رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حوار مع الكاتب الروائي والقاص فاروق الحبالي

فاروق الحبالي بعد إحالته للمعاش: لا أقيم نفسي كمبدع.. لكني فاعلًا في الساحه الثقافية

 فاروق الحبالي
فاروق الحبالي

للكاتب فاروق الحبالى عالمه البسيط في العيش واستقبال الآخر، لكنه في السرد ، هو الذات النقيضة التي تبني عوالم من الصدق والعمق والبساطة في آن، ورغم أنه ضد هذا التصنيف، الإنساني، والشخصاني تحديدا، إلا أن قصصه وحواراته وحتى وجوده في قلب الحركة الثقافية جعلته ينتفض مؤخرا ليبلغ الأسى مداه بعد وصوله لسن التقاعد وإحالته للمعاش، فهو يكتب القصة والرواية وأصدر  من قبل أولى مجموعاته القصصية عن دار الفكر العربي عام 1996 علي نفقته الخاصه وتم توزيعها في جريدة  وحققت المركز الأول في التوزيع.

 -  أصدر في 2004 روايه "نعمة" عن الهيئه العامة للكتاب، و"صانع الأحذية" عن منشورات "الدار" و صدرت مجموعته قصصية "البحث عن لغه أخري" من الهيئه العامه لقصور الثقافة، وطبعة ثانية منها "نعمة" 2014 علي نفقته الخاصة"، ومسرحية "فيها ايه لو نحلم" عن "الدار للنشر والتوزيع" عام 2015.- ثم صدرت له مسرحية "الخفافيش" ونشرت في جريده مسرحنا، ليصبح مديرا لتحرير "الأعمال الكامله في الشعر"  بالهيئه العامه لقصور الثقافه وأيضا مدير تحرير" لحكايات مصرية"  بالهيئة ، وإلى نص الحوار..

  • ليتك تحدثنا عن جديدك في عملك القصصي الأخير " اتجاه مخالف" وماهي رسائلك للقاريء عبر هذه القصص المغايرة في رحلتك مع الكتابة؟

أصدرت منذ أيام، مجموعتي القصصيه" اتجاه مخالف"  عن الهيئه العامه للكتاب وتحمل في طياتها 18 قصه، وأدعي أنني فعلت في هذه المجموعه شئيا جديدا، عباره عن "ثلاثيه الشيخ محمد"" وهي ثلاث قصص متفرقة لكل قصه عنوانها ولكنها تحمل شخصيه واحده ورغم ذلك، حاولت قدر المستطاع  بذل مجهود كبير في هذه المجموعه كي تخرج علي هذا الشكل الذي أرتضيته، " هي وكالعادة نصوص متروكه للنقاد والقراء وكلا حسب أدوات تلقيه.

  • ماذا مثلت لك رحله التقاعد علي المعاش؟

 رحله موت بالنسبه لي، حيث أنني أقمت في القاهره لمده أربعين عاما من عمري لأعود إلي قريتي (الدميين/بمركز فاقوس بالشرقيه ، مؤخرا أصبحت أتأقلم رويدا رويدا، حتي صارت حياتي بهذا الإيقاع ، سخف وتراجع لا مفر منه وتم الاستسلام لهذه العوده، مع التمسك بحلمي الأبدي في الكتابة _حتى آخر العمر.

  • موقعك في الوسط الثقافي، هل أنت مؤمن بالشلليه وتأثيرها علي الكاتب ورفع أسهمه؟

 لا أقيم نفسي كمبدع لكن فاعلا في الساحه الثقافيه منذ التسعينيات، كنت غزير النشر في المساء وأيضاً نشط وأتنقل بين المنتديات إلي أن أستقر الصديق حزين عمر علي ندوة الجيل الجديد في نقابه الصحفيين وأيضاً في الجيزة الدكتور يسري العزب ما شكل لي نوعا من الثقافه وصدرت مجموعتي القصصيه الأولى (بدون عنوان) في عام 1996 وأصبح لي دور في تشكيل الوعي الثقافي، ترأست "قصر ثقافه نجيب الريحاني" وأيضا أسست قصر ثقافه "روض الفرج" كما كنت أول شاب ينشر في عمود جريدة" المساء" الأدبي، سنه 2000__ لي منشورات، مقالات وقصص في معظم المجلات والجرائد المصريه والعربيه،، أما الشلليه، والتي كنت جزءاً منها في وقت من الأوقات وتخليت عنها تماما لأنها نوع من الإفساد في الثقافه المصريه، فقد تأكدت إن كل فعل سيء ، يجعلك، بعيدا كل البعد عن مفهوم الكتاب وماهية الكاتب ودوره ككصانع حياة أجمل ، وهذا لا يمنعني من القول، بل متيقن تماما أن الثقافه المصرية بنيت علي الشلليه والتربيطات

  • ما موقفك من الحركه النقديه وهل تتواكب مع حركه النشر الآن؟

موقفي من الحركه النقديه ينقسم إلى قسمين،  في التسعينيات كنت ضمن العاملين بمعرض الكتاب بمخيم إبداع الشباب والدكتوره سهير المصادفه وكان يدير أيضاً المقهى الثقافي المبدع إبراهيم عبد المجيد ومعه المبدع حسن سرور، وشهدت فترة التسعينيات حركه نقديه كبيره كان يقودها نقاد كبار وكتاب كبار حتي أصبح فيها جدل ثقافي صنع بعض الصراعات في الحقل الثقافي، الآن أصبحت الحركه النقديه عشوائيه مما جعل النقاد لا تبحث عن الكاتب الموهوب أو الكتابه الجيده في فعاليات الساحه، بل ظل الكاتب هو الذي يغزي النقاد ودائم البحث عنهم حتي يعرض عليهم إبداعه وهذا لم يخلق مناخ ثقافي جيد، وفي رأي أن الثقافه المصرية أصبحت نوادي مخصصه لبعض دور النشر التي غزت البلد بثقافة هجين وبلا هوية مما أضر بالحركة الثقافية، وأكاد أجزم بأن هذه الدور أصبحت مسيطره علي الحركه الثقافيه ويظل النقاد تابعين لهذه الدور التي تضرب الثقافة المصرية في عمقها التاريخي.   

 

- حدثنا عن الجوائز في مصر والعالم العربي؟

الجوائز نوع من العطايات الأدبية المرتبطة بدور النشر مما يفقدها  مصدقيتها، تمنح وتحجب بناءا عن رغبه النقاد وأهوائهم التي لها ارتباط ببعض دور النشر أو بعض الشخصيات  التي تسيطر علي الثقافه المصريه وهي بالفعل لا تمثل الكتابه الحقيقة المغايرة وهذا ما يعاني منه كل الأجيال وفي كافة مسارات الإبداع ،فلا جوده العمل، ولا رؤيته ولا عمقه، بل فعاليات وألاعيب كلا من الناقد والكاتب بل الكاتب في المقام الأول.