رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلغاء التابلت

إلكتروني وورقي.. خبراء وأولياء أمور يعلقون على نظام امتحانات الثانوية

امتحانات الثانوية
امتحانات الثانوية العامة

حالة من الشد والقلق، عاشها أولياء أمور منذ مطلع شهر يونيو الماضي وحتى أمس، إذ أعلنت وقتها وزارة التربية والتعليم أن امتحانات الثانوية العامة لهذا العام ستُعقد بطريقتين، إلكترونيًا باستخدام التابلت، وورقيًا بإتاحة ورقة أسئلة مطبوعة داخل اللجان المدرسية.

وكان النظام أن يقوم الطلاب بحل الأسئلة على «البابل شيت» ثم رصد الإجابات على التابلت مع إتاحة الوقت الكافي لذلك، لضمان وجود نسخة إضافية من الإجابات، وتأمينًا من أي مشكلات تقنية مفاجئة قد تحدث في التابلت، وكذلك التأمين من انقطاع الكهرباء.

ووقتها اعترض أولياء الأمور على تلك الطريقة بدعوى إنها تشتت الطلاب بين طريقتين للامتحان، ولكن أعلنت وزارة التعليم بالأمس، أن امتحانات الثانوية العامة ستكون إجابتها على البابل شيت فقط، والتابلت للمراجع العلمية والمنهج الإلكتروني وتسجيل الحضور فقط.

وأوضحت الوزارة أنه سوف يتم دخول التابلت، لاستخدامه فقط في تسجيل الحضور للطلاب، وإتاحة نسخة إلكترونية للكتب المدرسية، وسوف تغلق منصة الامتحان الإلكتروني على التابلت بحيث يركز الطالب على قراءة الأسئلة والإجابة في الورق فقط.

وثمن خبراء التعليم وأولياء الأمور لـ«الدستور» القرار، والذي يجعل الطالب يركز في إحدى الطرق لأداء الامتحان، إلى جانب عدم الاعتماد الكامل على التابلت في معظم أمور المنظومة التعليمية فلا بد أن يكون هناك تعاطي بين الطالب والمدرس.

الدكتور عبدالحفيظ طايل، رئيس المركز المصري للحق في التعليم، يرى أن التكنولوجيا تعد أداة مهمة ومكملة من أدوات التدريس، لكونها وسيلة تعليمية إضافية مفترض تيّسر عمل المدرس وتسهل للطالب الحصول على المعلومة من خلال تعدد مصادر المعرفة.

يوضح أن ذلك هو الجانب الإيجابي منها، ولكنها في نفس الوقت لها جانب سلبي، وهو عدم إحلال التابلت بديلًا عن المدرس أو العملية التعليمية التقليدية برمتها من بينها الامتحان الورقي، مضيفًا: "الاعتماد الكامل على التابلت كبديل غير سليم ونظام غير معمول به في العامل بأكلمه".

ويرجع طايل ذلك لعدم وجود دراسات كافية، توضح كيفية التعامل بالتابلت في مرحلة التعليم قبل الجامعي، فلا يجوز التجريب على الطلاب دون دراسات كافية، ومن الهام أن يكون الامتحان على نظام البابل شيت وليس التابلت فقط.

يضيف: "البنك الدولي من سنوات طرح أفكار لعلاج مشكلة فقر التعلم، وهم الطلاب الذين يعانون من ضعف تعلم المهارات الأساسية مثل القراءة والحساب والحاسب الآلي، وطرح عدة حلول لكن مصر ركزت على الحاسب الآلي فقط من خلال التابلت".

يشير إلى أن التابلت كان منظومة جيدة، لكنه لا يصح أن يكون بديل أو الترويج عن أنه التعليم المستقبلي، مبينًا: "استخدام التكنولوجيا أمر ضروري ووسيلة هامة، ولكنها تكون مكملة للمدرسة والمدرس ولا يتم الاستغناء عن إحداهما مقابلها".

حمدية إبراهيم، أربعينية، وإحدى أولياء الأمور، والتي تؤكد أنهم كانوا معترضين خلال الفترة الماضية على أداء الطلاب الامتحانات بطريقتين إلكترونية وورقية، مشيرة إلى إنها تشتت الطالب وتضيع وقته ولن يستطيع حل الأسئلة كافة.

وتوضح أن إعلان الوزارة بالأمس الاكتفاء بالامتحان الورقي أو البابل شيت كان أفضل من النظام السابق، بحيث يركز الطالب على أداء الامتحان بطريقة واحدة: "إحنا حاليًا في ظروف صعبة ولازم الوزارة تراعي الطرق المريحة للطلاب".

بينما يرى الدكتور علي فارس، خبير تطوير المناهج واستراتيجية التعليم الفني، أن وزارة التعليم أعلنت أكثر من نظام للامتحانات خلال الفترة الأخيرة ولكنها تحتاج إلى ضبط الكثير منها، لأن دمج الامتحانات الإلكترونية مع الورقية ليس صحيح وفقًا له.

يضيف: "لا يصح أن يجيب الطالب على الأسئلة إلكترونيًا وورقيًا، فكيف سيتم التقييم وعلى أي أساس، فذلك النظام ينقصه الشفافية، ولا بد من وضع خطة واضحة لأداء الامتحان وعدم التجريب في الطلاب يتبعها المعلم والطالب".

ويشدد على ضرورة إجراء اختبارات شهرية للطلاب، حتى يتدرب الطالب على نظام الامتحان وطريقة الإجابة، ولا يصدم خلال وقت الامتحان، فيدربه المعلم قبل أن يتعرض لتلك الأنظمة المختلفة في الامتحان، سواء كان الامتحان ورقي أو إلكتروني يتم التدريب عليه من خلال الاختبارات الشهرية.