رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«استدعاء الماضي».. قصة «تهنئة الترقية» التي أثارت السوشيال ميديا ضد أستاذ جامعي

الدكتور محمود مرسي
الدكتور محمود مرسي

أسلوب جديد للتعبير عن المشاعر المكبوتة منذ سنوات عدة، حرب شُنت في ساعات قليلة، لتقضي على فرحته في يوم كان من المفترض أن يصبح من أسعد ذكرياته، فهو يوم التكريم الذي انتظره، حين أعلنت جامعة الإسكندرية عن ترقيته من عضو في هيئة التدريس بكلية العلوم، إلى درجة مدرس بقسم الكيمياء.

الموقف الذي تعرض له الدكتور محمود مرسي، كان جديدًا من نوعه بالنسبة للبعض في عالم "السوشيال ميديا"، لأنه من الغريب أن يتم تكريم وتوبيخ شخص في ذات اللحظة، وهذا بالفعل ما حدث في الساعات القليلة الماضية، التي شهدت انتفاضة غير طبيعية في تعليقات صفحة "الصفحة الرسمية لإدارة كلية العلوم – جامعة الإسكندرية".

وبمجرد أن تم الإعلان عن ترقية الدكتور المذكور، سرعان ما انهالت التعليقات المعادية للقرار، من قبل خريجي وطلاب الكلية في بداية الأمر، الذين شكوا من سوء معاملته لهم خلال فترة تواجدهم بالكلية، مستدلين على ذلك بالمواقف التي جمعتهم سويًا، لكن ما حدث بعد ذلك كان أكثر غرابة، حين دخلت مجموعة ضخمة من رواد السوشيال الميديا، لتعرب عن رأيها بالدكتور الذي لم يتقابلوا معه من قبل.

"من أيام ما كان طالب معانا في الدفعة وطريقته وحشة.. محدش كان بيحب يتعامل معاه"، لم تكن التعليقات المترددة على المنشور من قبل الطلاب الذي درس لهم فقط، بل تشارك أيضًا من كانوا في دفعته، ليثبتوا جميعهم مدى الضرر النفسي الذي تسبب به للعديد من الخريجين والطلبة بجامعة الإسكندرية.

تبين أيضًا أن عدد "ريأكتات أغضبني" على المنشور تجاوزت ٢٠٠ ألف، وأكثر من ٢٠ ألف مشاركة، و40 ألف تعليق، جميع يقذفون الشخص المذكور، ويعاتبون إدارة الجامعة على قرار تعيينه، ما جعل الإدارة تلتفت حول الأمر، وتخرج بعد ساعات بتصريحات لتعلن عن فتح تحقيق حول ما تردد من قبل الطلبة والخريجين.

وبالبحث المعمق داخل الصفحة المذكورة، وجدنا أكثر من منشور ترقية قد استقبل أيضًا تفاعل من نوع الضغط على زر "أغضبني"، كان الأبرز بينهم قرار تعيين عميد الكلية، والذي حصد أكثر من 110 ألف "أغضبني"، وكان السبب الرئيسي في حدوث ذلك، أن هناك شخص ما قد شارك المنشور في إحدى مجموعات فيسبوك، والتي تحمل اسم "تريند"، مطالبًا أعضائها بالتفاعل بزر "أغضبني".
وذلك ما حدث مع المنشور الأخير، فقد اتضح أن ليس جميع من تفاعلوا مع قرار الترقية، على معرفة واسعة أو سطحية بالدكتور الجامعي، فقط تفاعلوا منه حين وجدوا التعليقات والمشاركات تنهال عليه في ثوان قليلة، ومنهم من استخف بالأمر قائلًا: "لقيت الناس بتعمل أغضبني عملت زيهم".

الغريب في الأمر أن المشاركات المعبرة عن الغضب لم تقتصر على منشورات الترقية فقط، بل طالت أيضًا منشورات العزاء، وأي شئ يخص الكلية، فهل هي حملة موجهة تجاه إدارة الكلية أو الدكتور المذكور؟، أم فقط مشاعر دفعت رواد السوشيال ميديا للتعبير عن تضمانهم مع طلبة وخريجي الكلية؟، هذا ما يجيب عنه أحد العاملين في شركات السوشيال ميديا وإدارة الصفحات والمحتوى.

قال المهندس الإلكتروني، إسلام جمال، إن هذه الظاهرة تتكرر كثيرًا في عالم السوشيال ميديا، فقد أصبح من السهل الإيقاع بأي شخص مهما كان منصبه، فقط ضغطة زر واحدة يمكنها أن تجعله حديث المواطنين ليلًا ونهارًا، وهذه الأساليب تندرج تحت مسمى "توجيه التريند".

"ما ساعد على تحريك المنشور بهذا الشكل، كان رد فعل الطلبة والخريجين الذين اختلطوا بالدكتور المذكور من قبل"، أشار أيضًا إلى الانطباع الأول الذي تلقاه رواد السوشيال ميديا تجاه الدكتور الجامعي، بعد قراءة التعليقات الموجهة له، ما جعلهم يشاركون في المنشور ويتفاعلون معه.

أما عن انتشاره في وقت قليل، أوضح "إسلام" أن هناك جروبات يعتاد الأشخاص على استخدامها في توجيه الأفكار، فالأمر يقتصر فقط على مشاركة المنشور داخل الجروب، وكتابة بعض الكلمات التي تعمل على توجيه المواطنين بالمشاركة معهم، كما حدث بالفعل في العديد من المرات السابقة.

"من الصعب التحكم في التريند، فإذا اجتمع عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي على شئ، يصعب إقناعهم بالرأي المضاد"، اختتم المهندس الإلكتروني حديثه، معلقًا على الآراء العديدة التي اجتمعت على مهاجمة الدكتور الجامعي، بالرغم من عدم معرفة المشاركين به، أو ربطهم بأي علاقة تخص الجامعة.

AA790F98-0969-4377-9ED5-4594F3040845
AA790F98-0969-4377-9ED5-4594F3040845
95D3570B-93B0-4A8D-A10C-DBC7CF929BAC
95D3570B-93B0-4A8D-A10C-DBC7CF929BAC
BCBC0193-BD33-4C87-9313-82504177CAF7
BCBC0193-BD33-4C87-9313-82504177CAF7
3FC362AF-0457-4DBB-BF60-A9250CE8F3B9
3FC362AF-0457-4DBB-BF60-A9250CE8F3B9
C1FBBEEE-6ADA-4CA1-9994-4A1BB181E688
C1FBBEEE-6ADA-4CA1-9994-4A1BB181E688
369C746F-E055-43C5-BADD-0DB7F1A94538
369C746F-E055-43C5-BADD-0DB7F1A94538
CAF268E6-1C27-429F-B867-2139BC8DD644
CAF268E6-1C27-429F-B867-2139BC8DD644
3D5E6D45-3803-4115-870E-263403E5CAC0
3D5E6D45-3803-4115-870E-263403E5CAC0
5BFB2744-A47E-4D40-B29E-20B603D479CF
5BFB2744-A47E-4D40-B29E-20B603D479CF
814D958A-98BD-4EB2-A1C0-E48A9A7E7E53
814D958A-98BD-4EB2-A1C0-E48A9A7E7E53
6A280DEC-602C-4021-B6BF-A7924395E70A
6A280DEC-602C-4021-B6BF-A7924395E70A