رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميسرة صلاح الدين يروى حكاية «فتاة السر.. مذكرات شيماء هال»

فتاة السر
فتاة السر

صدر حديثا عن دار بيت الياسمين للنشر والتوزيع كتاب "فتاة السر.. مذكرات شيماء هال" ترجمة الشاعر والمترجم ميسرة صلاح الدين، الكتاب يأتي في 250 صفحة من القطع المتوسط.

وقال ميسرة صلاح الدين في تصريح لـ"الدستور": “لهذا الكتاب أهمية كبيرة وخاصة بالنسبة لي بسبب قيمته الإنسانية، فإنه يعد الكتاب العاشر الذي ترجمته والعشرين الذي يحمل اسمي بين إصدارات مختلفة في الشعر والمسرح والترجمة”.

وأضاف: “تعود أهيمة هذا الكتاب إلى أنه يحمل مذكرات شيماء حسن وهي الفتاة اللي عرفت إعلامياً بشيماء هال صاحبة واحدة من أهم القضايا المتعلقة بعمالة الأطفال والإتجار بالبشر واللي شغلت الرأي العام العالمي لسنوات”.

واستكمل إنه وضع عبر مقدمته للكتاب “إن الأمم المتحدة وضعت تعريفات وأمثلة جديدة لأشكال الرق المعاصر، وهي: الاتجار بالأشخاص والاستغلال الجنسي، والزواج القسري، والتجنيد القسري للأطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة” وهي أمثلة من المشاهد اليومية المتكررة التي لا تخلو منها نشرات الأخبار وعناوين الصحف ومواقع الإنترنت.

وتابع: "الكتاب به قصةٌ حقيقيةٌ وثقها حكم قضائي من المحكمة الفيدرالية الأمريكية، وتابعتها كل وكالات الأنباء في العالم وتجمعت حولها الأنظارلفترة طويلة، هي قصة الفتاة "شيماء السيد حسن" التي ولدت في قرية صغيرة بالقرب من محافظة الإسكندرية، لعائلة فقيرة فقدت منزلها في زلزال أرضي عنيف ضرب المدينة ولم تستطع العائلة أن تنجو من آثاره على الإطلاق".

وأردف: “وبين عام شيماء الثامن الذي تركت فيه المنزل مرغمة، وعامها الثاني والعشرين الذي وقفت فيه في قاعة ضخمة بجوار تسعمائة شخص آخرين يتلون يمين القسم والولاء للولايات التحدة الأمريكية لإتمام إجراءات الحصول على الجنسية- رحلةٌ شاقة على طريق محفوف بالخوف والدموع والقسوة المفرطة التي لازمتها لسنوات طويلة كظلٍّ وفيٍّ لا يفارقها”.

وأشار: بدأت الحكاية بزهراء، الأخت الكبرى لشيماء التي قدمتها عائلتها طواعية للخدمة في منزل عائلة ثرية تحت وطأة الفقر والظروف، لم تمكث زهراء في وظيفتها كثيرًا، فهي طفلة لا تتحمل بطش "عبد الناصر عيد يوسف إبراهيم" الذي وصفته شيماء في مذكراتها بأنه سليط اللسان غليط القلب واليد، وزوجته "أمل أحمد عويس عبد المطلب" التي لم تكن شيماء -حسب مذكراتها- تخشى في العالم شخصًا مثلما كانت تخشاها.

وأضاف: "فهربت زهراء من منزل تلك العائلة الثرية وسرقت مبلغًا كبيرًا من النقود، وكنوع من تكفير الذنب ورغبةً في الحفاظ على مصدر الدخل قدمت العائلة الفقيرة "شيماء" للعائلة الغنية، كوجبة شهية وطازجة لتتجرع من كأس الهوان والذل التي أفلتت أختها زهراء منها. وبعد فترة من الوقت تعرض "عبد الناصر عيد يوسف إبراهيم" لمشاكل قانونية في مصر فقرر الهجرة بعائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقرر أن يصطحب شيماء معهم لتستمر في إداء دورها في خدمة العائلة وتوفير سبل الراحة والرفاهية لهم. كانت شيماء طفلة في ذلك الوقت لم تتجاوز عامها الثامن ولكنها محرومة من حضن العائلة وبصيرة التعليم، بل إنها محرومة من الحصول على أبسط حقوقها الطبيعية في العلاج والراحة والشعور بالدفء والأمان".