رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين تكمن السعادة في المال أم الفقر؟.. رواية السيد والخادم لتولستوي تجيب

السيد والخادم
السيد والخادم

"السيد والخادم" هي رواية قصيرة للكاتب والفيلسوف الروسي الكبير ليو تولستوي، وهي من الروايات التي اعتمد فيها تولستوي على عنصر المباغتة والتشويق. ذلك لأن أحداثها تدور في ليلة واحدة بينما يعاني بطلا القصة معاناة شديدة في الوصول إلى هدفهم، ولقدرة تولستوي على السرد يجعلك واحدا من أبطال رواية السيد والخادم.
 
وفي الحقيقة أراد تولستوي من روايته أن يقول إن السعادة لا تكمن في الغنى ربما تكمن السعادة في الفقر، وهذا ليس غريبا على الفيلسوف تولستوي الذي كان يوزع أمواله وأراضيه أملا في الفقر معتبرا إياه مصدرا للسعادة فالبساطة وعدم التكلف وانشغال العقل بحسابات الأرقام، وإن كان هذا المبدأ غير صحيح أو عليه خلاف فإنه كان منهجا لدى تولستوي، لذا جاءت القصة في هذا الإطار سيد ثرى يدعى فاسيلي أندريتش، يأكل مال الكنيسة ويعامل كل من حوله بمبدأ نفعي بحت، وخادم يدعى نيكيتا يتقاضى نصف أجرته المستحقة غير أنه يخشى ألا بجد عملا في مكان آخر، وعلي أية حال هو سعيد ولا يحمل في صدره غلا ولا كدرا.

  - أحداث الرواية


تبدأ أحداث الرواية من السيد فاسيلي وهو يأمر خادمه نيكيتا أن يحضر الفرس والزلاجة حتى يذهبا إلى قرية بعيدة ،ليشتري غابة بها أشجار متنوعة بعشرة آلاف روبل بينما سيبيعها بضعف السعر، ولما توجه تلقاء القرية البعيدة عصفت الريح وكسا الثلج الطريق وما حولها، فلم يتبين للسيد وخادمة ولا للفرس كيف تكون الوجه،. وهنا استطاع تولستوي أن يجعلنا نتوه معهما بعد أن وضح لنا الصورة الغائمة وكأننا جزء من المشهد، وبعد محاولات مضنية يصلا إلى قرية مجاورة فيدلهما الرجل الكبير على الطريق ولكن بعد قليل نكتشف أنهما عادا لنفس المكان.

- المال يدفع بالبطل لمغامرة غير محسوبة


ثم يستريحا ثم يذهبا ثم يضلا الطريق، وهنا بيت القصيد، السيد يحسب طوال الطريق في المبلغ الذي سيربحه. ويغامر بعمره خشيه أن يسبقه بعض التجار إلى صاحب الغابة، ينحدر نيكيتا فيغوص في الثلج، وبعد محاولات مضنية يصعد إلى فاسيلي والفرس فيخلعا الزلاجة من الفرس ويقررا المكوث حتى الصباح، على أن يضعا شالا فوق الزلاجة حتى إذا غطاهما الثلج وماتا أخرجهما من يمر في الصباح.

 وبعد أن ينفذا فكرتهما يقرر فاسيلي التخلي عن خادمه ويركب الفرس ويركض، وهو يقول في نفسه إن الخادم ليس لديه ما يحلم به بل إن الموت سيكون أفضل له، لذا سأنجو أنا وفرسي فكلانا مهم على بعد ميل تقريبا يغوص الفرس في الثلج وكذلك فاسيلي الذي يشعر بالحاجة إلى الخادم وبعد جهد يستطيع الفرس أن يخرج حوافره ويستمر في السير.
ليجد فاسيلي نفسه أمام نيكيتا، لقد عاد الفرس إلى الخادم من حيث لا يدري السي، و هنا يحدث التغيير في شخصية فاسيلي الذي يلتصق بخادمه ليدفئه بعباءته، ثم يلعن حبه للمال ويدرك وقتها أن السعادة ليست في جمع المال بل في السكينة والمحبة والطمأنينة. في الصباح يمر أهل القرية فيخرجون السيد فاسيلي ميتا وكذلك الفرس بينما الخادم على قيد الحياة.