رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد كمار: خشيت المقارنة بين موسيقى «رجال الظل» وكلاسيكيات الأعمال الوطنية

الموسيقار خالد الكمار
الموسيقار خالد الكمار

برز اسم الموسيقار خالد كمار مؤخرًا في الدراما المصرية كواحد من عوامل نجاح العديد من الأعمال التي لاقت صدًا واسعًا لدى الجمهور، والتي تنوعت ما بين الحركة والكوميديا والإثارة ونجحت موسيقاه في أن تجعل المُشاهد "يدخل في الجو" حسب التعبير الدارج.

أصبح كمار نجم الموسيقي التصويرية في دراما رمضان 2021 والتي جاءت موسيقاه لتُكمل صورة جزئين الاختيار.. رجال الظل" للمخرج بيتر ميمي، وضد الكسر للمخرج أحمد خالد، و"خلي بالك من زيزي" للمخرج كريم الشناوي؛ وحاليًا يستعد لموسيقى الموسم الثاني من مسلسل "ليه لأ"، الذي تلعب دور البطولة فيه منة شلبي.

يلفت كمار، حديثه لـ"الدستور" إلى أن اختياره لصياغة موسيقى عمل مهم مثل "رجال الظل" أو الأعمال الأخرى التي تحمل أسماء نجوم كبار ومخرجين متميزين تعود إلى بدايته الموفقة في عالم الموسيقى، والتي تعود إلى 2012، وقام فيها بتأليف موسيقى عدة أعمال من الدراما، كمسلسلات "أفراح القبة، الخانكة ليالي أوجيني"، وبالطبع مسلسل "قابيل" الذي حصل عنه على جائزة Hollywood Music in Media Award وكان أول موسيقي مصري يحوز هذه الجائزة. 

يعتبر موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كبير الآباء الروحيين له، يليه الموسيقار الكبير بليغ حمدي في مقطوعاته الموسيقية مثل "شئ من الخوف" و"إحنا بتوع الأتوبيس"، والموسيقار خالد حماد الذي نشأ كمار على أنغام موسيقاه وهو طفل في حقبة التسعينات الذي كان له عظيم الأثر في تكوينه.

يُشير كمار إلى أن مسلسل "رجال الظل" كان التحدي الأكبر بالنسبة له هذا العام، فقد كان يخشى المقارنة بين موسيقاه والموسيقى التصويرية للجزء الأول من المسلسل الذي تُتابعه مصر كلها أو كان خوفه الأكبر يكمن في مقارنته بالأعمال الوطنية الكلاسيكية، كـ"رأفت الهجان" الذي صاغ موسيقاه العملاق الراحل عمار الشريعي، و"أيام السادات" للموسيقار الكبير ياسر عبد الرحمن اللذان تميزت ألحانهما لأعلى مستوى من الرقي الفني الذي يبقي في ذاكرة ووجدان الجمهور وفق تعبيره، لذلك لم يقدم خالد كمار موسيقي حريية واضحة؛ بل فضّل أن يقتدي بهؤلاء الرواد الأعمال "هكذا جاءت الموسيقى تحمل طابعًا إنسانيًا واجتماعيًا وحماسيًا، بل كذلك أسريًا بعض الشئ". 

وفي التعاون الثالث له مع المخرج كريم الشناوي في مسلسل "خلي بالك من زيزي" يقول الموسيقار الشاب إن العمل ليس كوميديًا هزليًا بقدر ما يمكن وصفه بـ"الرومانسي"، على الرغم من احتوائه على مشاهد عاطفية وأخرى حزينة "كانت المعضلة في كيفية تقديم موسيقي جادة، لكن يجب كذلك أن تكون خفيفة بعض الشئ وربما مرحة في آن واحد. قضيت بعض الوقت إلى أن وجدت حلول مرضية تحمل هذه التوليفة التي رغبنا -نحن صُنّاع المسلسل، في إيجادها حتى اكتملت موسيقي المسلسل بالشكل النهائي كما سمعه كل من يتابعون المسلسل.

يُفضّل كمار أن يعمل على موسيقى لأحد الأعمال الإنسانية، هكذا يقول يرى هذه النوعية هى الأقرب إلى قلبه، الدراما البسيطة التي تدور في حياة عدد قليل من الشخصيات، وتكون قصصها حول المشاكل الحياتية العادية في إطار دراما اجتماعية. يهوى كذلك العمل على دراما العوالم الغيبية، مثل مسلسل "ما وراء الطبيعة" مما يسمح له بإطلاق خيالاته الموسيقية إلى أبعد مدى يُريده من الإبداع؛ في الوقت نفسه يعترف بأنه لا يُفضِّل كثيرًا الأعمال البوليسية والأكشن.

يبدأ الموسيقار الشاب وضع الموسيقى التصويرية للعمل الفني بعد قراءة السيناريو ومن قبل تجهيزات التصوير، ليتعرف على أجواء العمل وأماكن التصوير وإيقاع الأحداث والعالم الذي تدور فيه القصة الدرامية يقول:"أذاكر جيدًا الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث". 

يحكي أنه ذات مرة قضى شهور في مشاهدة أفلام الرعب الشهيرة في حقبة الستينيات مثل "فرتيجو"و"سايكو" وغيرها؛ والاستماع إلى بيرتير تيرمان رائد موسيقي الرعب في هذه الفترة، فتعلم منه تقنيات الآلات الموسيقية المستخدمة في هذا النوع من الموسيقى، ثم يمزج هذه الأنماط الموسيقية ويضع اللمسة المصرية في النهاية.

عندها يختار المكان المُناسب للحالة ليضع فيه موسيقاه، فذات الطابع المصري يتم تسجيلها في القاهرة، أمّا تلك التي تعتمد على الطابع الأوركسترالي فحسبما تميل الموسيقى، فقد سجّل موسيقي فيلم "لص بغداد" في واحدة من دول شرق أوروبا، للتشابه في نوعية الموسيقى، ويذهب إلى العاصمة البريطانية لندن عندما يكون في ذهنه عزف دافيء بعيد عن الصخب والجرأة الأوروبية "فكل طابع موسيقي يخرج في أفضل صوره عندما يكون المناخ خولي يُناسب طبيعته".