رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يمكن علاجه».. أطباء يوضحون المرض النفسي الذي أصاب عبدالله رشدي

عبد الله رشدي
عبد الله رشدي

ملفات شائكة يحاول دائما عبد الله رشدي عرضها أمام رواد التواصل الاجتماعي، وهو يعلم جيدًا مدى إثارتها للرأي العام، كونها تناقش قضايا وأفكار مختلفة لم يعتاد عليها المصريين، ما يجعلهم يتسابقون طوال الوقت في مجادلته وإثبات وجهة نظرهم تجاه أفكاره المتطرفة. 

لم يقف الأمر عند تبادل الآراء ووجهات النظر فقط، بل امتد ليشمل سبه وقذفه على الملأ، فهو يعرض أفكارًا لا ترضى أغلب المتابعين، ولا تتماشى مع حياتهم ومعتقداتهم، خاصة أن جميعها تخص المرأة وتحجمها في تصرفاتها.

لكن هناك سؤال واحد فقط، اختارت "الدستور" أن تجيب عليه في السطور التالية، هل "عبد الله رشدي" مصاب بمرض نفسي شديد؟، هذا ما يوضحه أخصائيو الطب النفسي من خلال حديثنا معهم.

• مرض منتشر

في البداية تواصلنا مع الدكتورة شيرين ممدوح، أخصائي الطب النفسي بمستشفى عمر شاهين للأمراض النفسية، والتي أوضحت أن المرض النفسي الذي أصاب "عبد الله رشدي" هو مرض منتشر للغاية في وقتنا الحالي، فقد أصبح هناك عددًا كبيرًا يعاني منه، ويرغب في الحصول على احتياجاته من خلاله.

"اضطراب الشخصية الهستيرية".. هذا هو المرض الذي يعاني منه "عبد الله رشدي"، بناءً على تصرفاته غير الطبيعية، وأفكاره التي لا تمس بالواقع الذي نعيشه في حياتنا اليومية، وتقول الطبيبة إن هذا المرض النفسي ليس مدمرًا جسديًا، بل مدمرًا عقليًا.

واستكملت: "هناك حيل وألاعيب يستخدمها المصابون بمرض الشخصية الهستيرية، بهدف التلاعب بأفكار الآخرين، وإظهار قدراتهم الخارقة على إقناع من أمامهم، لكن الحقيقة أن هذه القدرات خاوية من ما يدعون، وما هي إلا معتقدات يصورها لهم المرض النفسي الذي يعانون منه".

وأوضحت الطبيبة في حديثها مع "الدستور"، أعراض المرض الذي يعاني منه "عبد الله رشدي"، قائلة: "يشعر دائمًا المريض بحاجته الشديدة ليكون مركز اهتمام كبير من قبل الآخرين، لذا يحاول ابتكار مواقف مختلفة طوال الوقت لجذب انتباه أكبر قدر من الأشخاص، حتى يرضي شعوره الداخلي واحتياجاته".
 

• نوعين من العلاج

"هناك نوعين من العلاج لمثل تلك الحالات، أولهم العلاج النفسي الذي يعتمد على حكي المريض لمشاعره وتجاربه التي يخزنها بداخله دون الاعتراف بها لأحد، ويكون هذا العلاج داخل مصحة أو عيادة نفسية حتى يستطيع التحدث بأريحية مع الدكتور المعالج الذي يصاحبه خلال فترة التعافي من المرض"، بحسب "شيرين".

وتابعت الطبيبة أن طريقة العلاج الأخرى تكمن في تناول العقاقير الخاصة بمرض الاكتئاب والقلق، كونها تتمتع بفعالية كبيرة تجاه الأمراض الناتجة عن اضطراب الشخصية الهستيرية، وغيرها من الأمراض النفسية.

• اضطراب لفت الانتباه

وبالتواصل مع الطبيب النفسي، الدكتور عادل حمدان، أوضح أن عيادته الخاصة تستقبل العديد من الحالات التي تعاني من المرض النفسي "اضطراب لفت الانتباه"، كونه أصبح منتشرًا للغاية في وقتنا الحالي، ويعاني منه شباب عدة بسبب حاجتهم المتواصلة في لفت الانتباه تجاه أنفسهم وأفكارهم وأجسادهم.

