هامش قمة مجموعة العشرين في إيطاليا، بحثت الازمة اللبنانية. 

وحضّ المجتمعون حينها المسؤولين اللبنانيين على التعاون في ما بينهم لمعالجة الأزمات.


تشوب العلاقات السعودية اللبنانية منذ بضع سنوات توترات دبلوماسية كبرى على خلفية اتهام الرياض للمسؤولين اللبنانيين بتسليم إدارة البلد الى حزب الله، المدعوم من إيران، خصمها الإقليمي اللدود.


وقال مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لفرانس برس: إن "السعودية لم تبد حتى الآن رغبة بالانخراط في التفاصيل" بعدما شكلت لسنوات حليف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري.


وتُنسق باريس وواشنطن منذ فترة جهودهما للضغط على المسؤولين اللبنانين. 

وأعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون نهاية الشهر الماضي أن البلدين يفكران في كل الخيارات ضد المسؤولين السياسيين بما يشمل فرض "عقوبات" على من يعرقلون تشكيل الحكومة.


وفرضت فرنسا، التي زار مسؤولون منها لبنان مرات عدة منذ الانفجار، قيوداً على دخول شخصيات لبنانية تعتبرها مسؤولة عن المراوحة السياسية والفساد، كما لوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على مسؤولين عن الجمود السياسي.


وغالبا ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهراً طويلة جراء الانقسامات السياسية الحادة والخلاف على الحصص، لكن الانهيار الاقتصادي الذي فاقمه انفجار المرفأ وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، عوامل تجعل تشكيلها أمراً ملحاً.


وتعمق الأزمة الاقتصادية المتمادية معاناة اللبنانيين الذين باتوا يئنون تحت وطأة تراجع استثنائي لقدراتهم الشرائية، فيما خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار.


وعلى وقع التدهور المتسارع، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الثلاثاء المجتمع الدولي إلى عدم ربط دعمه للبنان بتشكيل حكومة جديدة. 

وقال خلال لقائه عدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية "أدعوكم إلى ... أن تساعدوننا في نقل رسالتنا إلى دولكم ومؤسساتكم: أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان".


يصل السفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان الأربعاء إلى بيروت في زيارة تستمر حتى الثلاثاء المقبل، لمتابعة ملف المساعدات الإنسانية التي تقدمها فرنسا إلى اللبنانيين، والتحضير لمؤتمر دعم ثالث للشعب اللبناني.


ونظمت فرنسا والأمم المتحدة خلال عام مؤتمرين دوليين بعد انفجار المرفأ، قدّما إثره مساعدات انسانية عاجلة للبنانيين من دون المرور بالمؤسسات الرسمية اللبنانية.