تحدث الطبيب عن المرض الخطير الذي أصبح من الصعب التحكم في انتشاره، قائلًا: "السنوات القليلة الماضية شهدت أفكار متطرفة عدة يروج لها الشباب في مجتمعنا المصري الذي لما يعتاد على مثل هذه الأفعال، فجميعهم يريدون إثبات وجهة نظر واحدة لأنفسهم، وهي قدرتهم على التحكم بآراء ومشاعر من حولهم".

"وبالرغم من ردود الفعل المهينة التي يستقبلها هؤلاء الشباب بسبب أفعالهم الغريبة، إلا أن هذا الأمر لا يشكل لهم فارق، فهم يكتفون فقط بجذب الانتباه والشعور بالسيطرة على أفكار الآخرين سواء كان بالإقناع أو الرفض"، يقولها "عادل".

أما عن أعراض المرض: "في حالة عدم إقناع من حولهم بأفكارهم المختلفة التي تثير الرأي العام، يحاولون على الفور استخدام وسيلة أخرى لجذب الانتباه، وهي نشر أفكار أخرى تستفز من حولهم، وتخرجهم عن شعورهم، حتى يضطرون للرد عليهم ومناقشتهم بأي أسلوب ممكن، وفي هذا الحين يكون المريض قد حقق مراده، ورضى شعوره الداخلي".

وأضاف: "هناك قضيتين يمكن من خلالهم إثارة الرأي العام، وهما السياسة والمرأة، وغالبًا ما يبتعد هؤلاء المرضى عن الحديث في السياسة، ليتجهوا إلى القضية الأخرى وهي المرأة، التي يمكن التلاعب بعواطفها ومشاعرها من خلال فرص أفكار ومعتقدات جديدة تنحكم في حريتها وحياتها بشكل كامل".

اختتم الطبيب حديثه، مشيرًا إلى أفعال "عبد الله رشدي"، التي خرجت عن النص مؤخرًا، وكشفت ما بداخله من مرض نفسي واضح، يجب علاجه والسيطرة عليه في أقرب وقت ممكن، كونه ينشر أفكارًا ليست لها علاقة بالواقع، وهو يعلم جيدًا أن لا أساس لها من الصحة، فقط يكتفي بمتابعة رواد التواصل الاجتماعي له، ومجادلته في السراء والضراء.

• هوس الشهرة

"يحاول دائما عدد كبير من الأشخاص الظهور ولفت الانتباه، يتحدثون بالمخالف ويخالفون الواقع، ليس إلا للتواجد في الصورة وتسليط الضوء عليهم لما لديهم من هوس واضطراب وفقدان لقيمة الذات" هكذا وصف استشاري الطب النفسي أسعد محمد المصابين بمتلازمة جذب الانتباه، والمحاولين دومًا إشعال مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الكاذبة الرنانة.

ويتابع استشاري الطب النفسي في حديثه لـ"الدستور": "الذين يحاولون الغوص في المفاهيم المخالفة، وتحريم وتحليل الأشياء من منظورهم فقط هم إما متشددين دينيًا أو يحاولون لفت الانتباه، وما رأينه من بعض الأشخاص كـ عبد الله رشدي ليس إلا اضطرابًا واضحًا لجذب انتباه المجتمع".

وأكد "محمد": "الغريب في الأمر أن هناك عشرات الآلاف الذين يؤيدون بعض "الشطحات" المخالفة، ويتعاملون مع كلامه كأنه الدليل والبرهان بدون إحكام العقل، فمثل هؤلاء يتواجدون حولنا وبقوة خاصة مع حالة الانفتاح الكبرى الموجودة على السوشيال ميديا الفترة الأخيرة".

وطالب استشاري الطب النفسي أن يكون هناك إحكام أكثر قوة على المفاهيم التي يتم بثها على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: "النشء الصغير يجب وأن يكون أكثر إلمامًا بما هو صحيح فقط، ويتم التعامل مع قِبل مواقع التواصل الاجتماعي بمعايير قوية وواضحة للمخالفات، وعقاب أصحاب الحسابات التي تبث مثل تلك السموم بالإغلاق وحجب صفحاتهم لكي يراجعوا أنفسهم فيما يقدموه".